ما الذي يجعل المعلم ملهمًا في الفصل الدراسي؟

اقرأ في هذا المقال


ما الذي يجعل المعلم ملهمًا في الفصل الدراسي؟

التحلي بالتعاطف:

ربما تكون هذه أفضل جودة يمكن أن يتمتع بها المعلم التربوي، حيث أنّ خلق التعاطف يتمثل في إيجاد الترابط مع الطلاب، حيث ينبغي على المعلم التربوي الحزن والفرح معهم، والمحاولة على أن يكون معهم على طول الموجة الخاصة بهم، والتعرف على مشاعرهم وتفهمها.

حيث يتعرض الطلاب للتوتر بسهولة وأحيانًا تحت ضغط كبير، ولكن كل ما قد يرى منهم من الغضب أو العدوانية أو السلوك السيئ أو نفاد الصبر، وفي هذا الوقت يجب أن يكون رحيمًا وأن يفهم بعض الأشياء السيئة التي تحدث في حياتهم.

تطوير موقف عقلي إيجابي:

أنّ المعلم التربوي هو شخص بشري مثل أي شخص آخر، ومع ذلك فإنّ ضغوط العمل مع الطلاب وخاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل سلوكية يمكن أن تكون هائلة في بعض الأحيان، وهذا هو الوقت الذي يحتاجه المعلم التربوي من أجل أن يكون قويًا، وللحفاظ على ابتسامة على وجهه عندما تصبح الأمور صعبة، ولرؤية الجانب المشرق من الأشياء، وللسعي لإيجاد الإيجابية في كل موقف سلبي، يجب أن يكون المعلم فلسفيا، وذلك لأنّ مواقفه معدية، ولديه الخيار من أجل إلقاء الضوء على حجرة الدراسة أو إلقاء الظل عليها.

تنمية المعلم التربوي مهاراته اللفظية:

كل معلم عظيم هو خطيب عظيم، وإذا تمكن من الحفاظ على تركيز الطلاب واهتمامهم بمجرد التحدث إليهم، فأنّه يقوم بعمل رائع، أن مجرد التحدث إلى الطلاب واستخدام والعاطفة والتواصل البصري الرائع ولغة الجسد المتحركة وتعديل الصوت والشعور، والتحدث باقتناع، وتصديق المعلم ما يقوله، هو بمثابة اصطحاب الطلاب في رحلة رائعة كل يوم.

إظهار المعلم الاحترام:

ينبغي على المعلم التربوي احترام كل طالب موجود في الفصل الدراسي، والتحدث إليهم كما لو كان يتحدث إلى أقرب أصدقائه، واشعارهم بأنّه لا يوجد أحد أكثر أهمية في هذا العالم من منهم، فالمعلم الملهم العظيم هو إنسان يحترم الجميع بغض النظر عن موقفهم أو لونهم أو دينهم أو عقيدتهم أو بلدهم.

وكل واحد من الطلاب له مكان على هذه الأرض، ويمكن مساعدتهم على إحداث تأثير إيجابي عليه أيضًا، ولدى المعلم القدرة على تغيير حياتهم، حيث سيتضمن قانون المعاملة بالمثل، فهو يحصد ما يزرعه، وأنّ الاحترام الذي يمنحه المعلم سيعود إليه مائة ضعف.

تذكر المعلم التربوي أنّ الطلاب أفراد مختلفون:

ينبغي على المعلم التعرف على الطلاب من الداخل والخارج، بحيث لا يختار المكافأة أو العقوبة لجميع الطلاب، لأنّهم جميعًا أفراد مختلفون، والتحدث إلى الطلاب والمشاركة في حياتهم.

وينبغي استخدام أساليب واستراتيجيات تدريس مختلفة داخل حجرة الدراسة، لأنّ كل شخص يتعلم بشكل مختلف، حيث يملك المعلم خيارات للمشروعات الكبيرة أو العروض التقديمية داخل الفصل الدراسي، والأهم من ذلك ينبغي على المعلم ترك الطلاب يبدعون وعدم تحديهم، وينبغي أيضا عدم التحكم فيهم، ويجب عدم سيطرت أفكار المعلم الخاصة عنهم قبل أن يتصرفوا في الفصل الدراسي أو بعد مغادرتهم، والبحث عن المعنى الأعمق وراء الأفعال بدلًا من الغضب أو الانزعاج.

ينبغي أن يعلم المعلم أنّ التدريس مهنة نبيلة:

اليوم الذي يدرك فيه المعلم أنّه قد حصل على هدية عظيمة كالقدرة على تغيير الحياة، هو اليوم الذي يولد فيه المعلم الملهم، ولديه خيار إمّا أن يصدق أنّه مدرس متوسط ​​المستوى تدرس موضوعًا مملًا للأطفال المملين، أو أنّه إنسان يساعد البشر الآخرين على تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمضي قدمًا وإحداث تغيير إيجابي في عالمهم، حيث أنّ معتقداته تخلق عالم.

تطوير المعلم التربوي في العملية التعليمية:

إنّ ما يشجع المعلم على التطور هو حقيقة أنّه يستطيع المساهمة في عملية تعلم الطلاب، أي عندما يبذل قصارى جهده في الفصل والبحث دائمًا عن طرق جديدة لتحسين ممارسات التدريس الخاصة به، فإنّه متأكد من أنّ الطلاب سيستفيدون ويتعلمون بطريقة أفضل، وإنّه لمن دواعي سرور المعلم عندما يرى أنّه في كل مرة يقوم الطلاب بتحسين مهاراتهم اللغوية وهم على دراية بذلك، حيث أنّ ذلك يقود المعلم إلى البحث باستمرار عن التطوير المهني.

إنّ الرغبة القوية في تحسين مهارات وأساليب المعلم تلهم من أجل تطور المعلم نفسه، في عالم متغير يعد تعليم الطلاب الصغار والمراهقين تحديًا كبيرًا، وكمعلمين عليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم للتطوير، ولمواجهة جميع التغييرات والتحديات في العالم.

أنّ المعلم الجيد يجب أن يتعلم باستمرار ويحسن نفسه، وكيف يمكننه تشجيع طلابه على تحسين أنفسهم، ونظرًا لأنّ عالم التدريس يتغير، فإنّ المعلم يريد أن يكون محدثًا وواسع المعرفة.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: