مفهوم تأثير الحداثة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم تأثير الحداثة في علم النفس:

يشير مفهوم تأثير الحداثة في علم النفس للمصطلح الذي يستخدم لوصف حالة الحداثة؛ نظرًا لاستخدام مصطلح حديث لوصف مجموعة واسعة من الفترات، يجب أن تؤخذ الحداثة في سياقها.

مفهوم تأثير الحداثة في علم النفس هو ترتيب لتأثير العرض الذي يحدث عندما يتم تذكر البيانات الأحدث بشكل أوسع وأوضح وتتلقى وزنًا أكبر في تشكيل الحكم أكثر من البيانات والمعرفة المقدمة مسبقًا في الماضي، حيث تمت دراسة تأثيرات الحداثة في علم النفس الاجتماعي بشكل شامل في أبحاث تكوين الانطباع.

عادةً ما يقوم الباحثين بالتحقيق في كيفية تكوين الانطباعات على أساس المعلومات المقدمة بالتسلسل، على سبيل المثال يحدث مفهوم تأثير الحداثة إذا تم تقييم الشخص الموصوف من حيث ثلاث سمات إيجابية متبوعة بثلاث سمات سلبية لاحقًا بشكل سلبي أكثر من الشخص الموصوف بنفس السمات تمامًا ولكن يتم تقديمه بترتيب عكسي أي السمات السلبية متبوعة بجميع الصفات الإيجابية.

كانت الحداثة طريقة غير رسمية في التفكير نشأت من الثورة العلمية الأوروبية في القرن السابع عشر، حيث بدأ الفلاسفة والمفكرين وعلماء النفس الآخرين في ذلك العصر في تجنب كل من العقائد المتنوعة مثل الأخلاقية وغيرها كمفاهيم سائدة تستخدم لترتيب الحضارة الإنسانية لصالح شيء آخر، بدلاً من ذلك وضعت الحداثة امتياز تغيير الحضارة وتحسينها في أيدي البشر أنفسهم، وتم استبدال الاعتقاد بأنه لم يعد من الضروري الانتظار من أجل تحقيق السعادة في الحياة بمحاولة خلق هذه السعادة على الأرض الواقع والتمتع بغنائم العمل البشري خلال الحياة.

الفرق بين تأثير الحداثة وتأثير الأسبقية:

يعتبر مفهوم تأثير الحداثة هو عكس مفهوم تأثير الأسبقية وذلك عندما يكون للمعلومات المبكرة تأثير غير متناسب على الانطباعات اللاحقة مقارنة بالمعلومات الأحدث، حيث تعتبر كل من تأثيرات الحداثة والأولوية لها عواقب مهمة في العديد من أحكام تكوين الانطباع اليومي، حيث أنه قد يتساءل المرء على سبيل المثال ما إذا كانت الاستراتيجية الأكثر فاعلية في مقابلة العمل هي تقديم أفضل نقاط الشخص أولاً أي توقع تأثير الأسبقية، أو تقديم أفضل نقاط الشخص أخيرًا أي توقع تأثير الحداثة.

آلية مفهوم تأثير الحداثة في علم النفس:

يؤكد التفسير الأكثر منطقية لمفهوم تأثيرات الحداثة على عمليات الذاكرة خاصة في علم النفس، حيث يتم ببساطة تذكر المعلومات الأحدث بشكل أفضل وبالتالي تكون متاحة أكثر لاستخدامها عند تشكيل الحكم، حيث أنه قد وجدت العديد من الدراسات في البحث النفسي أن الأحداث الماضية المباشرة عادة ما يتم تذكرها بشكل أفضل من الأحداث الماضية البعيدة، ومع ذلك هناك عدد من الشروط المحددة التي تؤثر على احتمالية حدوث تأثيرات الحداثة.

شروط تسهيل مفهوم تأثير الحداثة في علم النفس:

يبدو أن هناك نوعان من العوامل يؤثران على وجود وقوة مفهوم تأثيرات الحداثة في تكوين الانطباع تتمثل من خلال ما يلي:

1- عوامل المهمة:

تتمثل في كيفية تنظيم المهمة وتقديمها أي عوامل المهمة، حيث تتضمن عوامل المهمة طول وتوزيع مصفوفة المعلومات بمرور الوقت، وعندما تكون مصفوفة المعلومات طويلة أو يكون هناك تأخير طويل أو نشاط آخر متداخل بين العناصر المبكرة والمتأخرة من المعلومات، أو يتم تشكيل الأحكام مباشرة بعد تقديم المعلومات الأخيرة، تكون تأثيرات الحداثة أكثر احتمالًا، وذلك ببساطة لأن القضاة سيعتمدون بشكل غير متناسب على التفاصيل الحديثة والأفضل في الذاكرة، في المقابل عندما يكون تسلسل المعلومات قصيرًا ويتم تقديمه دون انقطاع فإن تأثيرات الأسبقية هي النتيجة الأكثر احتمالية.

2- عوامل المعالجة:

تتضمن كيفية معالجة القضاة للمعلومات المتاحة أي عوامل المعالجة، حيث أن الطريقة التي يعالج بها القضاة المعلومات المتاحة مهمة أيضًا في شرح تأثيرات الحداثة، عندما يُطلب من المحكمين استخدام المعالجة خطوة بخطوة وتحديث انطباعاتهم بعد تلقي كل معلومة، تقل تأثيرات الأسبقية وتصبح تأثيرات الحداثة أكثر احتمالية.

تزداد احتمالية تأثيرات الحداثة أيضًا عندما لا يعرف القضاة أنهم بحاجة إلى تكوين انطباع إلا بعد تلقي جميع المعلومات، وفي حالة عدم وجود هدف مسبق لتشكيل الانطباع، يجب على المحكمين الاعتماد على ذاكرتهم لإدخالها في حكم تكوين الانطباع، وفي ظل هذه الظروف فإن المعلومات الحديثة التي يتم تذكرها بشكل أفضل تحصل على وزن أكبر ونتائج تأثير الحداثة، وفي المقابل عندما يعرف المحكمين منذ البداية أن تكوين الانطباع هو الهدف فمن المرجح أن يكون تأثير الأسبقية.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: