الطائر الطنان وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الطائر الطنان (Hummingbird) هو من الطيور الصغيرة ذات الجاذبية الكبيرة، حيث تشمل الطيور الطنانة أصغر الطيور في العالم، ولكنها تنتمي إلى أكبر مجموعة من الطيور وهي عائلة (Trochilidae)، وتوجد هذه الطيور الساحرة في الصحاري والجبال والسهول، ولكن معظمها يعيش في الغابات الاستوائية المطيرة، ويشير اسمهم إلى صوت الطنين الصادر عن أجنحتهم الضيقة النابضة، حيث يصدر كل نوع صوت طنين مختلفًا اعتمادًا على سرعة دقات أجنحته، ففي منطقة البحر الكاريبي يسمي الناس الطائر الطنان الزونزون، وكانت هذه الدينامو النشط موجودة منذ العصور، حيث يقال إنّ أحافير الطيور الطنانة الموجودة في ألمانيا تعود إلى أكثر من 30 مليون سنة.

مظهر طائر الطنان

هناك 328 نوعا من الطيور الطنانة، والأصغر هو طائر الطنان النحل من كوبا والأكبر هو الطائر الطنان العملاق من أمريكا الجنوبية، وتأتي مناقير الطائر الطنان بأحجام وأشكال مختلفة أيضًا، وتم تكييف المنقار الطويل النحيف لجمع الرحيق من الزهور، ويحمي المنقار اللسان الطويل المنقسم ويسمح لكل نوع من الطيور الطنانة بالتغذية من أنواع معينة من الزهور، ويُطلق على الطيور الطنانة الرحيق لأنّ حوالي 90 بالمائة من نظامهم الغذائي هو رحيق الأزهار، كما أنّها تتغذى على الحشرات التي تصطادها غالبًا عن طريق الصقور، فيطير الطائر الطنان على الحشرات عن طريق الطيران والغوص لالتقاطها من الهواء.

تأتي الطيور الطنانة بجميع ألوان قوس قزح وبعض ريشها يتغير لونه بالفعل أثناء تحركه في الضوء، والأسماء الشائعة مثل المذنب الأخضر المتوج والياقوت ذو الفتحات المنفوخة والياقوت الحلقية التي تصف ريش طائر الطنان جميل، ومعظم الطيور الطنانة ملونة بظلال زرقاء وخضراء، ويكون الذكر أكثر إشراقًا من الأنثى، حيث بعد كل شيء عليها أن تمتزج مع عشها بينما تحضن بيضها، وفي منتصف القرن التاسع عشر قُتل مئات الآلاف من الطيور الطنانة بسبب ريشها وانقرض بعضها تقريبًا، ولحسن الحظ يدرك الناس اليوم أنّ الريش يبدو أفضل بكثير على الطيور.

يمكن للطائر الطنان أن يرتفع أو يهبط أو يميل إلى الجانب أو للخلف أو حتى رأسًا على عقب، فمعظم أجنحتها مصنوعة من عظام اليد بدلاً من عظام الأذرع مثل أجنحة الطيور الأخرى، وعند التحليق تدور الأجنحة في اتجاهين متعاكسين ثم تنعكس في حركة على شكل رقم ثمانية، وتمتلك الطيور الطنانة أيضًا عضلات تقوي الشوط العلوي والسفلي بدلاً من الضربة السفلية فقط كما هو الحال في الطيور الأخرى، ويمكنهم الفوز على أجنحتهم من 20 إلى 200 مرة في الثانية، وتعد الطيور الطنانة منشورات جيدة لدرجة أن معظمها لا يمشي أبدًا.

تواصل وإدراك الطائر الطنان

إذا رأى الطائر الطنان صقرًا أو طائرًا آخر لا يريده في أراضيه فإنّه يعطي تحذيرًا عالي النبرة ويبدأ في شن هجمات غوص، وغالبًا ما تنضم طيور طنانة أخرى وحتى أنواع أخرى من الطيور للغوص وقصف الدخيل حتى يغادر، والطائر الطنان لا يعرف الخوف حيث يمكنه أن يتفوق على كل شيء ما لم يفاجأ.

الطائر الطنان والتهديدات

على الرغم من قوتها فلا تزال الطيور الطنانة تواجه عددًا قليلاً من الحيوانات المفترسة الذكية، فقد تم القبض على طيور الطنانة من قبل اليعاسيب وحوصرت في شبكات العنكبوت وخطفتها الضفادع وعلقت على الأشواك، وربما يكون المفترس الأكثر إثارة للدهشة هو السرعوف المفترس، وتجلس الحشرة بلا حراك ومموهة على ورقة أو غصين وتضرب بسرعة شديدة وقوة لتقبض على الطنان صغير، والطيور الأخرى مثل الأوريول وسائقي الطرق تأكل أحيانًا الطيور الطنانة.

موئل الطائر الطنان

تعيش الطيور الطنانة في مجموعة متنوعة مدهشة من الموائل، فيعيش البعض في المرتفعات العالية لجبال الأنديز حيث يواجهون الصقيع وتساقط الثلوج، وعندما يكون الجو باردًا بشكل خاص يبحث هؤلاء الطيارون عن ملجأ في الكهوف، وتوجد أنواع أخرى في الأراضي العشبية الباردة والجافة والأراضي المنخفضة للغابات والغابات الاستوائية المطيرة وحتى المناطق الصحراوية، وتهاجر العديد من الطيور الطنانة بشكل روتيني 500 ميل (800 كيلومتر) أو أكثر كل عام، ويهاجر الطائر الطنان أحمر اللون لمسافة ضخمة تبلغ 3000 ميل (4800 كيلومتر) من المكسيك إلى ألاسكا حيث يتكاثر خلال فصل الصيف.

حمية الطائر الطنان

على الرغم من أن الطيور الطنانة صغيرة الحجم إلّا أنّها تتمتع بشهية كبيرة، ويتألف نظامها الغذائي في الغالب من سائل -رحيق- وتتمتع هذه الطيور بالكثير من التمارين مع كل ذلك من أجل الانتقال من رشفة إلى أخرى، وتستهلك هذه الطيور الصغيرة ما بين 3.14 و 7.6 سعر حراري في اليوم، وقد لا يبدو هذا كثيرًا ولكن إذا كان لدى البشر (الذين قد يأكلون 3500 سعرة حرارية يوميًا) التمثيل الغذائي للطائر الطنان، فسيتعين عليهم استهلاك ما يقرب من 155000 سعرة حرارية في اليوم، وهذا حوالي 77 ضعف ما يأكله معظم البشر.

نظرًا لأنهم يأكلون كثيرًا يجب على الطيور الطنانة هضم طعامهم بسرعة، فيمكنهم هضم ذبابة الفاكهة أو الحشرة اللينة أو العنكبوت في 10 دقائق، ولقضاء الليل دون عمل عشرات الطعام تدخل الطيور الطنانة في نوع من السبات الليلي، مما يقلل من درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب حتى يتمكنوا من الحصول على قسط من الراحة.

تكاثر الطائر الطنان والصغار

تتكون أعشاش الطائر الطنان من مجموعة متنوعة من المواد التي قد تشمل الطحالب والأوراق والشعر والريش والصوف، وترتبط ببعضها البعض وترتبط بالفروع باستخدام شبكة العنكبوت، ويستخدم الطائر الطنان الذكور ألوانهم الرائعة لمغازلة الإناث، ويُعتقد أنّه كلما كان ريش الذكر أكثر لمعانًا كان أكثر صحة، وفي حالة الدفاع عن منطقة ما يحاول الذكر أن يبرز قدر الإمكان عن طريق وميض ريشه المتقزح اللون الموجود على الحلق أو الرأس أو الذيل أو الظهر، وعيون الطائر الطنان حساسة للأشعة فوق البنفسجية لذلك قد تبدو الألوان أكثر حيوية بالنسبة لهم من عيون الإنسان.

تعمل إشارات الألوان هذه فقط من مسافة قريبة لذلك ينطق الطيور الطنانة أيضًا بصوت قصير وصفارات عالية النبرة، ولدى البعض صافرة موسيقية معقدة لجذب انتباه الأنثى، ويقوم الذكور الذين يدافعون عن الأرض بما يسمى مكالمات المطاردة، وهي ثرثرة سريعة فريدة لكل نوع، وإذا لم يغادر الذكر المخالف فقد يتشاجر الاثنان ويمسك كل منهما بالآخر أثناء الطيران ويسقط على الأرض.

الطيور الطنانة ليست اجتماعية جدًا ولهذا السبب لا تراها تطير في قطعان أبدًا، وفي الواقع يعيش الذكور والإناث منفصلين حتى موسم التكاثر عندما ينادي الذكر أنثى ويظهر لها ريشه الجميل.

بمجرد التزاوج يجب على الأنثى بناء عشها وتربية صغارها بمفردها، ويبلغ حجم بيض الطيور الطنانة الصغيرة حجم حبة البن، وتفقس فراخ الطائر الطنان وأعينها مغلقة، ولديهم فقط القليل من أسفل على أجسادهم وعثرة فقط للمناقير، وهذه الكتاكيت الصغيرة ضعيفة للغاية وأحيانًا تشتمل مفترساتها على حشرات كبيرة، ولحسن الحظ فإنّ أمهاتهم وقائيين للغاية، وتطير الطيور الصغيرة في غضون ثلاثة إلى أربعة أسابيع وفي بعض الأحيان تستمر الأم في تربية حضنة ثانية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: