محافظة الحسكة في سوريا

اقرأ في هذا المقال


محافظة الحسكة:

تقع في أقصى شمال شرق الجمهورية العربية السورية، تبلغ حوالي 23.300 كيلومتر مربع، يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.050.000 نسمة، وتتميز بخصوبة أراضيها ووفرة المياه وجمال الطبيعة وكثرة مواقعها الأثرية ونموها المعماري والحضاري الحديث ومشاريعها الزراعية والصناعية المتعددة والمفيدة.

أهم نهر في الحسكة هو نهر الخابور الذي ينبع من رأس العين ويتجه شرقا نحو الحسكة ثم يتجه جنوبا لمقابلة نهر الفرات عند البصيرة (كركيسيا) في دير الزور بعد مروره بمحافظة الحسكة بحوالي 440 كيلومترا، يشكل تياره جزر تسمى الحويج يتم استغلالها كمتنزهات.

أهم مدن محافظة الحسكة:

  • مدينة الحسكة: وهي عاصمة محافظة الحسكة، تحتل الحسكة المرتبة الثانية من حيث عدد السكان في المحافظة 81،809 غالبيتهم من الآشوريين والأكراد، تقع البلدة على ضفاف نهر الخابور (أحد روافد نهر الفرات) عند التقائه مع نهر الجاغا.

يتميز بجمال الموقع ونموه المعماري والحضاري الحديث والأنشطة المختلفة، هناك مصانع ومشاريع اقتصادية ومؤسسات سياحية وأنشطة رياضية وثقافية وتعليمية مختلفة. في ظل الإمبراطورية العثمانية فقدت أهميتها لكنها عادت إلى الحياة مع توطين اللاجئين الآشوريين من العراق خلال الانتداب الفرنسي لسوريا بعد عام 1932، الآن تقاطع طرق مهم بالقرب من الحدود التركية والعراقية.

  • مدينة القامشلي: وتتميز بشوارعها المستقيمة وأنشطتها المختلفة ومؤسساتها السياحية ومطارها.
  • مدينة المالكية: وتتميز بجمال الطبيعة وكثرة الينابيع، تحتوي على الجسر الأثري الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث الميلادي، كما توجد آبار نفطية مهمة.
  • رأس العين: هي مدينة عائمة على بحيرة من الينابيع، وهناك أيضا ينابيع معدنية، خرج منها العديد من الأشخاص المعروفين في تاريخ الحضارة.
  • عين ديوار: يطل على نهر دجلة، تحتوي على بقايا الجسر الأثري.

مواقع أثرية في محافظة الحسكة:

تل براك (نجار):

موقع أثري يقع في حوض نهر الخابور الخصب في محافظة الحسكة سوريا، كان أحد أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام في هو معبد العين (حوالي 3000) والذي سمي بهذا الاسم بسبب الآلاف من “أصنام العين” الحجرية الصغيرة الموجودة هناك.

تقع تل براك بين الحسكة والقامشلي، بدأ الحفر في عام 1937 – 1939 وتم إعادته الحفر بعد الحرب العالمية الأولى، أظهرت ست طبقات حضارية متتالية، كان قصر الملك نارام سن ومعبد العيون من أهم المباني المكتشفة، أيضًا هناك مكتشفات من الطين وتماثيل وطوابع أسطوانية غنية بموضوعاتها الأسطورية.

تل حلف (جوزانا):

في جنوب مدينة رأس العين كشفت الحفريات عن العديد من الطبقات الحضارية المتعاقبة والتماثيل البازلتية الجميلة التي زينت جدران المعبد والقصر عُرف طينها (طين تل حلف).

تل عجاجة (عربان):

تقع جنوب الحسكة، كانت مركزًا مهمًا على منطقة الحدود بين الإمبراطورية الرومانية والفارسية، كانت المدينة القديمة التي تقع أطلالها في هذا التل واحدة من أكثر مدن الخابور سرير في عصر العباسيين.

تل شاغر بازار (حطين):

تقع في شمال سوريا، بدأ الحفر في عام 1934، وما زال مستمراً، كشفت عن 15 طبقة حضارية متعاقبة، وقد زودتنا اكتشافاته وهي ألواح طينية بمعلومات مفيدة في دراسة تاريخ الشرق القديم وحضاراته.

تل ليلان:

تقع جنوب القامشلي، تبلغ مساحته حوالي 25 ك في منطقة مثلث الخابور، بدأ الحفر في عام 1978 وكشف التنقيب عن طبقات تعود إلى 6000 قبل الميلاد وسور المدينة وأبنية مثل: المعبد والقصر وألواح طينية وطوابع أسطوانية وأطلال خيالية مختلفة، كل ذلك جعل تل ليلان أحد أهم التلال الأثرية.

تل بري (كحت):

تقع على الطرف الشرقي لنهر جاغجاج، تقع على بعد 8 كم من تل براك في الشمال، تم العثور على نقشتين أثريتين مهمتين ساعدتا في التعرف على اسم هذا الموقع (كحت)، كانت المرحلة الأخيرة من غزو الملك الآشوري (Tokotly Ninorta) عبر أراضي الجزيرة عام 885 قبل الميلاد وأظهرت آثاره أهميتها.

تل موزان (أوركيش):

تقع بين مدينتي عامودا والقامشلي وتضم مدينة أثرية في بداية عام 2000 قبل الميلاد كشفت الحفريات عن سور المدينة وبقايا المباني الحجرية والطوابع والآثار المختلفة الهامة.

تل الخويري:

بين رأس العين وتل أبيض كشفت الحفريات عن معبد حجري مهم ومباني ومكتشفات خيالية ومعدنية وعظمية، يعتبر الفأس الأكادي من أهم الاكتشافات، كما توجد العديد من الأماكن الأثرية الهامة مثل تل الأمارا وتل بيدر والقلعة الأيوبية التي تقع على مسافة حوالي 35 كم عن الحسكة وتقع على الجانب الشمالي من جبل عبد العزيز.

تاريخ محافظة الحسكة:

كانت المدينة مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة، كما يتضح من التل في وسط المدينة، كشفت الحفريات عن قطع أثرية من العصور الوسطى الآشورية والبيزنطية والإسلامية، ظلت الحسكة صغيرة طوال فترة الاحتلال العثماني حتى تم إنشاء موقع عسكري فرنسي في عام 1922، بعد الإبادة الجماعية للأرمن في الإمبراطورية العثمانية أقام اللاجئون مستوطنة حول البؤرة الاستيطانية الفرنسية وبدأت المدينة تتطور في أواخر عشرينيات القرن الماضي.

خلال الإدارة الفرنسية تمتعت المنطقة باستقرار نسبي واستمرت المدينة في النمو من خلال استقبال اللاجئين الآشوريين الفارين من الإبادة الجماعية في العراق، تطورت لتصبح مركزًا إداريًا للإقليم مدعومًا بطفرة اقتصادية ناتجة عن مشاريع الري التي عززت الزراعة في المنطقة، منذ الستينيات فصاعدًا ازدهرت الحسكة على إنتاج القطن مكملًا بالزيت المكتشف في السبعينيات.

غادر عدد كبير من الأكراد في الحسكة في طليعة الحرب الأهلية السورية، اجتاح الإرهابيون الإسلاميون المدينة في عام 2015 مما أجبر الجيش السوري على التراجع، تبع ذلك تحرير الميليشيات الكردية بعد ذلك بوقت قصير ومنذ ذلك الحين تم دمج الحسكة في روج آفا.

هناك العديد من المستوطنات التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المحيطة بالمنطقة، لكن الاستيطان الحديث لم يحدث حتى تم إنشاء بؤرة استيطانية فرنسية في عام 1922، بعد الإبادة الجماعية للأرمن لجأ العديد من اللاجئين الأرمن الذين طردوا من الإمبراطورية العثمانية إلى المنطقة، تم تطوير المدينة خلال العشرينات والثلاثينيات من القرن الماضي بمساعدة القوات الفرنسية التي كانت تتمركز في المنطقة.

بحلول عام 1942 كان هناك 7835 نسمة في المنطقة، بحلول أوائل الخمسينيات من القرن الماضي أصبحت الحسكة العاصمة الإدارية للمنطقة، جلب ابتكار الري في الستينيات ازدهارًا اقتصاديًا للمنطقة واشتهرت المنطقة بإنتاج القطن، استمر التنقيب عن النفط في شمال شرق سوريا في السبعينيات في اتجاه الازدهار الاقتصادي.

مناخ مدينة الحسكة:

تتمتع الحسكة بمناخ شبه جاف متأثر بالبحر الأبيض المتوسط ​​مع صيف حار جاف وشتاء بارد رطب. أفضل الشهور للزيارة هي أبريل ومايو، أو أكتوبر حتى منتصف نوفمبر، تتميز الحسكة بمناخ السهوب الدافئ مع صيف حار للغاية وشتاء بارد، الشتاء بارد مع درجات حرارة تقترب من نقطة التجمد، درجات الحرارة تحت الصفر أثناء الليل ليست غير شائعة، الصيف دافئ جدًا مع ارتفاع درجات الحرارة في النهار بسهولة إلى 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) أو أعلى، أرقام هطول الأمطار منخفضة للغاية على مدار السنة، يسقط المطر الذي يسقط بشكل رئيسي خلال فصل الشتاء.

المصدر: موسوعة دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريتاريخ حوطة بني تميم، إبراهيم بن راشد التميميفجر الإسلام، أحمد أمينلحظة تاريخ، محمد المنسي قنديل


شارك المقالة: