قصة اختراع عوامات الماء

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع عوامات الماء؟

تاريخ اختراع العوامات على مر السنين:

وجدت العديد من الأدلة التي توضح أثر استعمال العوامات على مختلف الأزمان في الحضارات القديمة وترجع إلى نهاية القرن 13 ميلادي، لكن بعض الأدلة توضح أثر استعمالها قبل ذاك الزمان، أحد الكتب المشهورة التي ذكرت استعمالها هو كتاب (La Compasso de Navigare)، وهو كتاب يوضح استعمال الأدوات الملاحية القديمة واستخداماتها حيث ذكر استعمالها في نهر (Guadalquivir) في إسبانيا لتوجيه السفن التي تصل إلى إشبيلية.

يوجد بعض الأدلة التي تبين أثر استعمالها في خليج بحر الشمال (Zuider Zee)، كانت العوامات البدائية القديمة عبارة عن أطواف خشبية مزودة بحبال ثقيلة، خلال القرن (14) م، كانت الأطواف المجوفة يتم ربطها بحجارة ثقيلة وتم استعمالها في هولندا وألمانيا؛ وعُدّت في ذاك الوقت العوامات من أهم الأدوات الملاحة المستعملة في المحيطات والأنهار، واستخدمت لتحديد مواقع الأجسام المغمورة، أو لرسو السفن، وتعمل كحلقة وصل بين السفينة والمراسي.

تم تصميم عدة أنواع من العوامات لمجموعة من الاستخدامات، تم ذكر أنّ بعض البحارة قديمًا  قاموا باستعمالها بفترة ما قبل العصر الروماني وذلك في نهر الوادي الكبير، كما وجدت الكثير من الأدلة على استخدام البحارين لها خلال فترة العصور الوسطى في نهر ماس المعروف الآن باسم ميوز، في بلجيكا. سرعان ما تم استخدامها في إنجلترا، شهد نهاية القرن السادس عشر وضع أكثر من أربعين عوامة بالقرب من أنهار ألمانيا الشمالية، وحوالي سبعة عشر عوامة في إنجلترا.

حيث كانت عبارة عن برميل خشبي غالبًا وتصنع من العرعر أو الشجر، يتم دفعها إلى قاع النهر أو قاع الخليج، تم ذكر استعمال نوع جديد من العوامات التي تمت تسمّيتها (Tonnen) وهي موجودة في الأدلة القديمة التاريخية وذلك خلال فترة  1358م في هولندا، في عام 1514 م، طلب الملك هنري الثامن من نقابة رجال السفن والبحارة، للقيام بإنشاء أدوات تكون من ضمن الأدوات الملاحية في المياه الإنجليزية وقد قاموا بعد ذلك بابتكار أنواع جديدة من العوامات.

أهم التطورات في تاريخ ابتكار العوامات:

بعد التقدم الكبير في التكنولوجيا تم ابتكار أنواع متقدمة من العوامات وتم تطويرها في كل من هولندا وألمانيا، تعددت النماذج التي تم تطويرها ولكن كان من أكثرها استعمالًا هي العوامة الرأسية (Seetonnen) والتي صنعت من الخشب المدبب، والتي بلغ ارتفاعها عشرة أقدام وقطرها خمسة أقدام، تم ذكر تطوير عوامات البراميل في نهر ديلاوير خلال ستينيات القرن 18 في ميناء بوسطن، أمّا أغلب التطورات حدثت خلال القرن التاسع عشر في تصميم العوامات.

لم يكن استخدام العوامات بشكل موحد في الولايات المتحدة، كانت العديد من العوامات الأمريكية صغيرة الحجم كما أنها كانت في كثير من الأحيان سيئة في طرق تصنيعها وصيانتها، بدأت التغيرات في أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر وأوائل خمسينيات القرن التاسع عشر حيث تم تصميم عوامات أكثر متانة، تم توحيد معظم ألوان العوامات إلى الأحمر أو الأسود أو الأبيض، بدأت بعض الموانئ الأمريكية في استخدام اللون الأحمر في ميناء ليفربول بإنجلترا والعديد من السفن الأمريكية.

حتى عام 1850م، تم تفويض الحكومة الفيدرالية لصيانة العوامات بموجب القانون التاسع الذي أقره الكونجرس الأول، وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، كانت عوامات الجرس من أحد أهم التطورات في صناعة العوامات، كان أحد الابتكارات المهمة هي عوامة كورتيناي التي ابتكرها جون كورتيناي، والتي أعلن عن براءة الاختراع لها خلال سنة 1876م، وكانت مفتوحة عند الطرف السفلي، وتحتوي على أنبوب مجوف دفعت حركة العوامة الهواء إلى أعلى الأنبوب.

مع تقدم القرن العشرين، تم ابتكار مجموعة كبيرة من العوامات واستخدام تقنيات جديدة في ابتكارها، مع تطور مسابك الحديد وتكنولوجيا تشغيل المعادن، تحسن تصميم العوامة بشكل كبير. تم إنشاء عوامات من الحديد المطاوع أو الصلب مع حواجز داخلية تشكل مقصورات مانعة لتسرب الماء. أدى هذا إلى زيادة المتانة وسمح بحدوث تطورات جديدة، تم تطوير العوامة الكهربائية في الخمسينيات من القرن الماضي.

أحد الإنجازات التي حققتها العوامات الحديثة هو استخدام الطاقة الشمسية في العوامات الكبيرة حيث تم تصميم عوامة ضوئية تعمل بالطاقة الشمسية ومثلت تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا العوامات. بحيث يمكن تشغيل الضوء الكهربائي من بطارية يعاد شحنها بواسطة الألواح الشمسية. والتي تأتي في مجموعة متنوعة من الألوان، يتم تشغيلها بواسطة محرك ضوء شمسي قابل لإعادة الشحن.


شارك المقالة: