قصة اختراع الساعات القديمة

اقرأ في هذا المقال


منذ آلاف السنين وقبل وقت اختراع الساعات قامت الشعوب والقبائل القديمة ومختلف الحضارات مثل: الحضارة الرومانية والفرعونية واليونانية والحضارة الإسلامية باستعمال أدوات متنوعة لتحديد الزمن والوقت كان أحد الطرق القديمة لمعرفة الوقت هي مراقبة الأجرام السماوية وعلى الرغم من أن هذه الطرق كانت بدائية إلّا أنّها كشفت عن عبقرية الشعوب والقبائل في البحث عن طرق مختلفة في تحديد الوقت كان من أحد الطرق أيضًا استعمال الساعات القديمة.

ما هو تاريخ الساعات القديمة

في الواقع تم استعمال أنواع لا حصر لها من الساعات القديمة، فيما يلي سوف نتعرف على أهم وأقدم أنواع الساعات وأكثرها استعمالًا قديمًا وقصة ابتكارها وكيف قامت الشعوب باستعمالها وهي: الساعات الشمسية والشمعية والساعات البخورية والفلكية والمائية والظل والرملية والفلكية والشمعية.

تاريخ اختراع الساعات الشمسية

في الواقع تُعد الساعات الشمسية من أقدم أنواع الساعات المستعملة عبر العصور، فقد تم ابتكارها تقريبًا منذ 3500 ق.م، وذلك من قبل الحضارة المصرية القديمة، تم صناعتها على شكل عمود ذو أربعة جوانب، يعلوه رأس هرمي مُدبب، يتم تحديد الوقت من حساب طول ظل العمود وذلك عند سقوط أشعة الشمس عليه، وحوالي 1500 ق.م، قام أيضًا المصريين بتطوير مبدأ عمل هذه الساعة من خلال تقسيم النهار إلى 12 جزءاً، وكان يتم معرفة الوقت من خلال الظل الساقط على قاعدة مُدرجة غير خطية.

تاريخ اختراع الساعة المائية

أقدم ساعة مائية تعود إلى فترة (1417 – 1379) ق.م، في عهد أمنحتب الثالث حيث كانت تستخدم في معبد آمون. يوجد دليل تاريخي قديم يبين استعمالها منذ حوالي القرن السادس عشر قبل الميلاد في مصر من قبل أمنمحات، والذي يعرفه بأنه مخترعها. كانت الساعات المائية عبارة عن أوعية حجرية ذات جوانب مائلة تسمح للماء بالتنقيط بمعدل ثابت تقريبًا من ثقب صغير بالقرب من القاع. كان هناك اثنا عشر عمودًا منفصلاً بعلامات متباعدة باستمرار لقياس مرور الوقت.

تم استخدام هذه الساعات قديمًا لتحديد الوقت في الليل، في بابل كانت الساعات المائية أسطوانية الشكل. تم استخدام الساعة المائية في الحسابات الفلكية في بابل منذ حوالي (2000 – 1600 ق.م). مع أنه في الواقع لا يوجد أثر للساعات المائية في منطقة بلاد ما بين النهرين، ولكن الأدلة التي بينت استعمالها كانت من الكتابات المنقوشة على الألواح الطينية. تم استعمالها أيضًا في الهند في موقع وادي السند في موهينجو دارو (حوالي 2500 قبل الميلاد) كساعات مائية.

أيضًا تم استعمالها في الصين، ومن ثم مختلف شرق آسيا، وقاموا باعتبارها من أهم الوسائل المستعملة في دراسة علم الفلك وعلم التنجيم. إنّ أقدم دليل تاريخي يبين استخدامها في الصين يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، يعود استخدام الساعات المائية في إيران، وخاصة في زيباد وجون آباد، إلى 500 ق.م حيث كانت الساعة المائية أكثر أجهزة ضبط الوقت دقةً وشيوعًا لحساب الوقت، كما تم استعمال الساعات المائية في الحضارة الإسلامية.

تاريخ اختراع الساعة الرملية

قد يعود تاريخ ابتكار واستعمال الساعة الرملية في بابل ومصر منذ القرن السادس عشر ق.م. في الواقع لا يوجد الكثير من الأدلة التي تبين أنها استعملت في أوروبا قبل أوائل العصور الوسطى؛ لكن يوجد دليل يظهر استعمالها خلال فترة القرن الثامن الميلادي، وقد صُنعت بواسطة راهب فرنكي يُدعى ليوتبراند خدم في الكاتدرائية في شارتر، فرنسا. ولكن لم يتم استخدامها بشكل شائع حتى القرن الرابع عشر.

تم استعمالها على نطاق واسع على متن السفن، لأنها اعتبرت من أحد أهم أدوات تحديد الوقت المستعملة قديمًا لحساب الزمن خلال الإبحار. كانت الساعات الرملية شائعة الاستخدام في الكنائس والمنازل وأماكن العمل بعد مرور 1500 عام، لم تكن الساعة الرملية منتشرة كما كانت. كان هذا بسبب تطور الساعة الميكانيكية التي أصبحت أكثر دقة في حساب الوقت وكونها وأصغر وأرخص، غي الواقع توجد أقدم ساعة رملية في المتحف البريطاني في لندن.

تاريخ اختراع الساعة البخورية

ساعة البخور هي أداة ضبط الوقت والتي اشتهرت في تصميمها الصين وذلك خلال عهد أسرة سونغ ( 960-1279) وانتشر استعمالها إلى دول شرق آسيا المجاورة مثل اليابان وكوريا، حيث تم استخدام ساعات البخور في آسيا وصُنعت بعدة أشكال مختلفة. تم تصنيعها لقياس الدقائق أو الساعات أو الأيام. قد تحتوي الساعة أيضًا على أجراس، كانت ساعات البخور شائعة الاستخدام في المنازل والمعابد.

على الرغم من ارتباطها الشعبي بالصين، يعتقد البعض أن ساعة البخور نشأت في الهند، وذلك من حيث تصميمها وأيضًا في تاريخ ابتكارها وتطويرها وذلك بين القرنين السادس والثامن الميلادي، قال عنها المؤرخ الأمريكي وعالم الجيولوجيا إدوارد شيفر أن ساعات البخور ربما كانت اختراعًا هنديًا تم نقله إلى الصين.

تاريخ اختراع الساعة الفلكية

يعود تاريخ ابتكار الساعات الفلكية إلى عام 1410م، وذلك من قبل صانع الساعات ميكولاش بمساعدة الفلكي جان شيندل. تم استعمال هذا النوع من الساعات لقياس الوقت وتتبع الحركات الفلكية. بعد وقت لاحق تم إجراء إضافات لتحسين مبدأ عمل الساعة ومن ثم أصبحت الساعة الفلكية تعمل بشكل أفضل حيث تم استعمالها في بابل وأوروبا.

في الواقع يوجد ديل يظهر استعمالها في الصين خلال القرن الحادي عشر خلال عهد أسرة سونغ، من قبل عالم الفلك سوسونغ. خلال القرن الثاني عشر، تم استعمالها خلال الحضارة الإسلامية وكان من أشهر العلماء الذي قاموا بتطويرها هما: الجزري وأبو الريحان البيروني.

تاريخ اختراع الساعة الشمعية

الساعة الشمعية هي عبارة عن شمعة رفيعة تشير إلى مرور فترات زمنية عند حرقها. عُدّ ابتكار الساعات الشمعية لمعرفة الوقت من أكثر الطرق دقة في حساب الوقت وتم استعماها بشكل كبير أثناء الليل، لكن من غير المعروف أين ومتى تم استخدامها لأول مرة. أقدم دليل يظهر استعمالها قديمًا في قصيدة صينية كتبها يو جيانجو (520 م). حيث تم ذكر استعمال الشمعة كوسيلة لتحديد الوقت في الليل.

تم استخدامها في اليابان حتى أوائل القرن العاشر، وتم ذكر استعمالها أيضًا في الصين وبلاد فارس، تم استخدام طرق مماثلة لقياس الوقت في كنائس العصور الوسطى. ومع ذلك، كانت أكثر الساعات الشمعية تطوراً التي عُرفت حتى الآن هي تلك الخاصة بالعالم الجزري عام 1206م.

تاريخ اختراع ساعة الفيل

كانت ساعة الفيل من أحد أهم ابتكارات القرون الوسطى تم تصنيعها من قبل العالم الجزري، تتكون من حيث تصميمها من ساعة مائية وقد سمّيت بذلك الاسم نسبةً لطريقة تصميمها حيث صنعت على شكل فيل ضخم، وقد تم ذكر استعمالها في الصين، كان لساعة الفيل بعض الاختلافات مقارنةً بالساعات المستعملة قديمًا، يمتاز تصميمها بأنها دمجت حضارات العالم القديمة في شكل تصنيعها فالفيل يمثل الحضارة الهندية، وفي بعض تصميماتها احتوت على طائر العنقاء الذي يمثل الحضارة المصرية.


شارك المقالة: