فن القراءة بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


فن القراءة بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في التدريس التربوي:

أنّ القراءة بفعالية وكفاءة هي مهاره خاصة، وهي مهارة لم يتعلم كيف يفعلها الطلاب أبدًا، وطوال حياتهم الأكاديمية فهم مبرمجون على الاعتقاد بأن القراءة الفعالة تقاس بالسرعة والعرض، وكلما قرأوا أكثر أصبحوا أكثر ذكاءً، وكلما استطاعوا القراءة على نطاق أوسع أصبحوا أكثر ذكاءً.

بسبب هذا الهوس بقراءة المزيد يفقد الطلاب الكثير من الأفكار القيمة والحكمة عبر العصور والدروس التي يتقنها الطلاب الذين تغلبوا على تحديات غير عادية، وفرصة لاكتساب المعرفة التي تتحدى المعتقدات.

تعني القراءة بشكل أكثر فعالية وكفاءة تطوير عملية محكمة لالتقاط الأفكار وتحليل الحجج وطرح الأسئلة الصحيحة، ويعني تحديد الكتب الصحيحة للقراءة وفهم أهداف القراءة المختلفة، واستخدام التقنيات القائمة على الأدلة من أجل رفع مستوى إنتاجية القراءة من نواحٍ عديدة، فإن تحسين الطريقة التي يقرأ بها هو المهارة الأولى التي يمكن أن تغير حياة الطلاب للأفضل.

أهمية القراءة الفعالة في التدريس التربوي:

1. الطالب الذي لا يقرأ لا يتمتع بميزة على من لا يستطيع القراءة، حيث أن للكتب تأثير هائل على حياة الطلاب الخاصة، وإنها بمثابة مرشد شخصي وكوسيلة لتركيب المعرفة، وتعد أيضاً بمثابة الموجهين الشخصيين للطلاب.

2. من خلال قراءة الكثير من الكتب ومحاولة القراءة بفعالية، يتمكن الطلاب من تجميع عقود من المعرفة والخبرة من أكثر العقول المذهلة في العالم بأقل جهد شخصي، ويتعلم من الأخطاء دون أن يفشل، والتعلم من النجاحات دون الاضطرار إلى تحمل مخاطر كبيرة.

3. القراءة هي المرشد من دون التكلفة والألم وعدم الراحة، ولها دور كبير في تغيير حياة الطلاب.

4. تساعد قراءة الكتب بشكل فعال الطلاب على اكتساب المعرفة المركبة، والفائدة المركبة هي الأعجوبة الثامنة في العالم من وجهة نظر ألبرت أينشتاين، ومثلما يتراكم المال أضعافا مضاعفة كذلك تتراكم المعرفة الشخصية بمعنى آخر كلما قرأ الطالب أكثر وكانت عمليات القراءة أفضل كلما بدأت أفكاره ومعتقداته وآرائه في التطور بمعدل متزايد باستمرار.

5. لا تبدأ أدمغة الطلاب في إنشاء روابط بين أجزاء من المعلومات التي تبدو متباينة دون عناء فحسب، بل تظهر الحلول المتماسكة والمبتكرة لبعض أكثر المشاكل المحيرة والمربكة تدريجيًا، وإنها قوة شخصية خارقة لدى جميع الطلاب فرصة اكتشافها.

هدف القراءة الفعالة في التدريس التربوي:

يلجأ الطلاب إلى القراءة الفعالة من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

1. تبدأ زيادة قدرة الطالب على القراءة بشكل أكثر فعالية، كوسيلة لإطلاق العنان لإمكاناتهم الشخصية بتحديد هدف القراءة، وبعد كل شيء من المحتمل أن يكون لدى الطلاب هدف مختلف.

2. أنّ الكتب هي هدف فضفاض إلى حد ما يتمثل في النجاح والسعادة والوفاء الشخصي، وإذا أراد الطالب إلى الوصول إلى أي مكان في الحياة عليه أن يقرأ الكثير من الكتب.

أقسام أهداف القراءة الفعالة في التدريس التربوي:

تنقسم أهداف القراءة الفعالة الى أقسام عدة، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

 القراءة للترفيه:

في هذه الفئة يقرأ الطلاب الكتب لمجرد الاستمتاع، إنها الطريقة التي يقضي بها معظم الوقت كقراء، لا توجد قواعد ولا داعي للتفكير بعمق أو نقدي بشأن ما يقرأه، والهدف بسيط يمكن الاسترخاء والانغماس في القراءة ولا يوجد شيء خطأ بطبيعته في القراءة للترفيه عن أنفسهم، إنها طريقة صحية من أجل الهروب من ضغوط الحياة اليومية، وهي طريقة مثالية من أجل إنهاء يوم عمل مثمر، على وجه الخصوص.

القراءة للإعلام:

في هذه الفئة الثانية يقرأ الطالب الكتب لمعرفة حقائق أو معلومات محددة حول شيء ما، وعادة ما تكون هذه الكتب سهلة التنقل وبسيطة في تخطيطها وهيكلها، وتتيح لهم استهلاكها بسهولة والانتقال إلى الأقسام ذات الصلة دون فقدان جوهر ما يقال، والهدف هو التعلم بدون حكم.

 القراءة للفهم:

إنّها الفئة الأخيرة من القراءة القراءة لفهمها التي يميل معظم الطلاب إلى الكفاح معها، لذلك فهي تستحق معظم الاهتمام عندما يتعلق الأمر بتحسين كفاءة وفعالية القراءة.

تكمن المشكلة في أنه من بين فئات القراءة الثلاث تتطلب القراءة لفهم أكبر جهد معرفي، إنه يجبر على تحدي تصوراتهم المسبقة والتحليل النقدي للوضع الراهن، ومواجهة الأفكار التي قد لا يكونوا الطلاب مرتاحين لها على الفور.

هذه مهارة يتقنها القليل، ولكنها في صميم الإنتاجية الهادفة وتحسين الطريقة التي يقرأ بها الطلاب، ولذلك يحتاجون إلى طريقة تأخذهم من القراءة في المستوى الابتدائي مثل عندما نقرأ للترفيه والإعلام إلى القراءة على المستوى التحليلي أو التركيبي.

مستويات القراءة الفعالة في التدريس التربوي:

بينما تساعد الفئات الثلاث للقراءة في توجيه هدف القراءة، فإن المستويات التراكمية للقراءة تساعد في توجيه أسلوب القراءة، وهذه المستويات ابتكرها مورتيمر أدلر مرة أخرى وتعمل على تقديم المساعدة في فهم الكتاب على مستوى أعمق بكثير مما اعتاد عليه البعض، ومع تقدم الطلاب ​​في المستويات لن يجدوا أنفسهم فقط أكثر قدرة على استيعاب وجهات نظر المؤلف وصياغة رؤى أعمق، ولكن سيكون لديهم عملية تعمل مع كل كتاب يقررون قراءته، وتتمثل هذه المستويات من خلال ما يلي:

القراءة الابتدائية:

المستوى الأول من القراءة هو أسلوب القراءة الذي يعرف الجميع كيف يفعله، لأنّه ما يتعلمه الطلاب في المدرسة، وبصفة الطالب قارئًا أوليًا يمكنه بسهولة فهم الكلمات الموجودة على الصفحة ومتابعة الحبكة، والحصول على فهم قوي لما يحاول الكتاب قوله.

ومع ذلك حتى في هذا المستوى الابتدائي من السهل إفساده بمحاولة القراءة بسرعة كبيرة، إن محاولة تحسين سرعة القراءة قبل فهم أساسيات القراءة الفعالة لن يؤدي إلا إلى إعاقة قدرة الطلاب على تعلم معلومات جديدة.

ويجب أن يحاول الطالب أولاً تحسين مستوى القراءة لديه، بعد ذلك بمجرد إتقان فن القراءة التحليلي، ويجب على الطالب ألا يُقرأ كل كتاب ببطء أكثر مما يستحق وليس أسرع مما يمكنك قراءته برضا وفهم.

قراءة استطلاعية:

يتطلب هذا المستوى الثاني من القراءة مهارة هامشية أكثر من مستوى القراءة الابتدائية، والقارئ استقصائيًا تم تكليفهن بإخراج الإطار العام للكتاب ورسم الصورة العامة التي يحاول المؤلف رسمها، الفكرة هي أن يجري بعض الحسابات الأولية حول محتوى الكتاب وقيمته قبل الخوض فيه بشكل صحيح.

هناك جانبان للقراءة الاستقصائية هما القشط المنتظم والقراءة السطحية، ومن خلال القشط المنهجي، والهدف هو تحديد ما إذا كان هذا كتابًا يريد بالفعل قضاء الوقت في قراءته أم لا.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: