ما فائدة الألعاب التعليمية لطفل الروضة؟

اقرأ في هذا المقال


يتميّز طفل الروضة عادةً بالفضول، ورغبته في استكشاف الأشياء المحيطة به، وتعلُّم كل ما هو جديد، فهو مُهتمّ باستمرار بالعالم من حوله، كما أنَّ طبيعة استكشافه النشط والمستمر تُعتبر جزء من نموّه، ويُمكن للأهل ومعلم رياض الأطفال مساعدة الطفل على النمو السّليم وفهم محيطه، وذلك من خلال توفير المواد والأنشطة والألعاب التعليميّة اللازمة، حيث تدعم هذه الألعاب نموه من خلال زيادة معدل ذكائه، وإشباع فضوله، ومساعدته على التعرف على العالم من حولهم، كما أنَّها تُحقق المتعة للطفل.

فائدة الألعاب التعليميّة لطفل الروضة:

تُعَدُّ الألعاب التعليميّة مدخلاً لحدوث عمليّة التعلُّم لدى طفل الروضة، حيث تقوم على الاهتمام بنشاط الطفل، وبتطوير شخصيّته بصورة مُتكاملة؛ وذلك لأنَّ هذه الألعاب قادرة على جذب الطفل ليقوم بعمليّة التفاعل مع الموقف التعليمي، وبالتالي يتمكّن المعلم من تحقيق أهداف عمليّة التعليم، كما أنَّها تُساهم في عملية تحفيز الإبداع عند الطفل، وتُعتبر الألعاب الملوَّنة هي المفضَّلة، لأنَّها تُساعد في إثارة اهتمامه وزيادة تفاعله.

ويوجد الكثير من الفوائد التي تعود على طفل الروضة، نتيجة استخدامه للألعاب التعليميّة، ويعتبر تعزيز نمو الطفل الفائدة الأكثر أهميّة، ومن هذه الفوائد ما ياتي:

تنمية ذكاء الطفل:

تمَّ تصميم الألعاب التعليمية بطريقة تُساعد في عملية تعلّم الطفل، كما تٌساهم في زيادة قدرة الطفل على التنسيق بين يده وعينه، وفي الحفظ، وتطوير المهارات الحركية، وهذا بدوره يُساهم في زيادة معدل ذكاء الطفل، بصورة تدريجية وخصوصاً إذا قام الطفل بتطوير هذه المهارات بشكل مناسب، ونظراً لأنَّ الألعاب التعليمية تهدف أيضاً إلى تحقيق المتعة، لذلك يمكن للطفل الحصول على الوقت الكافي للتعلم التفصيلي، والاحتفاظ بالمهارات العملية.

تطوير حواس طفل الروضة:

ترتبط الأنواع المختلفة من الألعاب التعليمية بتنمية حواس معينة، وتشمل الحواس الأكثر شيوعاً التي تسعى الألعاب التعليمية إلى تنميتها اللمس والبصر والسمع، حيث تُساهم الألعاب السّاطعة ذات الألوان المختلفة على تنمية حاسة البصر، ومن ناحية أخرى يمكن تعزيز حاسة السمع من خلال الألعاب التي تُنتج أصواتاً مختلفة، ومع نمو الطفل وباستخدام الألعاب التعليمية، سيصبح لديه بعض الأصوات والمواد والألوان التي يُفضّلها، وبهذا يُمكنه التعبير عن شعوره تجاه التجارب الفردية، ونتيجة لذلك يتمكّن الطفل من تطوير شخصيّته المُستقلة، وتعزيز مهارات الاتصال لديه.

اكتساب مهارة حلّ المشاكل:

من الفوائد الرئيسية للألعاب التعليمية هي مقدرتها على تحدّي عقل الطفل، حيث تساعد الألعاب التعليمية مثل لعبة حل الألغاز على تحفيز تفكيره، حيث تختلف الألغاز في مستوى تعقيدها، فكلَّما كان اللغز أكثر تعقيداً، كلما كان هناك حاجة إلى المزيد من الطاقة والانتباه والتفكير من الطفل، كما تساهم الالعاب التعليمية بمساعدة الطفل في عملية إيجاد حل للمشكلات التي تعترضه، حيث يقوم الطفل باتِباع خطوات مُتسلسلة لحل مشكلة معينة.

وفي حال تمكَّن الطفل من إيجاد حلول للمشاكل التي يُواجهها مثل المشكلات الرِّياضيّة، وتعلَّم كيفية حل الألغاز باستخدام هذه الألعاب، يمكنه التعامل مع مشكلات الحياة الواقعية بشكل أكثر كفاءة وفاعليّة، بالإضافة إلى ذلك عندما يفكّر الطفل في الطرق المختلفة التي يمكنه من خلالها حل الألغاز ينمو عقله، ومع مرور الوقت، ستتطوّر مهارته في حل المشاكل.

تعزيز إبداع طفل الروضة:

يولد الطفل ولديه شعور مذهل من الفضول في استكشاف الأشياء، كما أنَّه يبذل جهداً لفهم البيئة المحيطة به، حيث يُساهم اللعب الخيالي، التصميم الإبداعي، البناء والتركيب، والتجريب وغيرها من الألعاب التعليميّة على تطوير الإبداع لدى طفل الروضة.

تطوير المهارات الاجتماعية عند طفل الروضة:

الألعاب التعليمية ليست مفيدة فقط في تنمية المهارات العقلية والبدنية، ولكن أيضًا مفيدة في تنمية المهارات الاجتماعية بين الأطفال، وتتطلب معظم الألعاب التعليمية المتاحة لأطفال الروضة اللعب الجماعي، وتفاعُل الاطفال فيما بينهم، حيث عندما يقوم طفل الروضة باللعب مع أقرانه، سيواجه الطفل إشارات اجتماعية وعاطفيّة مثل الغضب والضحك والبكاء، وبهذه الطريقة يمكنه ّفهم المواقف العاطفية المتنوعة والتكيُّف معها، كما يرتبط استخدام بعض الألعاب التعليمية بأنشطة مهمة مثل القيادة، المشاركة، انتظار الدّور، والاستمتاع، وهي أنشطة مهمة لتطوير المهارات الاجتماعية.

تنمية التركيز لدى طفل الروضة:

يتميّز طفل الروضة بمستوى منخفض من التركيز، حيث أنَّه ينفصل بسرعة عن الأشياء والأفراد أيضاً، ولكن عندما يقوم الطفل باستخدام الألعاب التعليمية، يُصبح التعلُّم عند الطفل عملية ممتعة ويمكن التحكم فيها، كما أنَّها تزيد من اهتمام الطفل بالتعلّم، وهذا بدوره يساعد في زيادة تركيز طفل الروضة، كما يمكن للطفل اكتساب مهارات جديدة أثناء الاستمتاع باللعب.

المصدر: رياض الأطفال: الكتاب الشامل، إيناس عبد الرازق خليفة- 2013سيكولوجية الطفل في مرحلة الروضة، مدحت عبد الرزاق الحجازي- 2017دليل الأسرة لتنمية قدرات طفل الروضة، د. موسى نجيب موسى- 2016


شارك المقالة: