تمساح الكيمن وصغاره

اقرأ في هذا المقال


توجد ستة أنواع من الكيمن (Caiman) في مجموعة متنوعة من موائل الأراضي الرطبة في جميع أنحاء أمريكا الوسطى والجنوبية، والكيمن حيوانات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتماسيح التي تشترك معها في عدد من الخصائص المتشابهة، ومثل التماسيح الأخرى أي مجموعة من الزواحف التي تضم التماسيح والكايمن والغاريال، فأنّه يعد الكيمن واحدًا من أطول الأنواع الباقية على هذا الكوكب حيث تطور قليلاً جدًا خلال الـ 200 مليون سنة الماضية.

المظهر

الكيمن حيوانات لها أجسام عريضة ومسطحة قليلاً وذيل عضلي طويل مسطح رأسياً يدفعها خلال الماء بقوة هائلة، ومثل التمساحيات الأخرى توجد أنفهم وأعينهم في الجزء العلوي من أنفهم ورأسهم، مما يعني أنّه لا يزال بإمكانهم التنفس والرؤية أثناء غمرهم بالكامل وإخفائهم في الماء، وتمتلك حيوانات الكيمن (مثل التمساح) رؤوسًا عريضة ومسطحة ذات أنف مستدير تسمح لها بالتصدي لأنواع الحيوانات الكبيرة بسهولة، ويحتوي فكيها القويان على صف من الأسنان المخروطية الشكل والتي عند إغلاقها تدفعها إلى فرائسها، ولا يستطيع الكيمن مضغه حتى يبتلع فريسة أصغر كاملة.

مع الحيوانات الأكبر حجمًا يستخدمون أسنانهم الحادة وأجسامهم القوية لتمزيق الجسد، ومن المعروف أنّها تخزن أنواعًا أكبر من الفرائس في خزانات تحت الماء حتى تبدأ في التعفن، وبالتالي يسهل تناولها، ويتراوح حجم الكيمن من 1.5 متر إلى 6 أمتار اعتمادًا على الأنواع، والكيمن الأسود هو أكبر أنواع الكيمن وله جلد مطلي باللون الرمادي الداكن إلى الأسود، وتتراوح أنواع الكيمن الأخرى من الزيتون الباهت إلى اللون الرمادي أو البني مع جانب سفلي أفتح، وجميعهم لديهم أقدام مكشوفة وخمسة أصابع في أقدامهم الأمامية وأربعة في أقدامهم الخلفية.

توزيع وانتشار حيوان الكيمن والموئل

تم العثور على الكيمن وعلى صغاره التي تعيش في مجموعة واسعة من موائل الأراضي الرطبة في جميع أنحاء أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، وتعتمد المواقع الدقيقة وتفضيلات الموائل على الأنواع، والكيمن ذو النظارة (المعروف أيضًا باسم الكيمن الشائع) هو النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا على نطاق واسع وقد تم إدخاله أيضًا في مناطق خارج نطاقها الطبيعي بما في ذلك بورتوريكو وكوبا.

تم العثور عليها مع صغارها تسكن الأنهار والبحيرات والمستنقعات كما إنّهم يفضلون المياه الهادئة مقارنةً بالكايمن الأسود الأكبر حجمًا وبالتالي يمكنه تحمل التيارات الأقوى، وبشكل حاسم هذا الاختلاف في تفضيل الموائل يعني أيضًا أنّه في المناطق التي يتداخل فيها نطاق الكيمن الأسود الأكبر مع الأنواع الأصغر، ويكون هناك تنافس أقل على الأراضي بين الأنواع لأنّها تحتل موائل مختلفة، ونظرًا لحقيقة أنّ الكيمن المنظر يفضل المياه الساكنة فمن المعروف أنّه يقيم أيضًا في الممرات المائية الاصطناعية مثل القنوات والخزانات.

التكاثر والصغار

الكيمن ليس لديهم أقارب على قيد الحياة وينتمون إلى مجموعة من الزواحف تسمى الأركوصورات والتي تضم الديناصورات، حيث تنتمي أنواع الزواحف الأخرى إلى مجموعة مختلفة، وعلى الرغم من حقيقة أنّ الديناصورات انقرضت منذ 65 مليون سنة إلّا أنّ الكيمن مع الأعضاء الآخرين في مجموعة التمساح لا يزالون أقوياء.

يصبح الكيمن ناضجًا جنسيًا عندما يكون عمره بين أربع وعشر سنوات اعتمادًا على النوع، ويعتمد توقيت موسم التكاثر أيضًا على الأنواع، حيث يتكاثر الكيمن المذهل خلال موسم الأمطار في مايو ويونيو، حيث يتكاثر الكيمن الأسود خلال موسم الجفاف، وبعد أن تتزاوج أنثى مع ذكر ستبني عشًا في منطقة الذكور، وهناك سيحرس الذكر والأنثى العش والبيض والصغار بمجرد أن يفقسوا، وتبني الإناث أكوام أعشاش من الغطاء النباتي أو الطين يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 1.5 متر، ويتم بعد ذلك وضع ما بين 30 و 65 بيضة في حفرة مخروطية الشكل مصنوعة في الجزء العلوي من الكومة والتي تفقس بعد حوالي ثلاثة أشهر.

تحرس إناث الكيمن أعشاشها خلال هذا الوقت مع إناث الكيمن المنبثقة والمعروفة بوضع البيض في نفس العش الذي يقومون بحراسته معًا بعد ذلك، وبمجرد ظهورها يبقى الصغار بالقرب من والديهم لمدة 1.5 عام تقريبًا ويتلقون بعض الحماية من الحيوانات المفترسة، وعندما يسمعون الصغار تنادي تساعد إناث الكيمن صغارها في الماء بحملها في أفواهها، وفي تلك المرحلة يبقى الأحداث بالقرب من أمهاتهم وأحيانًا داخل أراضي الوالدين الذكور لمدة 1.5 سنة تقريبًا للحصول على حماية إضافية من الحيوانات المفترسة.

قد يقوم الوالدان بتقديم بعض بقايا الطعام للأحداث بشكل عرضي ولكن في معظم الأحيان يصطاد الكيمن الأحداث أي الصغير الطعام لأنفسهم، وبعد حوالي 1.5 سنة مع والديهم يتفرق الأحداث عن أراضي آبائهم، وفي بعض الحالات يظل صغار الكيمن أقرب إلى والديهم لفترات أطول، واليافع الصغير يكون أفتح في اللون من البالغين ولكن هذه العلامات تتلاشى مع تقدم عمر الكيمن ويعيشون معًا في مجموعات كبيرة تسمى الصراصير.

حمية كيمن والفريسة

الكيمن وصغارها من الحيوانات المفترسة الهائلة التي تصطاد وتستهلك مجموعة متنوعة من المواد الحيوانية، ونظرًا لنمط حياتهم المائي إلى حد كبير، فإنّ الأسماك (مثل سمك السلور وسمك البيرانا) والقشريات وغيرها من الحيوانات المائية صغيرة الحجم تشكل الجزء الأكبر من نظامهم الغذائي، ومن المعروف أيضًا أنّها تصطاد الطيور (خاصة الطيور المائية) جنبًا إلى جنب مع البرمائيات والثدييات الصغيرة.

تعتبر حيوان الكابيبارا والخنازير البرية مصدرًا مهمًا للغذاء للعديد من مجموعات الكيمن، وبينما يغامر الكيمن الأسود الكبير بالنزول إلى الأرض أثناء الليل للبحث عن فرائس أكبر بما في ذلك البشر، ويستخدم الكيمن مجموعة متنوعة من التقنيات من أجل اصطياد أنواع الفرائس، ولكن غالبًا ما يظل قريبًا من ضفاف النهر وينتظر الثدييات لتأتي إلى الماء للشرب أو للعبور إلى الجانب الآخر، ومن المعروف أيضًا أنّهم ينزلقون إلى الفريسة وينجرفون بصمت في الماء وأعينهم وفتحات أنفهم مكشوفة على أمل أن يتمكنوا من التسلل على الطيور المائية دون رؤيتهم.

الخصائص السلوكية وأسلوب الحياة

يقضي الكيمن وصغاره معظم ساعات النهار في الراحة في الماء أو التشمس على ضفاف الأنهار في الشمس وينشطون في الغالب في الليل، وعلى الرغم من أنّ جميع أنواع الكيمن شبه مائية إلّا أنّ بعضها يقضي وقتًا أطول على الأرض أكثر من البعض الآخر، ونادرًا ما يترك الكيمن ذو النظارة سلامة المياه حيث غالبًا ما يترك الكيمن الأسود الماء تحت غطاء الظلام للبحث عن أنواع فرائس أكبر على الأرض.

يتمتع الذكور بمكانة إقليمية عالية وسرعان ما يؤسسون تسلسلات هرمية هيمنة مع حصول الكيمن الذكور الأكثر هيمنة على الوصول إلى مناطق أكثر تفضيلاً كما يتزاوجون مع المزيد من الإناث، ويعتمد الكيمن ذو النظارة بشكل كبير على موائلهم المائية لدرجة أنّه خلال فترات الجفاف سوف يحفرون في الوحل، وهنا يمكنهم الدخول في حالة نائمة لتجنب الجفاف (الجفاف الشديد).

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: