كيف يتم إعداد خريطة 500 مليبار للتنبؤ الجوي؟

اقرأ في هذا المقال


إعداد خريطة 500 مليبار للتنبؤ الجوي:

هناك ارتباط وثيق بين ما يجري في طبقات الجو العليا وبين الظواهر التي تظهر على السطح، فالمثال التقليدي هو أن المنخفضات والمرتفعات الجوية تتواجد أسفل الأخدود والانبعاج على التوالي، كما أن أمواج الغلاف الغازي تعطي فكرة عن هل أن المنظومات الأرضية ستكون مستقرة أم متحركة؟ كذلك تبين هذه الأمواج موقع ومناطق سيطرة التيار النفاث والذي له أهمية قصوى في التنبؤ الجوي، لكل هذه الأسباب ترسم خريطة للضغط 500 مليبار، وهو ما يعادل الارتفاع 5500 متر، ففي هذا الارتفاع يتواجد نصف الغلاف الغازي.
كما يقاس ارتفاع الضغط 500 مليبار بالارتفاع لذلك تظهر خطوط التساوي معبرة عن الارتفاع للضغط 500 مليبار، كما تظهر الخطوط متموجة وعلى شكل أمواج، ارتفاع الموجة يُسمَّى انبعاج (Ridge) وقعر الموجة يُسمَّى أخدود (Trough) طول الموجة يقاس بين أخدود وأخدود أو بين انبعاج وانبعاج، فإذا كان طول الموجة أكثر من 60 خط طول تُسمَّى موجة طويلة وإذا كان أقل تُسمَّى موجة قصيرة.
بعد جمع المعلومات من أجهزة الراديو سوند من المحطات المختلفة ترسم خارطة ال 500 مليبار، حيث تبين الخريطة أن هناك أخدود جنوب خليج هدسن في كندا، ممَّا يعني أن المنخفض الجوي السطحي يكون على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، وهناك انبعاج على الساحل الغربي للولايات المتحدة، ممَّا يعني أن هناك مرتفع جوي سطحي على وسط غرب الولايات المتحدة الأمريكية، كما يستفاد من هذه الخريطة كذلك في أن خط سير المنخفضات والمرتفعات الجوية تقاد بواسطة المنظومة العليا، لذلك بعد إعداد هذه الخريطة واستعمالها مع الخريطة الأرضية يتمكن المتنبئ الجوي من إعداد التنبؤ لفترة ال6 أو 12 ساعة القادمة بدقة، وتقل الدقة كلما زاد وقت التنبؤ.
هناك طريقتان تستعملان للتنبؤ الجوي بعد أن تكون الخرائط قد تم إعدادها، والمتنبئ الناجح يقرر أي الطريقتين أفضل ضمن الحالة الموجودة أمامه، وعليه فإن المتنبئ الناجح وباستخدام التقنية الحديثة يمكنه أن يصدر تنبؤ جوي ناجح. والطريقتين هما:

  • طريقة المنظومة المحافظة Persistence: يستخدم المتنبئ المعلومات المتوفرة له عن سرعة واتجاه حركة المنظومات الضغطية ويصدر تنبئة عن المنطقة المحتمل أن تصل إليها المنظومة محتفظة بكل صفاتها الحالية، فإذا كانت سرعة المنخفض الجوي مثلاً ۲۰ كيلومتر بالساعة فإنه خلال ستة ساعات سيغطي منطقة 120 كيلومتر عن موقعة الحالي مع غيوم وأمطار كما هي الآن.
  • طريقة الاستمرارية Continuity: وهي تكبير وتوسيع للطريقة الأولى، حيث يقوم المتنبئ بدراسة الحالة الجوية السابقة لعدة أيام ماضية، ويلاحظ من خلال الأيام السابقة طبيعة المنظومات الجوية كالمرتفع أو المنخفض، وهنا سرعة الحركة واتجاهها والتغيرات التي طرأت على المنظومات خلال هذه الأيام سوف يستفاد منها لتحديد طبيعتها في المستقبل القريب.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: