ما هي أدوات القياس في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


أدوات القياس في الرياضة:

إن انتقاء أداة القياس الملائمة لأهداف وأغراض السمة والظاهرة المراد قياسها ليس بالشيء السهل المراد تحقيقه، حيث يوجد مجموعة من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عن اختيار وسيلة محددة، وأهم تلك العوامل: (أن تكون قادرة على تحقيق الهدف المحدد، أن تكون قادرة على التنفيذ والتحقيق في ضوء الإمكانات المتاحة، بالإضافة إلى أن تكون ملائمة لأعضاء المنظمة الرياضية من حيث السهولة أو الصعوبة ومن حيث إمكانية سرعة الفهم).

كما يجب أن تكون عملية اختيار أدوات القياس عملية دقيقة؛ وذلك بسبب أن الأداة الغير الملائمة سوف تظهر للمدرب قيم غير صحيحة؛ أي بمعنى لا تعبر عن الهدف الذي تسعى إليه المنظمة الرياضية والمؤسسة الرياضية، كما يقوم الفرد الرياضي الفاحص للسمة أو الظاهرة المراد قياسها بتحديد الأداة التي سوف يتم استخدامها بالقياس، وأهم تلك الأدوات:

الأداة الأولى (الملاحظة):

حيث تعتبر أحد أهم أدوات القياس في التربية الرياضية؛ وذلك لجمع البيانات والمعلومات عن الظاهرة أو السمة المراد قياسها عنى طريق النظر أو الاستماع، والشعور والأحاسيس مثل أداء الأفراد الرياضيين اللاعبين وعاداتهم وتقاليدهم، وبالإضافة إلى ردود أفعالهم الشخصية، حيث أن كل ذلك يقدم معلومات ومعارف مفيدة لأفراد الرياضيين الفاحصين، حيث يوجد نوعان من الملاحظة، وهما:

  • الملاحظة التلقائية أو الملاحظة البسيطة: حيث يقصد بها أنها عبارة عن شكل مبسط من أنظمة المشاهدة والاستماع، بحيث يقوم الفرد الرياضي الملاحظ بالعمل على ملاحظات السلوكيات، كما تحدث تلقائياً في المواقف الحقيقة والطبيعية دون خضوعها للضبط العلمي؛ أي بمعنى دون التجهيز لها مسبقاً، وأيضاً دون استخدام أدوات دقيقة للتسجيل أو التصوير.
  • الملاحظة المنظمة أو الملاحظة المخططة: حيث يقصد بها أنها الملاحظة التي يكون لها تخطيط بالوقت المسبق، وبالإضافة أنها مضبوطة ضبطاً دقيقة، ففيها يتم تحديد الظروف الخاصة بها مثل الزمان والمكان، والمدة والمعايير الخاصة بالملاحظة، كما أنها غالباً ما ترتبط الملاحظة المنظمة بالوسائل الميكانيكية كمسجلات الصوت والكاميرات وتصوير الفيديو.

الأداة الثانية (المقابلة):

حيث يقصد بها أنها عبارة عن محادثة تدور بين فردين رياضيين (الفاحص، والمفحوص)، حيث أنها تبدأ عن طريق شرح الهدف من المقابلة، ثم البدء بنقاش الأسئلة التي يتم تحديدها مسبقاً، وبعد ذلك يتم الانتظار إجابة المفحوص عن كل سؤال تم نقاشه، ثم يتم تسجيل الإجابة بكلمات وعبارة المفحوص، تاركاً التفسير إلى ما بعد المقابلة، كما يجب على الفرد الرياضي الفاحص أن يقوم بإقرار طريقة تسجيل الإجابات، سواء كانت يدوياً أو آلياً أو على فلاشة أو فيديو.

ولكي يتم ملاحظة أثر الطريقة على الإجابة يحب الفرد الرياضي الفاحص في أغلب الأوقات بتسجيل الصوت أو الحركات أو ملامح المستجيب التي قد تعطي دلالة محددة؛ وذلك للاحتفاظ بالأثر، كما يوجد عدة أنواع من المقابلة، وأهم تلك الأنواع:

  • المقابلة المحددة: حيث يقصد بها أنه يقوم الفرد الرياضي الفاحص بطرح عدة أسئلة للمفحوص، حيث أنها تتطلب إجابات دقيقة وواضحة؛ أي بمعنى لا يكون فيها مجال لطرح أسئلة أخرى.
  • المقابلة غير المحددة: حيث يقصد أنه يقوم الفرد الرياضي الفاحص بطرح عدة أسئلة للمفحوص، حيث تكون إجابتها غير محددة وتمتاز بكثرة معلوماتها وبياناتها، ولكن في ذات الوقت يصعب تصنيف الإجابات المقدمة، ومن أهم الأمثلة على ذلك: (ما هو رأيك بتطبيق نظام الحرمان في أنشطة الرياضة الأردنية).
  • المقابلة المحددة المفتوحة: حيث يقصد بها أنها عبارة عن الدمج بين المقابلة المحددة والمقابلة غير المحددة، كما أنها تعتبر أكثر الأنواع انتشاراً داخل الملاعب الرياضية، ومن أهم الأمثلة على ذلك: (أن يبدأ الفرد الرياضي الفاحص بطرح عدة أسئلة، مثل هل توافق على ممارسة الإناث للأنشطة الرياضة التنافسية، حيث ستكون الإجابة بكلمة نعم أو لا، أو موافق بنسبة قليلة، وبعد ذلك يقوم الفاحص بالإضافة كلمات الاستفسار (لماذا)، (هل تقوم بإعطائنا تفسير واضح أكثر).

الأداة الثالثة (الاستبيان):

حيث يقصد بها أنها عبارة عن أداة تتضمن مجموعات من الفقرات أو الجمل ذات الطبيعة الخبرية، حيث يطلب من اللاعب الرياضي المفحوص الإجابة بضمن طريقة يحددها اللاعب حسب هدف تقويم الظاهرة أو السمة المراد قياسها، حيث قد تكون الإجابة مفتوحة أو يلزم بعملية اختيار الإجابة أو تحديد موقع الإجابة على مقياس رياضي متدرج.

كما يعد الاستبيان أكثر أدوات القياس استخداماً داخل الملاعب الرياضية؛ وذلك لجمع البيانات والمعلومات الصحيحة الكاملة، حيث يتميز فقرات الاستبيان أنها تضم الحقائق ومعلومات ومعارف محددة عن السمة أو الظاهرة المراد قياسها، كما يجد المدرب أنه في الإجابة عن فقرات الاستبيان يكون اللاعب الرياضي المستجيب هو سيد الموقف الرياضي؛ أي بمعنى أنه هو من يقوم بتعبئتها بكلماته وبخط يديه؛ وذلك حسب فهمه للفقرات، وبالإضافة إلى مدى رغبته وميوله في تحقيق الاستجابة.

الأداة الرابعة (بطارية الاختبار):

حيث أن تعدد أدوات القياس واختلاف طرق المقاييس لوحدات الاختبار الرياضي، وبالإضافة إلى تعدد الاختبارات للمكون الرياضي الواحد أو للمكون الكلي، جعل من الأهمية وجود درجات معيارية معينة لمختلف الاختبارات؛ حيث أن ذلك لتوحيد قرار الحكم على الظاهرة أو السمة المراد قياسها وتقويمها، كما يوجد عدة اختبارات تقيس مكون عام قد تختلف في قياسها، مثل اختبار ثني القدمين من وضعية الانبطاح المائل الذي يقاس بوحدة التكرار.

أو اختبار عنصر المرونة الذي يتم قياسه بوحدة (سم)، أو اختبارات الماراثون الذي يتم قياسه بوحدة السرعة لكل دقيقة أو لكل ساعة، ونسبةً إلى ذلك أنه من الضروري وجود وسيلة قياس لجميع الاختبارات الرياضية، ومن ثم الخروج ببطارية شاملة ومتكاملة للظاهرة أو السمة المراد قياسها، كما يوجد عدة مبادئ يجب أخذها بعين الاعتبار عند بناء بطاريات الاختبار التي تعمل على قياس المكونات الكلية للظاهرة أو السمة المراد البحث فيها، وأهم تلك الاعتبارات:

  • يجب أن تقيس الاختبارات الرياضية الجوانب الأساسية للظاهرة أو السمة المراد قياسها، وبالإضافة أنه يجب أن تتشابه مواقف الأداء في الاختبارات مع موقف الأداء الحركي الفعلي العملي.
  • يجب أن تشجع الاختبارات على صورة الأداء الجيد للاختبار المراد قياسه، كما يوجب أن يؤدي الاختبار لاعب رياضي واحد أثناء الاختبار.
  • يجب أن يكون للاختبارات المراد قياسها معنى وأهمية وفائدة بالنسبة إلى الأفراد الرياضيين المختبرين، وبالإضافة أنها يجب أن تتميز بعنصر الإثارة والتشويق.
  • يجب أن يكون للاختبارات على درجة مناسبة من حيث درجة مستوى الصعوبة، كما يجب أن تكون الاختبارات القدرة على التميز بين المستويات المختلفة للأفراد الرياضين المختبرين.
  • كما يجب أن تشمل الاختبارات على عدد مناسب من المحاولات، كما يجب أن تتضمن الاختبارات ما يبين صلاحيتها من الناحية الإحصائية.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1998 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1997علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005


شارك المقالة: