ما هي العلاقة بين الرياضة والهوية الوطنية؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الرياضة والهوية الوطنية:

تتميز الثقافات الوطنية في الرياضة بخطابات متنافسة يبني الناس من خلالها معاني تؤثر على تصورهم الذاتي وسلوكهم عن الرياضية، حيث غالبًا ما تتخذ هذه الخطابات شكل القصص الحركية التي تُروى عن المجتمع الرياضي في كتب التاريخ والروايات والمسرحيات والقصائد ووسائل الإعلام والثقافة الشعبية.

حيث يتم سرد ذكريات التجارب المشتركة في الملاعب الرياضية ليس فقط الانتصارات؛ وذلك بطرق مقنعة تربط حاضر المجتمع الرياضي بماضيه، كما يتضمن بناء الهوية الوطنية الرياضية في جزء كبير منه الإشارة إلى مجتمع رياضي متخيل قائم على مجموعة من الخصائص التي يعتقد أنها مشتركة ومحددة لمجموعة من الأشخاص.

كما تساهم القصص والذكريات المشتركة في وصف الخصائص الرياضية وأيضاً تعطي معنى لمفهوم الأمة والهوية الوطنية في الملاعب الرياضية، حيث عند تقديمها بهذه الطريقة يتم استخدام القومية لإضفاء تبرير وجود أنشطة المجتمع الرياضي الإقليمي الحديث.

حيث تعتبر الرياضة التي تقدم تمثيلات مؤثرة للأفراد والمجتمعات عامل مهم في تمثيل الهوية الوطنية؛ وذلك للمساهمة في عملية تكوين الهوية واختراع التقاليد، فإن الرياضة درامية بطبيعته، حيث أنها تعني التمثيل والقيام والأداء، كما أنها تتضمن مسابقات جسدية يمكن قراءة معانيها وفهمها من قبل الجميع.

حيث يمكن للمواطنين العاديين غير المبالين بالكلاسيكيات الأدبية الوطنية أن ينخرطوا عاطفياً في الخطابات التي يتم الترويج لها في الرياضة ومن خلالها، ففي بعض الأحيان يُنظر إلى القومية في البلدان على أنها لا تنفصل عن ثروات الفرق الوطنية لرياضات معينة، ومن الأمثلة البارزة على ذلك دولة الأوروغواي التي استضافت وفازت بأول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في عام 1930م.

 ودولة ويلز ،حيث يرتبط اتحاد الرجبي فيها بشكل وثيق بالدين والمجتمع ليعكس القيم الويلزية، حيث أنه في كلتا الحالتين ارتبطت الهوية الوطنية ارتباطًا وثيقًا بثروات الرياضيين الذكور المشاركين في “الرياضة الوطنية”، كما أن غالبًا ما يُعتقد بشكل غير منطقي، أن تسلط هذه الأمثلة الضوء على حقيقة والمتمثلة في أنه يمكن استخدام الرياضة لدعم أو تقويض الشعور بالهوية الوطنية.

كما أن التنشئة الاجتماعية لها دور في تنمية الهوية الوطنية داخل الملاعب الرياضية، حيث أنها هي العملية التي يصبح الناس من خلالها على دراية بالعلاقات الشخصية في عالمهم الاجتماعي والتكيف معها، حيث أن من خلال التنشئة الاجتماعية يطور الناس في المجتمع الرياضي أفكارًا عن أنفسهم وعن أولئك الذين يتفاعلون معهم، حيث أن التنشئة الاجتماعية هي عملية ذات اتجاهين تؤثر على الجميع بدرجة أكبر أو أقل، والتي تحدث طوال حياة الفرد الرياضي.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005 علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007 علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1998 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1997


شارك المقالة: