أسلوب التدريس القائم على التمثيلات القبلية للمتعلم

اقرأ في هذا المقال


التمثلات: عبارة عن الصور الذهنية والعقلية، التي يكونها الشخص المتعلم من أجل تفسير مجموعة من الظواهر والمشاكل، والعمل على إرجاع التوازن الذي يخسره عندما يواجه ويتصدى لمشكلة ما، وأهم مصادرها الخبرات والتجارب الشخصية للشخص المتعلم.

ما هي مستويات الأسلوب القائم على التمثيلات القبلية للمتعلم؟

قسم العالم فلاندوز أسلوب التدريس القائم على استخدام أفكار الطالب في االتمثيلات القبلية للمتعلم إلى عدة مستويات:

  1. تكرار مجموعة من الروابط والعلاقات العقلانية من أجل إيجاد فكرة معينة ويعبر عنها من خلال الأسلوب التعبيري للطالب.
  2. العمل على تعديل بناء الجمل، من خلال المدرس والتي تقدم العون والمساعدة للطالب على إعداد الفكرة التي يفهمها ويستوعبها.
  3. استعمال فكرة ما من قبل المدرس من أجل الوصول إلى الخطوات الأخرى في عملية التحليل للمعارف والمعلومات المعروضة.
  4. العمل على تواجد أفكار بين المدرس والطالب من خلال عمل مقارنة أفكار كل من المعلم والطالب.
  5. تلخيص الأفكار التي سردت بواسطة التلميذ أو مجموعة التلاميذ.

التمثيلات القبلية للمتعلم:

تعتبر قاعدة ملائمة من أجل اكتساب معلومات متجددة، وذلك باعتبار أن التعلم لا يأتي من فراغ  أثناء بناء المعارف، بل إنه ينطلق من تمثلات معينة إلى تمثلات أخرى ذات قوة تفسيرية أكثر؛ لأن الطلاب وما يملكونه من الأفكار والآراء، يحاولون استيعاب وفهم حديث المعلم، وتأويل الوضعيات المقترحة.

فإذا لم تؤخذ الأفكار والآراء بأهمية وعناية سوف تبقى على وضعها، وإن المعارف والمعلومات المأخوذه من قبل المعلم تتجه نحو الأشخاص المتعلمين دون تلقينها إياهم، ومن هنا يظهر أن عملية التعلم ليس مجرد تلقين إعطاء معلومات ومعارف جاهزة دون عناء، ولكن أولوية تحويل التمثيلات إلى الطلاب وكيفية اشغالهم عقلياً وفكرياً.
تُعدّ التمثيلات مجموعة من المعطيات يتطلب الأخذ بها بعناية واهتمام، وتتطلب المناسبة لتمثيلات الغير، من خلال جميع مراحل العملية التعليمية، ويجب أن يكون المعلم له دور فاعل في إيجاد وإعداد هذه الملاءمة من خلال وضعيات حقيقية متعددة ومتنوعة، ويكون الهدف منها اختبار جميع التمثيلات التي لها علاقة بهذه الوضعية المعينة والمحددة، وبذلك يساعد تغير المفهوم وإنجاز مردودية أكبر.
إن العمل على تمثيلات الطلاب، يعني وضع الطلاب في حدود وضعية تعليمية، وتغير نموذج التفسير إلى نموذج آخر أقضل منه، مما يؤدي إلى تقدم نمو الطالب من أجل فهم واستيعاب منهجية التفكير وامتلاكها، ويتحقق ذلك من خلال توظيف العصف الذهني، وهي وسيلة تسمح بالتعمق في الفهم والاستيعاب عن طريق مواجهة التمثيلات.
ومن أجل تحقيق ذلك يجب العمل من قبل المعلمين على تغيير أنشطتهم وتعاملهم مع المادة، وتعاملهم مع الشخص المتعلم، لأن الغاية من العناية ومراعاة التمثيلات يتمثل من خلال تحويلها من أجل الوصول إلى بناءات أكثر قرباً من الواقع وأكثر من اعتبارها أداء من أجل حل الحالات في المستقبل.

أهم مميزات التمثيلات القبلية للمتعلم:

تحتوي التمثيلات على مجموعة من المميزات وتتمثل من خلال ما يلي:

  • تكون التمثيلات بشكل عام كالتمثيلات الدينية الاجتماعية وغيرها، وتجسد كل شخص ظاهرة محددة ومعينة.
  • تكون التمثيلات أحياناً بشكل سلبي، مما يتطلب التعديل لما هو أفضل، وقد تكون بشكل إيجابي يحتاج إلى الدعم وأنه يمكن العمل على تغييره وتطويره.
  • تتميز التمثيلات بالحركة، وله قابلية التطور من خلال التعليم والتعلم.
  • عند إعداد التمثيلات للوسط الذي يخرج منه تأثير كبير عليه، فإذا اتصف الوسط بالعلم والتطور كان التمثيل أقرب إلى الواقع، وأنه يتأثر بالوسط الذي يصدر منه.
  • يوجد تشابه وتماثل بين تمثيلات الأشخاص المتعلمين والعقبات الإبستمولوجية.
  • كل شخص في أي مرحلة عمرية كان، يمتلك أنماط معينة من التمثيلات تتعلق بجميع النواحي المعرفية.
  • يبقى التمثيل عبارة عن نموذج تفسيري عند الشخص المتعلم إلى أن يتمثل بتمثيلات أفضل وبشكل موضوعي، ويتم تحقيق ذلك من خلال التعلم في الحياة كلها.

تلعب التمثيلات أدوار مهمة في العملية التعليمية:

1- التعرف عن الأنماط التفسيرية التي يلجأ الشخص المتعلم إلى اعتمادها في عملية التصور للمادة الدراسية، وهنا يعتبر العالم باشلار أنه ليس من الضروري الحصول على معلومات ومعارف جديدة، لكن المهم هو العمل على تقييم المعلومات والمعارف التي اكتسبها من قبل.
2- تعمل على إعداد الطلاب وتجهيزهم من أجل تطوير وتقدم التمثيلات الأولية، عبر مناقشتها وتحديد الخلل والضعف فيها ومن ثم العمل على البحث من أجل إيجاد معارف أخرى لتعديلها وتصحيحها.
3- استثمار المناقشات والحوارات بين الطلاب المتعددة والمتنوعة من قبل المعلم، وتقديم العون والمساعدة لهم على التعرف على تصوراتهم بما يتعلق بالدرس وتوجيههم لإجراء عملية مقارنة للمعارف التي بدأ بها الدرس والمعارف التي توصلوا إليها بعد الحوارات.

المصدر: طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د على أحمد مدكور.


شارك المقالة: