كيفية تحقيق السلام النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو السلام النفسي؟

هو الحالة العقلية والوجدانية التي يحس الفرد عن طريقها بالهدوء والراحة، وليست هناك أي مواضيع أو أفكار تدور في عقله أو تزعجه. والفرد يواجه في حياته اليومية العديد من الضغوط والتوتر نتيجة ظروف العمل وهموم الحياة، وبعض الأحيان يواجه الفرد مواقف سلبية تجعله يخسر الثقة في نفسه وفي العالم، ويختل مزاجه ويفقد إمكانيته على التعامل مع الآخرين أو إنجاز الواجبات.

تحقيق السلام النفسي في الظروف القاسية:

تمارين التأمل:

فهي تحقيق النقاء العقلي هو أسلوب قوي وسريع للعثور على السلام النفسي، وقد أكدت الدراسات أن تطبيق هذه التمارين بصورة يومية تساعد الفرد في تحقيق سلام نفسي بعيد الأجل.

أوضح أطباء الأعصاب بأن هذه التمارين تخلق تحول مادي في بناء الدماغ، هذا التحول يساعد في إثارة القسم المسئول عن الراحة في الجهاز العصبي، وبالتالي ممارسة التأمل بشكل مستمر يقلل من التوتر ويرفع من قدرة الفرد على تحمل الضغوط.

تعلم كيفية الثقة في النفس:

ويكون هذا من خلال عدم التفكير المبالغ للفرد في الأعمال التي قام بها في الماضي وأن لا يعيد النظر في ردة فعله في الأحداث المختلفة، وأن لا يبقى يتساءل بأن هل تصرف بشكل جيد أو اتخذ القرار السليم أم لا، وأن لا يلوم نفسه على الماضي.

فكل أمر حدث ذهب ولن يعود مرة أخرى، وعلى الفرد تقدير أهمية الوقت الحالي الذي يعيش فيه، وأن يؤمن في قدراته. وعلى الفرد أن يجعل من الماضي درساً له في المستقبل ولا ينظر إلى الخلف أبداً. بهذا الأسلوب سوف يتمكن الفرد من التغلب على العثرات والمشكلات التي يتعرض لها بشكل يومي.

خفض التوقعات:

من أكثر الأمور التي تؤدي إلى الإحباط النفسي هو أن الفرد ينتظر من الحياة أن تعطيه ما يتمناه ويتوقعه تماماً ولا ينقصه شيء. وحتى يحقق الفرد السلام النفسي ينبغي أن يتعلم تقبل الأمور كما هي.

تعلم الفرد كيف يغفر للآخرين أخطائهم:

جميع الأشخاص يحملون في داخلهم غضب نحو آخرين أساءوا في حقهم، هذا إحساس طبيعي. لكن تجمع هذا الغضب مع مرور الزمن سوف يصبح حمل ثقيل على الفرد، وينبغي أن يفهم أنه أيضاً يخطئ في حق آخرين، وأن ما يحصل لا يمكن العودة بالزمن إلى الخلف لإصلاحه، ومسامحة الآخرين  على أخطائهم سوف تجعل الفرد يقضي على الأوجاع المكبوته في روحه نتيجة هذا الزعل، وسوف يدعمه في تحقيق السلام النفسي من خلال الإحساس بالانسجام الداخلي.

عدم الاهتمام بما يعتقده الآخرين:

على الفرد أن يدرك بأنه لن يتمكن من أن يكسب رضا كل الموجودين حوله، في جميع الحالات سوف يجد نفسه مكان نقد الآخرين وأن هناك من يبث أحكام على أفعاله. التفات الفرد إلى أحكام الآخرين سوف يؤجل تقدمه دائماً ويجعله يجهد عقله دائماً بما سوف يعتقده أحدهم إذا فعل شيء ما. ولتحقيق السلام النفسي على الفرد أن لا يكترث بما يتصوره الناس عنه وأن يهتم بإرضاء ذاته في البداية، والقيام بالأمور التي يقتنع بها فقط.

 تغيير الروتين اليومي:

إن الروتين والقيام في أفعال محددة كل يوم بصورة مكررة تظهر اليأس والملل. على الفرد أن يعمل على تغيير شيء واحد على الأقل من عاداته الروتينية، فإن تغيير الروتين تجعل الفرد الشعور بشكل أفضل وتعديل مزاجه العام.

مساعدة الآخرين:

شعو الفرد بأن له القدرة على العطاء هذا يحفز طاقته الإيجابية ويعمل على ارتفاعها، لذا على الفرد محاولة التبرع بجزء من وقته لخدمة زميل يحتاج إلى مساعدة في العمل، أو إصلاح شيء في منزله أو أخذه إلى الطبيب، أو المساعدة في تدريس أحدهما، فهذا يساعد الفرد بأن يشعر بالراحة والسلام النفسي.

أن يفتح الفرد أبوابه لمن يثق بهم:

على الفرد عدم الاستسلام للشعور بأنه وحيد بهذه الحياة وبأنه لا يوجد من يحس فيه، وأن يدرك بأنه حتى وإذا تخلى عنه عدد من الأشخاص فهناك دائماً شخص ما بجانبه يرغب بتقديم يد المساعدة له. فعلى الفرد أن يسمح لهذا الشخص بالدخول وأن لا يتوقع منه أن يعطيه حلول للمشاكل التي يمر بها لكن مجرد وجوده إلى جانبه، سوف تذكره أنه لست وحده في هذه الحياة وأن هناك شخص عاش نفس تجربته ويرغب بأن يساعده للخروج من أزمته النفسية.

المصدر: الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019شخصيات مضطربة، طارق حسن، 2020كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية، د. إمتياز نادر، 2017الاضطرابات النفسية، د. محمد حسن غانم، 2014


شارك المقالة: