قصة اختراع الدش- The Shower

اقرأ في هذا المقال


لطالما عُدّت النظافة الشخصية جزءًا لا يتجزأ من العناية الشخصية على مر العصور والأزمنة المختلفة، لكن كيف كان الناس يقومون بتنظيف أنفسهم قبل اختراع الدش؟ وما هي قصة اختراع الدش؟ هذا ما سنتعرف عليه عزيزي القارئ في هذا المقال.

الدش:

يعود تاريخ الاستحمام إلى آلاف السنين، هناك اعتقاد بأنّ الدش يُعتبر من الاختراعات الجديدة نسبيًا، لكنه في الواقع كان موجودًا منذ القدم لكن بشكل آخر مختلف عن الذي نستخدمه اليوم وكان استخدمه صعب نوعًا ما، فقد كان عبارة عن أحواض خشبية كبيرة، اليوم يتم استخدامه بكل سهوله وذلك بسبب التقدم التكنولوجي الذي قدم لنا الدش العصري الحديث الذي يعمل بكبسة زر واحدة.

تشير الدراسات الإحصائية إلى أنّ حوالي 85٪ من المنازل البريطانية تحتوي على دش، وهي متاحة للناس الآن أكثر من أي وقت آخر في التاريخ، في جميع الدول في مختلف أنحاء العالم، لكن قبل اختراع الدش في العصور القديمة كان الأشخاص يقومون بتنظيف أنفسهم تحت الشلالات.

طرق الاستحمام في الحضارات القديمة المختلفة:

حتى نقوم بمعرفة تاريخ الدش يجب أن نتعرف على طرق الاستحمام في الحضارات القديمة، يعود تاريخ العناية بالنظافة الشخصية والاستحمام والتي كانت تمهيدًا لاختراع الدش إلى عصر مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين، خاصةً بين الأثرياء بالاستعانة بالخدم كانوا يقومون بسكب أباريق الماء على أجسامهم، هناك لوحات جدارية في المعابد والمباني تظهر كيف كانت الملكات المصريات القدامى وأفراد العائلة المالكة يقومون بتنظيف أنفسهم مع وجود الخدم.

عثرت أعمال التنقيب في منازل الأثرياء على غرف مبطنة بالحجارة ومجهزة بأرضيات منحدرة تسمح بتصريف مياه الاستحمام، تم العثور على نسخة منقوشة من الخشب تعود للقرن التاسع عشر تصور امرأة مصرية قديمة تستحم في مصر، كان لدى الإغريق القدماء حمامات داخلية في صالات الألعاب الرياضية التي قاموا بتركيبها في القنوات المائية، كان لدى الرومان القدماء، دش يستخدمونه في حماماتهم لا يزال من الممكن العثور عليه في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط ​​وفي إنجلترا الحديثة.

ما هي قصة اختراع الدش؟

بحلول القرن الثامن عشر، بدأ التركيز على الاهتمام بنظافة الجسم ومنعًا لحدوث الأمراض والأوبئة خاصة، لكن ذلك الأمر كان يستغرق وقتًأ طويلًا، كانوا يقومون باستعمال أحواض ضخمة ويقومون بتعبئتها بالماء ولكن بداية يجب أن يقوموا بتسخينها تسخينها ونقلها إلى الحمام من المطبخ في إناء كبير، لم يكن حتى عام 1767 عندما ظهرت فكرة الاستحمام كما نعرفها اليوم لأول مرة، حصل الإنجليزي (William Feetham) على براءة اختراع لابتكاره أول دش ميكانيكي في العالم.

كان يتكون من حوض وخزان مياه ومضخة يدوية، يتم تشغيل الدش باستخدام مضخة يدوية والتي يستخدمها الشخص عن طريق سحب سلسلة معلقة بها لقد كانت بالتأكيد طريقة أكثر ملاءمة للاستحمام بدلاً من ملء الأباريق وسكبها على الفرد، لكن هذا لا يعني أنّه لم يكن يعاني من بعض المشاكل والعيوب ولم يعجب الكثيرون باختراعه خاصةً الأرستقراطيين، من مشاكله بأنه كان لا يمكن إضافة الماء الساخن إلى الجهاز.

كما أنّه كان يجب إعادة استخدام نفس المياه مرارًا وتكرارًا وهذا لم يكم أمرًا صحيًا للغاية، كانت هذه هي الأسباب الرئيسية وراء عدم نجاح تصميم (Feetham) وعلى الرغم من أنّ التصميمات اللاحقة حاولت تحسين مبدأ عمل هذا الدش، إلّا أنّ أيًا منها لم يتمكن من التغلب على نفس المشكلتين الرئيسيتين، انتشر مفهوم الدش بصورة أكبر في منتصف القرن التاسع عشر على يد الطبيب الفرنسي ميري ديلابوست.

اشتمل اختراعه على محرك بخاري يعمل على تسخين الماء في أقل من خمس دقائق، لقد أثبت نجاحه الكبير وبحلول أوائل القرن العشرين تم استخدامه في جميع أنحاء أوروبا، أدّى التطور في سخانات المياه إلى تحسيمن مبدأ عمل الدش، كما تم تحسين السباكة الداخلية من خلال السماح بعد ذلك بتوصيل الدش القائم بذاته بمصدر المياه الجارية، في عام 1868م، قام المخترع العظيم بنيامين باختراع سخان مياه، ذلك ساعد في تحسين آلية عمل الدش.

حيث تم تسخين الماء باستخدام الغازات الساخنة الناتجة عن الموقد، لسوء الحظ نسي بنيامين إضافة تهوية مما تسبب في انفجار الموقد في بعض الأحيان، على الرغم من فشل اختراع بنيامين، إلّا أنّ اختراعه كان بداية للدش الحديث واستخدم بشكل كبير في المملكة المتحدة وفي العديد من البلدان الآسيوية، تم تحسين تصميم (Maughan) بواسطة مهندس ميكانيكي نرويجي يُدعى (Edwin Ruud) وفي عام 1889م، تم اختراع أول سخان مياه آمن أوتوماتيكي يعمل بالغاز وكان هذا أكبر تطور في تاريخ صناعة الدش.

تم تعديل التصميم على مدى العقود التالية ليشمل مضخات يدوية لإعادة تعبئة الحوض وفوهات قابلة للتعديل والتي ما زلنا نستخدمها حتى اليوم، مع الانتقال إلى القرنين العشرين والحادي والعشرين بدأ الأشخاص في الاستفادة من غلايات الماء الساخن والكهربائي.


شارك المقالة: