القراءة النقدية في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


القراءة النقدية في التدريس التربوي:

يقصد بالقراءة النقدية: هو أنّ تقوم القراءة على تطبيق مجموعة معينة من العمليات والأسئلة والنظريات والتي تؤدي إلى رفع مستوى الدقة والوضوح والاستيعاب، والمشاركة بشكل أكبر من حيث الجهد أو الفهم.

تحصل القراءة النقدية على بنية عميقة إذا كان هناك شيء من هذا القبيل بعيدًا عن النص السطحي، أي الاتساق المنطقي والنبرة والتنظيم وعدد من المصطلحات الأخرى المهمة جدًا.

لا تعني القراءة النقدية أن ينتقد الطالب ما يقرأه، ولا تعني كل من هذا النوع من القراءة والتفكير النقدي أن يكون نقديًا بشأن فكرة أو نص او فكرة من الكتابة، والقول بأنها خاطئة إلى حد ما.

تعني القراءة النقدية الانخراط في ما تقرأه من خلال طرح أسئلة على نفسك، مثل ما الذي يحاول المؤلف قوله؟ أو ما هي الحجة الرئيسية المقدمة؟

يتضمن هذا النوع من القراءة تقديم حجة منطقية ويقوم على تقيم وتحليل ما قام على قراءته، وعلى ذلك فإن كون الفرد ناقدًا يعني تعزيز فهمه وليس رفض وبالتالي إغلاق التعلم.

القراءة النقدية هي أن تمارس حُكمك على ما تقرأه أي عدم أخذ أي شيء تقرأه على محمل الجد، عند قراءة المواد الأكاديمية سيواجه تفسير المؤلف وآرائه، وسيكون للمؤلفين المختلفين بطبيعة الحال اتجاهات مختلفة، ويجب عليك فحص ما يقرأه بشكل نقدي والبحث عن القيود والاغفالات والتناقضات والحجج ضد ما يقرأه.

في المؤسسات الأكاديمية عندما تكون طالبًا يُتوقع منك فهم وجهات النظر المختلفة وإصدار أحكامك بناءً على ما قرأته.

تذهب القراءة النقدية إلى أبعد من مجرد الاكتفاء بما يقوله النص، فهي تتضمن أيضًا التفكير في ما يصفه النص، وتحليل ما يعنيه النص في الواقع  في سياق الدراسة، كقارئ ناقد يجب أن تفكر في:

  • ماذا يقول النص: بعد القراءة نقدية لمقطع ما، وينبغي علية أن تكون قادرًا على تدوين الملاحظات وإعادة صياغته بكلماتك الخاصة من خلال النقاط الرئيسية.
  • ما يصفه النص: ينبغي على الفرد أن يكون واثقًا من أنه قد فهم وأدرك النص بصورة كافية؛ من أجل أن يتمكن من استعمال الأمثلة الخاصة به والمقارنة مع الكتابة الأخرى حول الموضوع الذي يتناوله.
  • تفسير النص: ويقصد بذلك أن يكون الفرد يملك القدرة على تحليل النص بشكل كامل وتحديد المعنى الأساسي والكلي للنص.

يقصد بالقراءة النقدية هي القدرة على التفكير فيما يتحدث عنه النص وما يقوم على وصفه وما يعنيه عن طريق التدقيق في أسلوب وطريقة اللغة والكتابة التي استعملت في النص وكذلك المحتوى الأساسي له.

خطوات القراءة النقدية في التدريس التربوي:

هناك مجموعة متنوعة من الخطوات المقترحة، وتتمثل هذه الخطوات من خلال ما يلي:

الاستعداد لتكون جزءًا من جمهور الكاتب:

بعد كل شيء يصمم المؤلفون نصوصًا لجماهير محددة، كما أن الانضمام إلى الجمهور المستهدف يجعل من السهل الوصول إلى هدف المؤلف، وتعرف على المؤلف وتاريخ المؤلف والنص والجمهور المتوقع للمؤلف، وقراءة المقدمات والملاحظات.

الاستعداد للقراءة بعقل متفتح:

القراء الناقدون يبحثون عن المعرفة، وإنهم لا يعيدون كتابة عمل ليناسب شخصياتهم، ومهمته كقارئ ناقد متنوّر هي قراءة ما هو موجود على الصفحة، وإعطاء الكاتب فرصة عادلة لتطوير الأفكار والسماح لنفسك بالتفكير في النص بشكل مدروس وموضوعي.

النظر في العنوان:

قد يبدو هذا واضحًا، لكن العنوان قد يوفر أدلة على موقف الكاتب أو أهدافه أو وجهة نظره الشخصية أو مقاربته.

القراءة ببطء:

مرة أخرى يبدو هذا واضحًا لكنه عامل في القراءة الفاحصة، من خلال الإبطاء ستعمل على إجراء المزيد من الروابط داخل النص.

استخدام القاموس والأعمال المرجعية الأخرى المناسبة:

إذا كانت هناك كلمة في النص غير واضحة أو يصعب تحديدها في سياقه، فابحث عنها وعن كل كلمة مهمة، وإذا كان جزء من النص مليئًا بالمصطلحات الفنية، فمن الأهمية بمكان معرفة كيفية استخدام المؤلف لها.

تدوين الملاحظات:

القيام بتدوين الملاحظات الهامشية ووضع خط أسفلها وإبرازها، وكتابة الأفكار في دفتر ملاحظات، وفعل أي شيء يناسب تذوقك الشخصي، وملاحظة الأفكار الرئيسية والأطروحة والنقاط الرئيسية للمؤلف لدعم النظرية، والكتابة أثناء القراءة تساعد الذاكرة بعدّة طرق خاصة عن طريق إنشاء رابط غير واضح في النص ملموسًا في الكتابات.

الاحتفاظ بمجلة للقراءة:

بالإضافة إلى تدوين الملاحظات من المفيد غالبًا تسجيل الردود والأفكار بانتظام في مكان أكثر ديمومة يمكنك الرجوع إليه، ومن خلال تطوير عادة القراءة والكتابة بالتزامن ستتحسن كلتا المهارتين.

التفكير النقدي هو امتداد للقراءة النقدية في التدريس التربوي:

التفكير النقدي ينطوي على أن يكون الفرد منفتح الذهن والعقل، ويلجأ الى استعمال الحكم والانضباط من أجل معالجة ما يتعلمه من غير السماح للتحيز فردي في الانتقاص من الحجج أو الأدلة.

يتضمن التفكير النقدي أن تكون عقلانيًا ومدركًا للمشاعر الخاصة حول الموضوع، وأن تكون قادرًا على إعادة تنظيم الأفكار والمعرفة المسبقة والفهم لاستيعاب الأفكار أو وجهات النظر الجديدة، لذلك فإن القراءة النقدية والتفكير النقدي هما أساس التعلم الحقيقي والتنمية الشخصية.

تطوير استراتيجية القراءة النقدية في التدريس التربوي:

سيُطلب من الطالب في مواقف التعلم الرسمية أن يقرأ ويفكر بشكل نقدي في الكثير من المعلومات من مصادر مختلفة.

وعلى ذلك من المهم ألا يتعلم هذا النوع من القراءة فحسب، بل يتم ذلك بشكل فعال وبكفاءة، أن الخطوة الأولى للقراءة الفعالة هي أن يصبح الفرد انتقائي، وإذا لم يتمكن من قراءة كل الكتب في قائمة القراءة المحددة، فهو يحتاج إلى إيجاد طريقة من أجل اختيار أفضل النصوص المناسبة له.

ولكي يبدأ فيحب أن يعرف ما الذي يبحث عنه، ويمكن بعد ذلك فحص صفحة المحتويات أو فهرس كتاب أو مجلة للتأكد مما إذا كان فصل أو مقال يستحق المزيد من المتابعة.

وبمجرد تحديد قطعة مناسبة فإن الخطوة التالية هي القراءة السريعة، وغالبًا ما يشار إلى القراءة السريعة أيضًا باسم المسح الضوئي، وبمجرد تحديد جزء ذي صلة من النص مثل فصل في كتاب يجب عليك مسح الجمل القليلة الأولى من كل فقرة للحصول على انطباع عام عن مجالات الموضوعات التي تغطيها.

وتعني قراءة المسح بشكل أساسي أن الفرد يعرف ما الأمر الذي يقوم بالبحث عنه، وأن يحدد الفصول أو الأقسام التي لها صلة  وثيقة به والقيام على تجاهل غير ذلك.

وعندما يقرأ بسرعة فهو لا يهدف إلى اكتساب فهم كامل للحجج أو الموضوعات التي أثيرت في النص، وإنها ببساطة طريقة لتحديد ماهية النص.

عندما يجد قسمًا ذا صلة أو مثيرًا للاهتمام، سيحتاج إلى إبطاء سرعة القراءة بشكل كبير مما يتيح لك اكتساب فهم أكثر عمقًا للحجج المطروحة، حتى عندما يبطئ القراءة، فقد يكون من الضروري قراءة المقاطع عدة مرات للحصول على فهم كامل.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: