ماذا تعرف عن قردة إنسان الغاب البورنيوي وعن صغاره

اقرأ في هذا المقال


قردة إنسان الغاب البورنيوي (Bornean Orang-utan) هو نوع كبير من الرئيسيات يتواجد في الأدغال الاستوائية الرطبة في بورنيو، ويُعرف أيضًا باسم القرد الأحمر، وإنسان الغاب البورنيوي هو ثاني أكبر أنواع القرود في العالم (بعد الغوريلا) وهو أكبر حيوان يسكن الأشجار على هذا الكوكب، وعلى الرغم من أنّ إنسان الغاب البورنيوي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقردة العليا الموجودة في إفريقيا إلّا أنّها تختلف اختلافًا كبيرًا في سلوكها حيث يتمثل الاختلاف الأكبر في أنّ إنسان الغاب البورنيوي منعزل إلى حد كبير حيث تميل الأنواع الأخرى من القردة إلى تبني تسلسلات هرمية اجتماعية معقدة.

أنواع قردة إنسان الغاب

حتى وقت قريب كان يُعتقد أنّ هناك نوعًا واحدًا فقط من قردة إنسان الغاب ولكن الأبحاث الجينية الحديثة أظهرت أن هناك في الواقع ثلاثة أنواع من قردة إنسان الغاب وهي:

1- إنسان الغاب البورنيوي.

2- انسان الغاب السومطري.

3- انسان الغاب التابانولي والتي هي أصغر حجمًا قليلاً وتميل إلى أن تكون اجتماعية أكثر من ابن عمها الأكبر.

هناك ثلاثة أنواع فرعية مختلفة من إنسان الغاب البورنيوي والتي على الرغم من تشابهها في المظهر إلّا أنّها تختلف باختلاف مناطق الجزيرة التي تحتلها، وهم:

1- انسان الغاب شمال غرب بورني.

2- انسان الغاب بورني الوسطى.

3- انسان الغاب شمال شرق بورني.

المظهر

قردة إنسان الغاب البورنيوي مغطى بشعر أحمر أو برتقالي غير مكتمل مع ظهور جلده الرمادي الخشن في بعض الأماكن، ونظرًا لكونها من الثدييات الشجرية إلى حد كبير فإنّ قردة إنسان الغاب البورنيوي لديها عدد من التعديلات التي تساعدها عندما تكون في المظلة بما في ذلك وجود أقدام يمكنها الإمساك بكفاءة يديها وأذرعها التي يمكن أن تنمو على امتداد أكثر من مترين و هم في الواقع أطول بنسبة 30٪ من أرجلهم.

وجه قردة إنسان الغاب البورنيوي عاري ويعرض اللون الرمادي أو الأسود لبشرته، ويصاب الذكور الناضجون أيضًا بجيوب الخدين اللحمية المكونة من رواسب دهنية تحت الجلد جنبًا إلى جنب مع الصيد في الحلق القادرة على إنتاج صوت عميق ورنين عبر الغابة، وتم تصميم كل من قردة إنسان الغاب البورنيوي من الذكور والإناث خصيصًا لفتح الفاكهة وتناولها بأيدٍ وأقدام ماهرة لتقشير الأسنان الكبيرة والمسطحة التي تساعد على طحن البذور الأكثر صلابة ولحاء الأشجار.

الموطن والتوزيع

تم العثور على قردة إنسان الغاب البورنيوي أصلاً في جزيرة بورنيو، إذ أنه يعيش في مناطق من الغابات الأولية الكثيفة وخاصة في الأراضي المنخفضة والوديان، وعلى الرغم من أنّه يمكن العثور عليها على ارتفاعات تصل إلى 1500 متر إلّا أنّها تميل إلى تفضيل المنحدرات الخصبة إلى أسفل نظرًا لارتفاع وفرة الطعام وتنوعه.

على الرغم من أنّ قردة إنسان الغاب البورنيوي (وفي الواقع جزر إنسان الغاب السومطرية) كانت منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، إلّا أنّها أصبحت اليوم محصورة في الجزيرتين اللتين سميا باسمهما ولكنهما معرضتان للخطر بشكل خطير في محيطهما الطبيعي بسبب قطع الأشجار وحرائق الغابات التي قضت على الكثير من مناطقهم الأصلية التي كانت شاسعة في يوم من الأيام.

ونظرًا لحقيقة أنّ قردة إنسان الغاب البورنيوي تقضي كل حياتها تقريبًا عالياً في مظلة الشجرة، فإنّها تعتمد على هذه الأدغال الكثيفة والغنية للبقاء على قيد الحياة ومع بقاء موائلها الطبيعية أقل، ويتم إجبارها على العيش في أماكن أصغر، والمزيد من المناطق المعزولة بعيدًا عن المستويات المتزايدة للنشاط البشري.

التكاثر والصغار

غالبًا ما يكون للذكور ذات الحواف المهيمنة منطقة ثابتة تشمل مناطق متعددة للإناث. الإناث المتعددات في منطقة الذكر سوف يجتمعن معه وينجبن نسله، ولا يستطيع الذكور الأصغر سنًا الذين ليس لديهم حواف أن يحافظوا على مجموعة منزلية خاصة بهم ويضطرون للتجول في جميع أنحاء الغابات.

من المعروف أنّ قردة إنسان الغاب البورنيوي يتكاثر على مدار السنة، ولكن هذه الحيوانات بطيئة النمو والنضج لا تستطيع التكاثر حتى يبلغ عمرها 15 عامًا تقريبًا، وبعد فترة حمل تستمر حتى 9 أشهر تلد أنثى قردة إنسان الغاب البورنيوي طفلًا واحدًا، على الرغم من تسجيل التوائم فإنّه يتمسك بفراء والدتها ويعتمد عليها تمامًا لمدة تصل إلى 10 سنوات، وعلى الرغم من فطام قردة إنسان الغاب البورنيوي عندما يبلغون من العمر ثلاث سنوات تقريبًا إلّا أن الأبناء يستمروا في مواكبة والدتهم لمعرفة ما يأكلونه وأين يجدونها وأيضًا من أجل الأمان.

تظهر الأبحاث أن إناث إنسان الغاب تتكاثر فقط كل 6 إلى 8 سنوات ويتم إرضاع صغارها حتى سن 6 سنوات وتبقى بجانب الأم حتى الولادة التالية، والنسل على اتصال مع والدته بعد الولادة، ولكن بمجرد أن تبدأ ذرية الإناث في إظهار السلوكيات الجنسية فإنّها تبدأ في السفر بشكل منفصل، وبمجرد فصل النسل الأنثوي عن أمه تمامًا سوف ينتقل ويؤسس منطقة قريبة من أراضي الأم.

تبدأ فترة المراهقة في قرود بورني في سن 5 سنوات وتستمر حتى سن 8 سنوات تقريبًا، ويبقى نسل الذكور غير ناضجين اجتماعيا على الرغم من كونهم ناضجين جنسيا، ويتجنب الذكور الصغار الاتصال بالذكور الناضجين ويبدأون في التجول في الغابات حتى يصبحوا ذكرًا ذو حواف ويؤسسون أراضيهم المقيمة، وتصل أنثى إنسان الغاب من بورني إلى سن اليأس في سن 48 عامًا تقريبًا.

يستثمر قردة إنسان الغاب البورنيوي الكثير من الوقت في نسله ويعتني بهم حتى يصلوا إلى سن المراهقة في حوالي 6 سنوات من العمر، ونظرًا لأنّ إنسان الغاب البورني هو شبه انفرادي بطبيعته فإنّ الذكور لديهم اتصال ضئيل جدًا ولا يستثمرون في صغارهم، ومنذ الولادة سيكون النسل على اتصال دائم مع الأم لمدة 4 أشهر وسيتم حمله في كل مكان تذهب إليه الأم.

يبقى النسل معتمداً كلياً على الأم في أول سنتين من حياته، وفي حوالي 5 سنوات من العمر سيبدأ النسل في القيام برحلات قصيرة من تلقاء نفسه وعادة ما يبقى على مرمى البصر من الأم، وقد يبدأ صغار إنسان الغاب في بناء أعشاشه الخاصة كلعب وسيبدأ في النهاية في النوم في الأعشاش التي يبنيها، وعادة ما يتم فطام النسل بعمر 4 سنوات وسيبدأ المراهقة بعد فترة وجيزة، وسيبقى النسل بشكل عام حول الأم حتى ولادة النسل التالي، وبعد ذلك تنشئ الفتيات الشابات منطقتهن الخاصة ويسافر الشباب الذكور عبر الغابة حتى يتمكنوا من إنشاء أرضهم الأصلية.

وفي نهاية يتم تركها لتأسيس أراضيها الخاصة عندما تبلغ من العمر ثماني سنوات على الأقل، وتميل الشابات إلى البقاء بالقرب من أمهن بينما يمكن للذكور الصغار التجول في الغابة لفترة طويلة قبل أن يجدوا أخيرًا رقعة خاصة بهم، وتميل قردة إنسان الغاب البورنيوي إلى العيش لمدة تصل إلى 35 عامًا في البرية ولكن يمكن أن تصل إلى ضعف هذا العمر تقريبًا في الأسر.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: