ما هو مصطلح الاستراتيجية الكبرى؟

اقرأ في هذا المقال


مصطلح الاستراتيجية الكبرى: هي الاستراتيجية طويلة المدى التي تتبعها الدولة على أعلى المستويات لتعزيز مصالحها، حيث تتضمن قضايا الاستراتيجية الكبرى اختيار المسارح الأولية مقابل المسارح الثانوية في الحرب، وتوزيع الموارد بين الخدمات المختلفة والأنواع العامة؛ لتصنيع الأسلحة لصالحها والتحالفات الدولية التي تناسب الأهداف الوطنية بشكل أفضل.

لمحة عن الاستراتيجية الكبرى:

مع التداخل الكبير مع السياسة الخارجية، تركز الاستراتيجية الكبرى بشكل أساسي على التداعيات العسكرية للسياسة، حيث عادة ما توجه القيادة السياسية لبلد ما استراتيجية كبرى بمدخلات من كبار المسؤولين العسكريين، وقد يمتد تطوير الاستراتيجية الكبرى للأمة عبر سنوات عديدة أو حتى عدة أجيال.

ولقد تم توسيع مفهوم الاستراتيجية الكبرى ليصف الاستراتيجيات متعددة المستويات بشكل عام، بما في ذلك التفكير الاستراتيجي على مستوى الشركات والأحزاب السياسية، ففي الأعمال التجارية الاستراتيجية الكبرى هي مصطلح عام لبيان واسع للعمل الاستراتيجي، وتنص الاستراتيجية الكبرى على الوسائل التي سيتم استخدامها لتحقيق أهداف طويلة الأجل، حيث تتضمن أمثلة الاستراتيجيات الكبرى للأعمال التي يمكن تخصيصها لشركة معينة: تركيز السوق، تطوير السوق، تطوير المنتجات، الابتكار، التكامل الأفقي، التصفية.

أمثلة على الاستراتيجية الكبرى:

مثال على الاستراتيجية الكبرى الحديثة هو قرار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية بالتركيز على هزيمة ألمانيا أولاً، حيث كان القرار وهو اتفاق مشترك تم التوصل إليه بعد الهجوم على بيرل هاربور سنة 1941 قد دفع الولايات المتحدة إلى الحرب، وكان قراراً منطقياً من حيث أن ألمانيا كانت أقوى عضو في المحور وهددت بشكل مباشر وجود المملكة المتحدة والاتحاد السوفييتي.

على العكس من ذلك في حين أن الفتوحات اليابانية حظيت باهتمام عام كبير، إلا أنها كانت في الأغلب في المناطق الاستعمارية التي اعتبرها المخططون وصانعو السياسات أقل أهمية، حيث تم تأليف تفاصيل الاستراتيجية العسكرية للحلفاء في حرب المحيط الهادئ عن طريق الموارد الأقل المتاحة لقادة المسرح.

ومنذ عهد هادريان استخدم الأباطرة الرومان استراتيجية عسكرية تتمثل في الأمن الوقائي إنشاء حاجز خطي للدفاع المحيط حول الإمبراطورية، وقد تمركزت الجيوش في حصون كبيرة كانت هذه الحصون موجودة على طول محيط الإمبراطورية، حيث غالباً ما تكون مصحوبة بأسوار فعلية، على سبيل المثال جدار هادريان.

وبسبب عدم القدرة على اختراق هذه الدفاعات المحيطة لم يحتفظ الأباطرة بجيش احتياطي مركزي وسمح نظام الطرق الروماني للجنود بالانتقال من حدود إلى أخرى (لغرض التعزيزات أثناء الحصار) بسهولة نسبية، حيث سمحت هذه الطرق أيضاً بميزة لوجستية لروما على أعدائها، ويمكن نقل الإمدادات بسهولة عبر نظام الطرق الرومانية مثل الجنود، بهذه الطريقة إذا لم تتمكن الجيوش من الفوز بمعركة من خلال المهارات القتالية العسكرية أو الأعداد المتفوقة، فيمكنها ببساطة أن تصمد أمام الغزاة.

الاستراتيجية الكبرى في الولايات المتحدة:

تطور الحديث حول الاستراتيجية الكبرى في الولايات المتحدة بصورة واسعة منذ تأليف الدول مع تحول الأمة من استراتيجية التوسع القاري، والعزلة عن الصراعات الأوروبية ومعارضة الإمبراطوريات الأوروبية في نصف الكرة الغربي في القرن الأول، إلى نقاش كبير حول الاستحواذ على إمبراطورية في تسعينيات القرن ال 19، حيث بلغت ذروتها بغزو الفلبين وكوبا خلال الحرب الإسبانية الأمريكية، وتلاها تحولات سريعة بين التوازن في الخارج والنزعة الدولية الليبرالية والانعزالية حول العالم الحروب.

ولقد شهدت الحرب الباردة استعمالاً مرتفعاً لاستراتيجيات المشاركة البرية العميقة، بما في ذلك تكوين عدد من التحالفات الدائمة والمشاركة الكبيرة في السياسات الداخلية للدول الأخرى وحرب التمرد الرئيسية في فيتنام، حيث هي نقاش استراتيجي مبكر اندمجت في نهاية المطاف في استراتيجية الأسبقية، وبلغت ذروتها في غزو العراق في سنة 2003.

ولقد أدت تداعيات هذه الحرب إلى جانب الانكماش الاقتصادي وارتفاع الديون الوطنية وتعميق الجمود السياسي إلى تجدد الاستراتيجية، والنقاش الذي تمحور حول مدرستين فكريتين رئيسيتين: الأسبقية وضبط النفس، كما اقترح علماء السياسة البارزون ستيفن والت وجون ميرشايمر العودة إلى التوازن في الخارج.

لذلك انطلاقاً من فهم واقعي دفاعي للسياسة الدولية، فإن ما يطلق عليه البعض “الانعزالية الجديدة” يدعو الولايات المتحدة إلى إزالة نفسها من المشاركة الفعالة في السياسة الدولية من أجل الحفاظ على أمنها القومي، حيث ترى أنه بسبب عدم وجود تهديدات للوطن الأمريكي فإن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى التدخل في الخارج.

المصدر: القوة الرابعة : الإستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة، غاري هارتالاستراتيجية الكبري للإمبراطورية الأمريكية، أليكس كالينيكوسمصر والقوى الكبرى فى النظام العالمى الجديد، أحمد رشيديادارة الاستراتيجية في المنظمة العقائدية، اسامة مهتار


شارك المقالة: