ما هي استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في الرياضة:

تمنح استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً الفرد الرياضي المتعلم الفرصة لكي يختار مسؤولية ما يودّ تعلمه، حيث يحددها ويتحملها على أن تصبح موجهاً لذاته متفاعلاً بشكل إيجابي، وبناء على ذلك فإن التعلم ليس نشاطاً يحدث للفرد الرياضي المتعلم كرد فعل للتعليم الأنشطة الرياضية، إنما نشاط يحدث عن طريق التعامل مع الموقف الرياضي تعاملاً نشطاً وفعالاً.

فإن سلوك الفرد الرياضي المتعلم والمنظم ذاتياً بسلوك الهادف والاستراتيجي وعلى درجة عالية من المثابرة، حيث أنه يخطط ويضع الأهداف ويراقب ويقيم أدائه الحركي ذاتياً في مراحل التعلم الرياضي المتعددة، كما أنه يمتلك درجة عالية من الفاعلية الذاتية والدافعية الداخلية، ويعمل أيضاً على تهيئة بيئة رياضية تحفز تعلم الأنشطة الرياضية إلى أقصى درجة ممكنة.

حيث يوجد ثلاث خطوات لهذه الاستراتيجية، وهي (ملاحظة الذات وهي تتمثل في نظرة الفرد الرياضي المتعلم لذاته وسلوكه ومراقبته مراقبة شديدة، ومحاكمة الذات وهي مقارنة الأداء الفرد الرياضي مع معايير معينة، والاستجابة الذاتية حيث تعتمد هذه الخطوة على الخطوتين السابقتين، ففي حالة تمت الملاحظة ثم المقارنة بشكل جيد فعندها يستجيب الفرد الرياضي أو لا يستجيب).

كما قام علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية بوضع عدة تعريفات، وأهمها:

  • هو استعمال الفرد الرياضي المتعلم لمكوناته المعرفية والدافعية والإدراكية والبيئية استعمالاً فعالاً في حل المهمات أو الواجبات أو الوظائف الحركية، حيث يزداد هذا الاستعمال فاعلية بزيادة عمر الفرد الرياضي المتعلم وخبراته السابقة.
  • هي عبارة عن خطط منظمة يقوم باستعمالها الفرد الرياضي المتعلم؛ وذلك لتساعده على معالجة المعلومات والمعارف التي تتضمنها مهام التعلم الحركي والتعلم البدني.
  • هي عبارة عن عملية بناء نشطة يقوم بها الفرد الرياضي المتعلم بوضع الأهداف ثم تخطيط معارفه ودافعيته وسلوكياته وتوجيهها وتنظيمها وضبطها والسياق التي يتم بها التعلم الرياضي؛ حيث أن ذلك من أجل تحقيق الأهداف.
  • هي الموقف التي يقوم به الفرد الرياضي المتعلم بمراقبة أهدافه الرياضية والحركية والدافعية بنفسه، حيث أن يسيطر على مصادر تعلمه للمهارات الحركية، كما أنه يصبح صانع القرار والأداء في عملية تعلم المهارات الحركية، كما أنها هي عبارة عن مجموعة من الإجراءات المعرفية والسلوكية التي يقوم باستعمالها الفرد الرياضي المتعلم؛ وذلك لضبط عمليات التعلم الرياضي الخاصة به.
  • هي القدرة على تنظيم الذات بحيث يسعى الفرد الرياضي المتعلم إلى تطوير تعلمه تطويراً ذاتياً، كما يتضمن القدرة على استعمال المعرفة وتطويرها واكتساب المهارات الحركية، كما أنها هي عملية هادفة ونشطة، حيث يضع الفرد الرياضي المتعلم أهدافه الحركية ثم يحاول المراقبة والتنظيم والتحكم في خصائصه المعرفية والدافعية والسلوكية، كما أنها توجه الفرد الرياضي وتقيده بأهداف وخصائص الأداء في مجتمع رياضي خاص بها.

أهمية استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في الرياضة:

  • تقوم استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً بالتحكم بالفرد الرياضي المتعلم أثناء سير عملية التعلم الحركي للمهارات الرياضية.
  • استعمال الفرد الرياضي المتعلم العديد من الطرائق أو الأساليب؛ وذلك لتحقيق أهداف المهمات أو الواجبات الحركية المطلوبة.
  • يعتمد التفاعل والاتصال في أثناء تعلم المهارات الحركية بين الجوانب الشخصية للفرد الرياضي المتعلم على إدراك الفرد الرياضي لمتعلم لفاعليته الذاتية في التعلم وبين التأثيرات السلوكية، كما تعتمد على ملاحظة استجابات الفرد الرياضي عن طريق مراقبة ذاته، بين التأثيرات البيئية المتضمنة لمحيط الوحدات الرياضية.
  • تسهم استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في زيادة وعي الفرد الرياضي المتعلم بعملية تعلمه في تحقيق المهمات أو الواجبات الحركية المطلوبة.
  • تعد استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً من أهم الحلول المناسبة والملاءمة؛ وذلك لتحقيق جودة تعلم المهارات الحركية المطلوبة.
  • كما تساعد استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً الأفراد الرياضيين المتعلمين على التمييز الدقيق بين المهارة الحركية التي تم تعلمها تعلماً جيداً، وبين المهارة الحركية التي تم تعلمها بشكل أقل تفاعل وتكامل، وبالتالي سوف ينظمون تعلمهم تنظيماً أكثر فاعلية.
  • إن تكامل عناصر استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً تؤدي إلى تحقيق الأهداف بأقل جهد وتعب ممكن، وأهم تلك العناصر: (الدافعية، الوسائل والأدوات والمواد والأجهزة الحركية، الوقت، المكان، المجتمع الرياضي المحيط، البيئة الاجتماعية).

مهارات استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في الرياضة:

إن التعلم الحركي المنظم ذاتياً ليس أنه سمة وصفة شخصية يمتلكها الفرد الرياضي المتعلم أو لا يمتلكها، بل هو استعمال ذات طبيعة اختيارية لمهارات أساسية يتبناها الفرد الرياضي المتعلم عند كل مهمة أو واجب حركي، والتي تتضمن:

  • وضع أهداف ذاتية محددة وممكنة التحقيق، بالإضافة إلى امتلاك مهارة إدارة الوقت بكل فاعلية.
  • تبني استراتيجية فعالة؛ حيث أن ذلك لتحقيق التقدم في تعلم المهارات الحركية والرياضية.
  • مراقبة الأداء الحركي من أجل معرفة مؤشرات التقدم، كما يجب إعادة تهيئة البيئة التعليمة، وذلك لجعلها متوافقة مع الأهداف المطلوب تحقيقها.

مبادئ استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في الرياضة:

  • القياس الذاتي: حيث تتضمن تحليل أساليب التعلم الرياضي وأساليب الشخصية مع مقارنتها باستراتيجيات الأفراد الرياضيين الآخرين؛ وذلك لزيادة الوعي الشخصي والوعي الاجتماعي بالأساليب المختلفة لتعلم الحركي، كما تتضمن إجراء عملية القياس الذاتي قياساً دورياً لعملية التعلم للمهارات الحركية والرياضية؛ حيث أن ذلك من أجل مراقبة التقدم.
  • الإدارة الذاتية لعمليات التفكير والجهد والانفعال: حيث أن ذلك عن طريق وضع أهداف ملائمة ومناسبة يمكن تحقيقها وتعمل على إثارة التحدي، بالإضافة إلى التخطيط الفعال والمراقبة الذاتية، كما يمكن مراجعة الفرد الرياضي المتعلم لتعلمه الذاتي مع الالتزام بمعايير مرتفعة للأداء.
  • التنظيم الذاتي: وذلك عن طريق التعلم الحركي المباشر والتفكير التأملي والمناقشات المعرفية، بالإضافة إلى الممارسة مع الخبراء الرياضيين وبطريقة غير مباشرة عن طريقة النمذجة الحركية.

متطلبات استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في الرياضة:

إن الفرد الرياضي المتعلم لن يكتسب المهارات الأساسية لاستراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً ويتقنها في حالة لم يتلقى تدريباً رياضياً وحركياً ومناسباً، حيث توجد عدة متطلبات تساعد الفرد الرياضي على إتقان استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً بشكل متكامل، وأهمها:

  • الخبرات والتجارب السابقة: حيث عن طريقها يستعمل الفرد الرياضي المتعلم استراتيجيات معينة، كأنه يقوم بعمل خارطة ذهنية تساعده على اكتساب مهارة حركية معينة ومحددة والاحتفاظ بها، حيث أنه قد يكتشف أثرها في تعلمه، فيعممها على مواقف رياضية أخرى.
  • التوجيه والإرشاد: عن طريقه يوجه المدرس الرياضي الفرد الرياضي المتعلم؛ وذلك للقيام بمهمات أو واجبات حركية تتطلب منه استعمال استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً، بحيث يكون الفرد الرياضي المتعلم محور عملية تعلم المهارات الحركية.
  • التدريس والتدريب: عن طريقها يقوم المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي بتعليم الفرد الرياضي المتعلم وتدريبه تدريباً مباشراً على استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: