الذكاء العاطفي في علم النفس وعناصره

اقرأ في هذا المقال


تعريف الذكاء العاطفي في علم النفس:

الذكاء العاطفي في علم النفس: هو القدرة على تحديد واستخدام وفهم وإدارة المشاعر بطريقة فعالة وإيجابية، بحيث يساعد الذكاء العاطفي العالي الأفراد على التواصل بشكل أفضل، وتقليل القلق والتوتر لديهم، ونزع فتيل النزاعات بينهم، وتحسين العلاقات أيضاً، والتعاطف مع الآخرين، والتغلب على تحديات الحياة بشكل فعال.

وهو يعتبر مرادف للوعي الذاتي؛ لأنه يمكّننا من عيش حياتنا بنية وهدف واستقلالية، بحيث يتنقل الكثير منا خلال الحياة ونتخذ قرارات مهمة بناءً على ظروفنا الحالية، وقد نعتبرها تتجاوز قدرتنا على التغيير، وبالتالي تحد من خياراتنا وحلولنا، وأخذ الوقت للتفكير وفحص سبب قرارنا بفعل ما يمكننا من عيش حياة تحددها نوايانا الواعية بدلاً من الظروف وحدها.

يؤثر الذكاء العاطفي على جودة حياتنا؛ لأنه يؤثر على سلوكنا وعلاقاتنا، ويمكن أن يؤثر تطويرهذا الذكاء العاطفي وتنميته بشكل كبير على نجاحنا، ومواقفنا الشخصية ومع ذلك، يمكن أن يؤثر بشكل عميق على خياراتنا من خلال إنشاء خيارات ربما لم نتخيلها أو نعتبرها احتمالات من قبل.

الذكاء العاطفي في علم النفس: هو القدرة على فهم وإدارة العواطف والمشاعر الخاصة بالفرد نفسه، وعواطف الأشخاص من حوله، بحيث يعرف الأشخاص ذوو الدرجة العالية من الذكاء العاطفي ما يشعرون به، وما تعنيه عواطفهم ومشاعرهم، وكيف يمكن أن تؤثر هذه المشاعر على الآخرين، وهي مهمة خاصة للقادة المسؤولين.

عناصر الذكاء العاطفي في علم النفس:

تتمثل عناصر الذكاء العاطفي في علم النفس من خلال ما يلي:

الوعي الذاتي:

إذا كان الفرد مدرك لذاته، فهو دائمًا يعرف ما يشعر به، ويعرف كيف يمكن أن يؤثر بعواطفه وأفعاله على الأشخاص من حولهم، وأن يكون مدركًا لذاته عندما يكون في منصب قيادي يعني أيضًا أن يكون لديه صورة واضحة عن نقاط قوته وضعفه، وهو يعني التصرف بتواضع.

ينظر علماء النفس أنه يتوجب على الفرد أن يقوم ببعض الإجراءات؛ من أجل الوصول لعنصر الوعي الذاتي من الذكاء العاطفي، والتي تتمثل من خلال ما يلي:

  • الاحتفاظ بمجلة: تساعد المجلات على تحسين الوعي الذاتي للفرد، فإذا كان الفرد يقضي بضع دقائق فقط كل يوم في تدوين أفكاره، فقد ينقله هذا إلى درجة أعلى من الوعي الذاتي في الذكاء العاطفي.
  • التمهل والتريث: عندما يشعر الفرد بالغضب أو أي عواطف قوية أخرى،عليه أن يتفحص السبب، والتذكر، بغض النظر عن الموقف، أنه يمكنه دائمًا اختيار طريقة تفاعله معه.

التنظيم الذاتي:

يتمثل هذا العنصر من الذكاء العاطفي في علم النفس بعدم مهاجمة الأفراد بل القيام بتنظيم أنفسهم، وينظمون غيرهم أيضاً، مثل القادة المسؤولين الذين يجب عليهم التميُّز بالتنظيم الشخصي وتنظيم أعضاء فريقهم، وعدم اتخاذ قرارات سريعة ومتهورة، وعدم وضع الناس في قوالب نمطية، أو يعرضون قيمهم للخطر؛ فالتنظيم الذاتي هو كل شيء عن البقاء في السيطرة على النفس والآخرين.

ينظر علماء النفس إلى كيفية وقدرة الفرد على التنظيم الذاتي، من خلال ما يلي:

  • التعرف على القيم: بحيث يكون لدى الفرد فكرة واضحة عن المكان الذي لن يتنازل فيه مطلقًا، ومعرفة ما هي القيم الاهم بالنسبة له والقضاء بعض الوقت في فحص مدونة الأخلاق الخاصة به.
  • تحمل المسؤولية: إذا كان الفرد يميل إلى إلقاء اللوم على الآخرين عندما يحدث خطأ ما، فعليه التوقف، والاعتراف بأخطائه ومواجهة العواقب مهما كانت.
  • التدرب على الهدوء: في كل مرة يكون فيها الفرد في موقف صعب عليه التوقف، والإدراك تمامًا لكيفية تصرفه.

الدافع:

يتمثل هذا العنصر من الذكاء العاطفي في علم النفس بوجود المشجعات والمعززات الداخلية الخاصة بالفرد والتي تساهم في التجوه نحو أهم الطرق والأنماط التي تحقق الأهداف، والتي تتمثل بوجود قواعد ومعايير أساسية للجودة.

ينظر علماء النفس إلى تنمية وتحسين عنصر الدافع في الذكاء العاطفي من خلال ما يلي:

  • البحث عن الأسباب: من السهل أن ينسى الفرد ما يحبه حقًا في حياته الاجتماعية والمهنية، لذا، عليه أخذ بعض الوقت ليتذكر سبب رغبته في أي أمر أو عمل يقوم به.
  • التأكد من المعلومات: على الفرد أن يتأكد من أن بيانات أهدافه جديدة ومنشطة.
  • التفاؤل والابتكار: عادة ما يكون القادة المتحمسين متفائلين، بغض النظر عن المشاكل التي يواجهونها، وقد يتطلب هذا تبني هذه العقلية ممارسة، لكنها تستحق الجهد المبذول.

التعاطف:

يعتبر التعاطف من العناصر المهمة في الذكاء العاطفي، وهو أمر بالغ الأهمية لإدارة فريق أو منظمة ناجحة، والأشخاص المتعاطفين لديهم القدرة على وضع أنفسهم في موقف شخص آخر، وإنهم يساعدون في تطوير الأشخاص في فريقهم، ويتحدون الآخرين الذين يتصرفون بشكل غير عادل، ويقدمون ملاحظات بناءة، ويستمعون إلى أولئك الذين يحتاجون إليها.

ينظر علماء النفس إلى تنمية وتحسين عنصر التعاطف من خلال ما يلي:

  • وضع الشخص نفسه في موقع شخص آخر: من السهل أن يدعم الشخص وجهة نظره بعد كل شيء، إنه له ولكن عليه أخذ الوقت الكافي للنظر إلى المواقف من منظور الآخرين.
  • الانتباه إلى لغة الجسد: ربما عندما نستمع إلى شخص ما، فإن بعضنا يعقد ذراعيه وغيرنا يحرك قدميه للخلف وللأمام، فلغة الجسد هذه تخبر الآخرين بما يشعر به الفرد حقًا حيال الموقف، والرسالة التي يقدمها ليست إيجابية، ويمكن أن يكون تعلم قراءة لغة الجسد رصيدًا حقيقيًا في الدور القيادي أيضاً.
  • الاستجابة للمشاعر: تتمثل في تقدير الفرد لمستوى تعب وحزن وفرح الآخرين، وسماع خيباتهم في العديد من المواقف، وتتمثل في البحث عن أهم الطرق للمساعدة وتقديم ما يشعر به الآخرين.

المهارات الاجتماعية:

الأشخاص الذين يقومون بعمل جيد في عنصر المهارات الاجتماعية للذكاء العاطفي هم متواصلين رائعين، وإنهم منفتحين على سماع الأخبار السيئة مثل الأخبار الجيدة، وهم خبراء في جعل الآخرين يدعمهم ويتحمس لمهمة أو مشروع جديد، والأشخاص الذين لديهم مهارات اجتماعية ممتازة يجيدون أيضًا إدارة التغيير وحل النزاعات دبلوماسيًا، ونادرًا ما يكونون راضين عن ترك الأشياء كما هي، لكنهم لا يجلسون ويجعلون الآخرين يقومون بالعمل، إنهم قدوة في سلوكهم.

ينظر علماء النفس إلى مجموعة من الإجراءات لتحسين عنصر المهارات الاجتماعية، من خلال ما يلي:

  • تعلم حل النزاعات: يجب أن يعرف الشخص كيفية حل النزاعات بين أعضاء الفريق أو العملاء أو البائعين الذين يتعامل معهم، وخاصة إذا كان يريد النجاح.
  • تحسين مهارات الاتصال الخاصة: تتمثل في تنمية الفرد لنفسه من حيث التواصل اللفظي والسمعي مع الآخرين ممن يتعامل معهم.
  • التعرف على كيفية مدح الآخرين: يمكن لأي شخص إلهام الولاء لغيره ببساطة عن طريق الثناء عندما يتم الربح، وتعلم كيفية مدح الآخرين هو فن جيد، ولكنه يستحق الجهد المبذول.

المصدر: علم النفس العام، هاني يحيى نصريالانسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسفعلم النفس، محمد حسن غانم


شارك المقالة: