الدينامية الداخلية للكرة الأرضية

اقرأ في هذا المقال


ما هي دينامية الأرض؟

هي عبارة عن حركة لجميع أنواع الكرة الأرضية، والتي قد تحدّث بداخلها، حيث تكون هذه الحركات مُتعددة ومتنوعة كحركة الصفائح التكتونية أو حركة قلب الأرض؛ ممّا يعني أنّ هذه الدينامية عبارة عن مجموعة من العلوم ارتبطت مع بعضها البعض؛ لتُتيح دراسة كل ما يحدث داخل الكرة الأرضية من تأثيرات وتغييرات، إلى جانب دورها الواضح في تسهيل دراسة أثر تلك التغييرات والتأثيرات على كل من المناخ والقوى التي تحدث داخلها.

بنية الأرض الداخلية:

هي عبارة عن مجموعة من الطبقات الهيكلية ذات الشكل الكروي الذي يُشبه أجزاء البيضة، تمتلك عدداً من الخصائص الكيميائية والميكانيكة والتي تُسهل دراسة ومعرفة هذه الطبقات، كما أنّ هذه الخصائص تُساهم بشكلٍ كبير في تقسيم الأرض إلى عدد من الأقسام والمكونات.

تُساعد الخصائص الميكانيكية للطبقات الهيكلية لسطح الأرض على تقسيمها إلى مجموعة من الأجزاء والأقسام، حيث يمكن أن تكون غلافاً صخرياً، أو طبقة من الصخور المُشوهة، كما يُمكن تقسيمها إلى كل من غطاء الميزوسفير واللّب( سواء كان داخلي أو خارجي).

أمّا الخصائص الكيميائية فقد تُساهم في تقسيم الأرض إلى عدداً من الأجزاء كالقشرة والغطاء( السفلي والعلوي)، إضافةً إلى اللب الداخلي و اللب الخارجي.، إلى جانب ذلك فإنّ الأرض تحتوي على قشرةٍ خارجية تتكون بشكلٍ رئيسي من السيليكات الصلبة كما أنّها تحتوي على لب خارجي له مساميةً أقل من مسامية اللب الداخلي الصلب.

يُمكن تحديد بنية الأرض الداخلية بالاعتماد على الملاحظات والنتائج الطبوغرافية، إضافةً إلى اللجوء إلى عملية قياس عمق الصخور، أو من خلال الاعتماد على تحليل الموجات الزلزالية التي تمر عبر سطح الأرض، كما يلجأ العديد من الجيولوجين والمُحللين إلى عملية قياس الجاذبية الأرضية للأرض وإجراء عدداً من التجارب على الأجسام البلورية الصلبة خاصةً عند وجودها ضمن مُستويات ضغط وحرارة تختص بشكلٍ رئيسي في عمق الأرض الداخلي.

العوامل الطبيعية التي ساهمت في بنية الأرض:

اعتمد العلماء الجيولوجيين على عدداً من العوامل والظواهر الطبيعية والتي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تكوّن بنية الأرض، إلى جانب اعتمادهم على عوامل الفيزياء التحليلية وبعض من صور الأقمار الصناعية، ومن أهم تلك العوامل:

  • البراكين: ساهمت عمليات ثوران البراكين في تسهيل عملية دراسة بنية الأرض وتركيبها، حيث أنّه ونتيجةً لحدوث البراكين ستخرج مجموعة من الحمم البركانية التي تتكوّن بشكلٍ رئيسي من عدد من العناصر والمواد المُختلفة من أهمها الحديد، ومن ثم يتم فحص تلك المادة للتوصل إلى قيمة درجة الحرارة التي كانت السبب الرئيسي لثوران البركان.
    استمرّ العلماء والجيولوجين في دراساتهم وأبحاثهم حول تحديد درجة الحرارة التي كانت السبب وراء ثوران البراكين حتى تمكّنوا في النهاية من الوصول إلى قيمتها والتي كانت تفوق درجة انصهار الحديد بشكلٍ كبير جداً؛ الأمر الذي سهل عليهم تحديد درجة حرارة غلاف الأرض.
  • الصخور: تُساعد أنواع الصخور وأشكالها على تحديد سمك القشرة الأرضية ومعرفة درجة حرارتها.
  • الهزات الأرضية (الزلازل): يلجأ العلماء عند حدوث اهتزازات أرضية مُفاجئة إلى قياس وتحديد درجة حدتها وحرارته؛ حتى يتمكّنوا من تحديد ضغط الماغما الموجود في منطقة الزلزال والذي يساعدهم على قياس كل من درجة حرارة وسمك نواة الأرض.

لب الأرض:

يُشير اللُّب إلى قلب الأرض أو نواتها، والذي يصل قطره إلى حوالي”1800″ كيلو متر، يتكوّن بشكلٍ رئيسي من عنصريّ الحديد والنيكل إلى جانب وجود مجموعة من العناصر الأخرى، هذا وقد تُعتبر كثافة اللب أكبر من كثافة باقي نطاقات الأرض المُختلفة.

 لب الأرض داخلي؛ يصل سمكه إلى حوال”216″ كيلو متر، كما أنّه يظهر في الحالة الصلبة؛ وذلك لكونه يتواجد ضمن منطقة ضغط وحرارة شديدين، كما أنّه يتكوّن بشكلٍ رئيسيّ من مواد ثقيلة الحجم كالحديد والتي قد يصل وزنها النوعي إلى أكثر من اثني عشر كيلو.

أمّا اللب الخارجي للأرض فقد يصل سمكه إلى ما يقارب”22270″ كيلو متر، كما أنّه يظهر في الحالة السائلة حيث يكون منصهراً بشكل دائم؛ وذلك نظراً لتعادل كل من درجة حرارته وضغطه.

وشاح الأرض:

هي عبارة عن طبقة أرضية، تقع أسفل القشرة الأرضية، يصل مقدار سمكها إلى حوالي خمسون كيلو متراً، يتشابه وشاح الأرض بشكلٍ كبير مع وشاحات الكواكب الصخرية المُختلفة، هذا وقد تمتاز هذه الطبقة الأرضية بسماكتها ولزوجتها العالية، إلى جانب ذلك فقد تقع بين كل من القشرة الأرضية واللب.

يصل سمك وشاح الأرض إلى حوال”2890″ كيلو متر، كما أنّه يتكون من طبقة سميكة جداً تُشكّل ما يٌارب”80%” من حجم الكرة الأرضية الكامل، إضافةً إلى ذلك فإنّ التركيب الكيميائيّ لوشاح الأرض يتكوّن من عدد من الأحجار المُماثة حيث يحتوي بشكلٍ أساسي على الأوليفين إلى جانب وجود أنواعاً أخرى كالبيروكسين.


شارك المقالة: