ما هو عدم الاستقرار السياسي؟

اقرأ في هذا المقال


هناك اختلاف كبير بين الباحثين والعلماء في العلوم الاجتماعية، بطريقة عامة والعلوم السياسية بشكل مخصص، حيث يُعَدّ هذا الاختلاف في تعريف مصطلح عدم الاستقرار السياسي؛ بكون أن ظاهرة عدم الاستقرار السياسي ظاهرة موجودة في كل المجتمعات، فقد تختلف تلك المجتمعات في درجة حالة عدم الاستقرار.

مفهوم عدم الاستقرار السياسي:

يعرف الاستقرار السياسي بأنه حالة من استعمال العنف لأسباب سياسية، ولجوء القوى والجماعات السياسية إلى طرق غير قانونية في حل الصراعات، أيضاً عدم قدرة المؤسسات في النظام السياسي، القبول بالمطالب المعروضة إليه والقادمة من البيئة السياسية الداخلية والخارجية.

نماذج الأنظمة السياسية ومستوى الاستقرار السياسي:

  • النموذج الأول: أنظمة لا تتصف حكوماتها بطابع الاستقرار السياسي، حيث تعرف بكثرة الأزمات والتغيرات الحكومية، مثال عليها:
  • الجمهورية الثالثة في فرنسا بين سنة 1875-1940.
  • الجمهورية الرابعة بين سنة 1940-1958.
    وهذه من أشهر الأمثلة، حيث لا يتزايد متوقع عمر الحكومة وبقائها في السلطة عن 8 شهور.
  • أنظمة تتمتع فيها الحكومات بالثبات والاستقرار: مثل ما هو موجود في النظام البرلماني في بريطانيا، حيث يوصل متوسط بقاء الحكومة في السلطة 3 سنوات 10 أشهر، أيضاً في الدول الإسكندنافية السويد والنرويج والدنمارك، حيث يصل متوسط عمر الثبات الحكومي إلى ما يصل ل 3 سنوات.
  • أنظمة ذات فترات زمنية متوسطة: في النظام الهولندي قد توصل إلى سنتين في النظام البلجيكي، فهو يصل الى سنة ونصف.

مؤشرات عدم الاستقرار السياسي:

العنف الرسمي:

يمارس هذا النوع من العنف عن طريق السلطة الحاكمة القائمة، عن طريق أجهزه ومنظمات البلد مثل: الجيش، رجال الشرطة، الاستخبارات وقوانين البلد الاستثنائية، التي يتم تسميتها من قبل البعض بوسائل القهر، حيث يضاف إليها تطبيق العنف الرسمي؛ بهدف التأكد من استمرارية النظام، المحافظة على الوضع الحالي للبلد، تصغير حجم المعارضة والقوى المعارضة للنظام، وهذا الحق في استخدام العنف من الجهات الرسمية في الدولة يربطه البعض، بمفهوم السلطة التي تعرف في الفكر الأنجلو أمريكي، أنها طريقة من طرق القوة المرتبطة بقوة رسمية، أمّا بالنسبة للفكر الماركسي فهي الأداة التي تهيمن عن طريقها طبقة مستخدمة لقهر الطبقات الأخرى.

العنف الشعبي:

له العديد من المظاهر تتمثل في:

  • المظاهرات.
  • أحداث الشغب.
  • التمرد.
  • الاضطرابات.
  • الاغتيالات السياسية.
  • الانقلابات أو محاولة الانقلابات.
  • حرب العصابات.
    وجميع هذه المؤشرات تعتبر هامة لقياس درجة حالة الاستقرار، لكنها أهملت عدة مؤشرات مثل: الاعتصامات من الجهة الرسمية وأخذ الجنسية، مصادرة الرأي، تسكير وسائل الإعلام وملاحقة الإعلاميين.

المصدر: العنف السياسي و انعكاساته على مسار التحول الديمقراطي، د. نبيل سعداويأيدلوجيات الحياة السياسية في الدول النامية، د يوسف حسن يوسفالسودان و إشكالية البناء و عدم الاستقرار، بدر الدين الامام


شارك المقالة: