كيف يحدث الإجهاد الحراري عند الخيول؟

اقرأ في هذا المقال


الإجهاد الحراري (Heat stress)، والذي يُعرف أيضًا باسم الإرهاق الحراري، يرجع سببه عادةً إلى فقدان السوائل والإلكتروليتات (electrolytes) خلال فترة من الوقت أثناء التمرين الذي يرهق الحصان، سنتعرف في هذا المقال حول كيفية حدوث الإجهاد الحراري عند الخيول وأسبابه وكيفية علاجه.

الإجهاد الحراري عند الخيول

الإجهاد الحراري (Heat stress)، والذي يُعرف أيضًا باسم الإرهاق الحراري (heat exhaustion)، يرجع سببه عادةً إلى فقدان السوائل والإلكتروليتات (electrolytes) خلال فترة من الوقت أثناء التمرين الذي يرهق الحصان، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم كون الحصان في حالة جيدة، ونقص من التعرق، فعندما يتمرن الحصان، إما لفترة طويلة أو لفترة قصيرة بكثافة عالية، يمكن أن يتحدى قدرته على تحريك الحرارة بسرعة من جسده.

كيف يحدث الإجهاد الحراري عند الخيول؟

يتعرق الحصان؛ من أجل إخراج الحرارة العضلية من جسمه، مما يؤدي إلى سحب الحرارة من داخل جسمه إلى جلده (المعروف باسم التبريد التبخيري (evaporative cooling))، وعادةً ما يتم تبديد ما يقرب من 70 ٪ من حرارة حركته من خلال هذه الطريقة، وعندما يكون الجو حارًا وأكثر من ذلك عندما يكون الجو رطبًا، تتأثر قدرة الحصان على إطلاق الحرارة من جسده سلبًا، وسوف يتعرق.

لكن في كثير من الحالات لا يكفي للحرارة التي تتراكم، فعندما يجهد الحصان نفسه لفترة طويلة، يفقد السوائل وتصبح إلكتروليتاته غير متوازنة أثناء التعرق، وعلى مدى فترة طويلة من الزمن، سيستمر في الجفاف حيث تتم إزالة الحرارة من عضلاته من خلال التعرق والتبريد بالتبخير.

أعراض الإجهاد الحراري في الخيول

إذا كان الخيل يعاني من إجهاد حراري، فقد يتم ملاحظة ما يلي من الأعراض:

  • ارتفاع في درجة الحرارة (أكثر من 41 درجة مئوية أو 106 درجة فهرنهايت).
  • معدل ضربات القلب أكثر من 60 نبضة في الدقيقة.
  • ارتفاع معدل التنفس (أكثر من 80 نفسًا في الدقيقة).
  • الجفاف (Dehydration).
  • التعب (Fatigue).
  • تكون الأغشية المخاطية جافة ولزجه عند لمسها.
  • عادةً ما يتساقط الجلد مبللاً من العرق الزائد، ولكن يمكن أن يكون جافًا ودافئًا.
  • تكون مشية الحصان قاسية وغريبة.
  • إذا لم يتم علاج الإجهاد الحراري، يمكن أن تحدث علامات عصبية مثل النوبات ويمكن أن يتعرض الحصان لأضرار خطيرة في قلبه وعضلاته وكليتيه.

أنواع الإجهاد الحراري عند الخيول

يختلف الإجهاد الحراري عن ضربة الشمس، ويمكن أن تحدث ضربة الشمس خلال فترة زمنية قصيرة وفي ظروف متنوعة، وتشمل أعراض الإجهاد الحراري عند الخيول ما يلي:

  • حصان غير لائق (unfit horse) يعمل بجد في درجات الحرارة العالية.
  • حصان محصور في مقطورات ساخنة ذات تهوية سيئة (horse confined to hot trailers with poor ventilation)
  • في حالة الإجهاد الحراري، ترجع الحالة عادةً إلى فقدان السوائل والإلكتروليتات على مدار فترة زمنية طويلة بسبب التمرين.

أسباب حدوث الإجهاد الحراري عند الخيول

تعتبر درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة من المكونات الهامة للظروف المرتبطة بالحرارة في الخيول، سواء أثناء العمل أو عدم العمل، حيث تولد العضلات التي تستخدمها الخيول عند ممارسة قدرًا كبيرًا من الحرارة ولا تستطيع أجسامها تشتيت هذه الحرارة بسرعة عندما تكون الرطوبة ودرجات الحرارة مرتفعة.

وسوف تتراكم الحرارة بنفس السرعة في الخيول التي لا تمارس الرياضة أو تعمل ولكنها محاطة بمقطورة، أو يتم الاحتفاظ بها في مكان صغير وجاف بدون ظل، أو تعيش في حظيرة غير جيدة التهوية، كما أنّ هناك عوامل إضافية يمكن أن تؤدي إلى الإجهاد الحراري هي السمنة، المعاطف الطويلة (long coats)، سوء التكييف، عدم القدرة على التعرق، التجارب السابقة للإجهاد الحراري أو ضربة الشمس والعضلات الثقيلة.

كيفية تشخيص الإجهاد الحراري عند الخيول

إذا تمت ملاحظة أعراض في الخيل تشير إلى احتمال تعرضه للإجهاد الحراري، فستكون هناك حاجة إلى الاتصال بالطبيب البيطري، في غضون ذلك، من المهم أن تبدأ عملية مساعدة الخيل واستقرار حالته، كما سيلاحظ الطبيب البيطري أن درجة حرارة جسم الخيل قد تصل إلى 106٪ فهرنهايت وسيكشف الفحص البدني عن الجلد الدافئ والجاف، على عكس العرق المبلل الذي يكون موجودًا عادةً بعد المجهود، وبالإضافة إلى ذلك، فإن نقص مرونة الجلد واحتمال عدم الراحة في الجهاز الهضمي، إلى جانب علامات أخرى تشير إلى الحاجة إلى علاج فوري.

كيفية علاج الاجهاد الحراري في الخيول

من المهم أن تتلقى الخيول التي تعاني من الإجهاد الحراري العلاج على الفور، وإذا أظهر الخيل أدنى علامة على الإجهاد الحراري، فسيحتاج إلى نقله إلى منطقة مظللة وإذا أمكن، أمام مروحة، وبمجرد نقله، يجب إزالة البتات (bits) وأي مسار آخر بأسرع ما يمكن، باستخدام إسفنجة أو خرطوم.

كما يجب وضع الماء البارد على رقبة وجسم الحصان، مع التركيز على الأوردة الكبيرة من رقبته والمناطق ذات الجلد الرقيق في الفخذ، كما يتم مسح الحصان بالكحول (rubbing alcohol) ووضعه على ظهره ورقبته (حيث سيساعد ذلك على تحفيز فقدان الحرارة)، وإذا كان هناك بطانيات تبريد، يجب استخدامها وتغييرها بشكل متكرر، وعندما يصبح الخيل مستقرًا، يجب أن تقديم كميات صغيرة من الماء البارد له.

إذا كان الحصان غير راغب في الشرب أو إذا كان مصابًا بالجفاف فيجب إعطاء كميات كبيرة من السوائل الوريدية (أكثر من 60 لترًا)، إما كمحلول إلكتروليت متوازن (balanced electrolyte solution) أو 0.9٪ كلوريد الصوديوم (sodium chloride)، حيث سيعوض هذا السوائل والشوارد المفقودة من خلال العرق، وقد تكون الأدوية الخافضة للحرارة (Antipyretic) والمضادة للالتهابات (anti-inflammatory drugs) مثل فلونيكسين (flunixin) وكيتوبروفين (ketoprofen) فعالة أو لا تكون فعالة في خفض درجة حرارة جسم الحصان، ولكنها ستحمي الحصان من بروتينات الصدمة الحرارية وتسكين الآلام إذا لزم الأمر.

في معظم الحالات، يجب إعطاء جرعة واحدة على الأقل، في حالة هياج الحصان (horse be agitated) أو في حال ظهور علامات عصبية (display neurological signs)، يمكن إعطاء مهدئ سريع المفعول، على سبيل المثال، ديتوميدين (detomidine)، روميفيدين (romifidine)، زيلازين (xylazine).

كما يوصى باستخدام الجلوكوكورتيكويدات (Glucocorticoids) مثل ميثيل بريدنيزولون سكسينات الصوديوم (methylprednisolone sodium succinate) للخيول التي تعاني من ضربة شمس شديدة وعلامات عصبية تتطور بسرعة، اعتمادًا على مدى خطورة العلامات السريرية في الحصان، قد يختار الطبيب البيطري تقديم علاج إضافي.

الشفاء التام من الإجهاد الحراري في الخيول

بمجرد استقرار حالة الخيل، يمكن نقله إلى منطقة باردة ذات تهوية جيدة، ومن المحتمل أن يوصي الطبيب البيطري بإجراء فحوصات الدم لتحديد ما إذا كان الحصان يعاني من أي مشاكل في الكلى أو الكبد، وإذا كان الخيل يعاني من الإجهاد الحراري، فسيحتاج إلى الراحة والتأكد من عدم حصوله على أي تمرين لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام على الأقل، كما يُعتقد أنه إذا عانى الحصان وتعافى من الإجهاد الحراري أو ضربة الشمس، فمن المرجح أن يواجهها مرة أخرى، لذلك من المهم أن تتم مراقبته عن كثب.

المصدر: تربية أمراض الخيول، طبعة رقم 1، الدكتورة كريمة عاكول منخي الصالحيأمراض الحيوان/ التعليم الفني والتدريب المهني السعودية/ قسم: الإنتاج الزراعي/ تاريخ الإصدار/ 10 أغسطس 2005العلاج التطبيقي لأمراض حيوانات المزرعة/ محمد محمد هاشم/ قسم/ الاخصاء التطبيقي/ تاريخ الإصدار: 01 يناير 2009 الحيوانات عندما تمرض/ حازم عوض/ قسم: وقاية النباتات/ تاريخ الإصدار:01 يناير 2018


شارك المقالة: