الحكماء:
ما يُعرف عن الحكماء الأوليين أنّهم الفلاسفة الذي كانوا يعيشون في العصور التي سبقت عصر (سقراط) و (أرسطو) و (مارك توين)، وهم ما كان يطلق عليهم اسم (الفيزيوقراطيين)، ويُعتبرون أول من مهّد إلى ظهور وبزوغ الفلسفة الإغريقية التي كانت ما قبل الميلاد في القرن السادس.
كان أول من اتجه نحو الحكمة هم الحكماء في دولة اليونان، الذين عملوا على تأسيس (المذهب الأيوني)، حيث أنّه أُنشأ موقعه على الشاطئ الذي يقع في الاتجاه الغربي من آسيا الصغرى، كما اتسم أصحاب ذلك الفكر بالعلم الطبيعي، إذ كانوا يُعدون بدرجة أعلى من درجات الفلاسفة، فقد كانت تسجل الأبحاث الذين يقومون بإجرائها ظواهر طبيعية.
وقد كانوا يأسسون هؤلاء الحكماء آفاقهم الفكري على أمرين رئيسيين وهما؛ الملحمة الشعرية: إذ كانوا يقومون عن طريقها بإرجاع المتعدد إلى الشيء الواحد، والشيء الثاني هو الطبيعة: حيث كانوا يعتمدون في كافة مواضيعهم على الأشياء الموجودة في الطبيعة.
مضمون مثل “جالس الحكماء”:
تناول المثل موضوع مجالسة أهل الحكمة والعلم والفقه الذين يختصون بكافة العلوم، مثل الفقهاء والطب وعلماء اللغة والدين وغيرهم ممن يتصفون بالحكمة، حيث قدم المثل نصيحة عظيمة ونفيسة لكل شخص في هذه الحياة وهي أنّ مجالسة تلك الفئات من الناس تعمل على النهوض بالثقافة الفكرية والشخصية للإنسان، وهذا ما قام (علي بن أبي طالب) أمير المؤمنين بالحث عليه في العديد من الحكم التي وردت عنه، ومنها (جالس الحكماء، يكمل عقلك، تشرف نفسك، وينتف عنك جهلك).
من الأفضال التي تعود على الفرد من مجالسة أهل الحكمة والعلم، هي أنّها تحرّر الشخص من الكثير من القيود والأفكار التي تسيطر عليه، كما أنّه يستنار عقله بما يقوم باكتسابه من الفقهاء من أفكار ومعلومات، حيث أنّ التخلص من الجهل في بعض الأمور الذي يكون لا يحمل في جعبته عنها المعلومات الكافية، وبذلك يصبح الإنسان يكتسب مكانة عظيمة وعالية بين الناس.
أشار المثل الإنجليزي إلى مدى الدلائل العظيمة التي تعود على الفرد من خلال مجالسة الحكماء، إذ أنّ الجلوس معهم والتأثر فيما يصدر عنهم، بالإضافة إلى الاستفادة بما ينهال منهم من معلومات قد تفيد الشخص في هذه الحياة.
وبالتالي من المؤكد أنّه سوف يصبح الفرد يمتلك حصيلة علمية كبيرة قادر أن يكون بها من أعلم الناس وأفقههم، ففي مجالسة الحكماء العديد من الفضائل التي تؤثر بشكل كبير في تنمية وتقوية الشخصية الإنسانية.