التأهيل المجتمعي المحلي لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تقوم جميع الدول بتقديم الخدمات التأهيلية لأبنائها المعوقين، باستخدام أساليب وطرق متنوعة وأغلبها الخدمات يتم تقديمها عن طريق المؤسسات التي تأسست لهذا الهدف.

الخدمات المؤسسية لذوي الحاجات الخاصة

قد بينت التجارب والخبرات بأن الخدمات المؤسسية غير كافية لتقديم هذه الخدمات لكل الأفراد المعوقين في المجتمع، إذ أنها تتمكن من خدمة عدد ضئيل ومحدود جداً، ولا تخدم الأفراد المعوقين في أماكن مجتمعاتهم المحلية وفي أماكن سكنهم.

وحسب ذلك، فقد بدأ الاتجاه وكذلك التوجه العالمي يميل إلى إعطاء الخدمات التأهيلية، وذلك عن طريق برامج تعتمد على مشاركة المجتمع المحلي في تأهيل الأفراد المعوقين، وأصبح التأهيل المؤسسي يختفي تدريجياً مع الاستمرار على تقديم الخدمات المؤسسية مثل مصادر ومراكز دعم فني.

مفهوم التأهيل المجتمعي المحلي لذوي الاحتياجات الخاصة

هي الطريقة العملية لتوفير الخدمات الفعالة، على سبيل المثال تعمل برامج التأهيل المجتمعي المحلي على أساس توفير الخدمات التأهيلية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك داخل المجتمعات والبيئات المحلية من خلال الاستفادة من كل المواد والموارد سوا كانت مادية أو بشرية متوفرة في المجتمع المحلي، وتوضح مشاركة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم بالإضافة الى مشاركة عائلاتهم ومشاركة مجتمعاتهم في عملية التأهيل.

وتوجد مدرستان واتجاهان لعملية التأهيل، الأولى تقول أن عملية التأهيل المجتمعي المحلي هي الطاقة التي يبذلها الفرد؛ بهدف جعل أفراد الأسرة وأبناء المجتمع يقومون بعمل مهمات تأهيلية للفرد ذوي الاحتياجات الخاصة في بيته وكذلك في مجتمعه، ويعتبر هذا الاتجاه هو البعد عن الخدمات المؤسسية بشكل كلي.

وأما الجانب الثاني للتأهيل، هو توسع وتوفر خدمات تأهيلية متخصصة لعدد كبير من الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وبشكل خاص في المجتمعات الريفية، من أجل تحويل الحالات التي تحتاج إلى خدمات متطورة مثل الخدمات المتوفرة في مراكز التطوير.

فلسفة وأهداف التأهيل المجتمعي المحلي لذوي الاحتياجات الخاصة

تعمل فكرة هذا الجانب على مبدأ أن اندماج الأفراد المعوقين داخل المجتمع له الأولوية، على تأسيس بيئات خاصة وكذلك خدمات خاصة للأفراد المعوقين، وإن من واجب المجتمع أن يتأقلم بناءاً على حاجات الأفراد المعوقين وأن تختفي الخدمات الخاصة بشكل تدريجي، وإن الهدف الأساسي لعملية التأهيل المجتمعي والتأهيل المحلي يعمل على دمج الأفراد المعوقين في المجتمع، من خلال الاستفادة من كل المواد البشرية والموارد المادية.

وكذلك أنه يقوم بإشراك الأفراد المعوقين وكذلك إشراك أسرهم ومجتمعاتهم في عملية التأهيل، وبذلك يهدف إلى عدم عزلهم، وأما فيما يخص أهم هدف لهذا الاتجاه، هو القيام بتعديل أو القيام بتغيير جوانب المجتمع تجاه الأفراد المعوقين ؛ونتيجة لذلك يؤدي هذا الهدف إلى أن يقوم المجتمع بإعطاء خدمات المساعدة في عملية تطوير الأفراد المعوقين.

المبادئ الأساسية للتأهيل المجتمعي المحلي لذوي الاحتياجات الخاصة

1- لا بد من تنفيذ برامج التأهيل المجتمعي بشرط أن متكاملة ومرتبة مع المشاريع والبرامج، سوا كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية للدولة ومشاريعها التنموية في جميع  الجوانب الصحية والتربوية وبالإضافة إلى الاقتصادية والزراعية والتدريبية والإنتاجية والصناعية وأيضاً التجارية والتشغيلية.

2- يفترض أن يبدأ برنامج التأهيل في مجموعة محددة من المناطق أو في منطقة واحدة وليس كبرنامج شامل للبلد بأكمله.

3- يفترض دراسة المحتوى الاجتماعي ودراسة المحتوى الثقافي، بالإضافة إلى المحتوى الاقتصادي الذي سيجرى فيه برنامج التطوير المجتمعي، لضمان تأهيل الأفراد المعوقين في مجتمع اجتماعي واقتصادي وثقافي.

4- يفترض أن يكون أي برنامج من برامج تأهيل مجتمعي بصورة تدريجية، وأن يبقى تحت المراجعة والمراقبة وأن نتعلم من العبر؛ وذلك بهدف تطويره وتحسينه وكذلك زيادة فعاليته.

5- يفضل أن يستفيد برنامج التأهيل من مصادر المجتمع المحلي على أفضل وجه.

برامج التأهيل المجتمعي المحلي وبرامج الإندماج المجتمعي لذوي الاحتياجات الخاصة

إن معظم برامج التطوير المجتمعي المحلي، التي عملت بها الحكومات المتنوعة وعملت بها القطاعات الخاصة قد تأثرت بجانب التأهيل الطبي، مثل برامج التشخيص والكشف المبكر للإعاقة وبرامج الوقاية والعناية الطبية، بالإضافة الى تركيب الأجهزة والتمارين العلاجية والأدوات التأهيلية المساندة.

ولقد كان للأهل وبشكل خاص الوالدين دوراً مهماً جداً في هذه العملية التأهيلية، إذ يتم تدريبهم على القيام بجزء من الأعمال التأهيلية تجاه أبنائهم المعوقين، ولكن الأمر غير مشابه بالنسبة للأفراد المعوقين البالغين الذين يحتاجون إلى التدريب المهني، وإلى العمل ويرجع الاهتمام هنا إلى قدرات وإمكانيات الفرد المعوق؛ وذلك للقيام بعمل مناسب ومنتج ومثمر.

وكذلك على البيئة التي لا تتمكن من إعطاء أو توفير فرص العمل والتدريب، فهنا يعتبر الفرد المعوق ليس هو الحالة أو المريض الذي يشترط ان تتوفر له العناية والعلاج والتأهيل طبي، بل الفرد الذي يعد محور عملية التطوير، فهو بحاجة إلى عملية الإرشاد وعملية التوجيه وعملية الدعم في إيجاد وفي تأمين عمل له، ولهذا ففي جانب التأهيل المهني وتوظيف الأفراد المعوقين يمكن أن نطلق على هذه العملية التأهيلية مصطلح أو اسم التأهيل المهني والمحلي والمجتمعي، أو اسم برامج الإندماج المجتمعي الذي يهتم بعملية التدريب والتشغيل المهني.

احتياجات ومتطلبات برامج التأهيل المهني المجتمعي المحلي لذوي الاحتياجات الخاصة

1- في مجال تنظيم الخدمات

يجب أن ترتب خدمات هذه البرامج عن طريق ما يأتي، إيجاد وإنشاء وحدة وظيفتها تخطيط وتنظيم برامج ونشاطات الاندماج الاجتماعي، بالإضافة إلى تواجد اختصاصيون وأخصائيو تأهيل وفنيون على درجة الإدارة والقطاعات المتنوعة؛ بهدف الإشراف على تلك البرامج بالإضافة إلى توفير مصادر دعم فنية تقوم بتقديم النصح وتقديم الإرشاد في جانب التدريب المهني.

والقيام بتشجيع الأفراد للقيام بالتطوع في هذه البرامج على مستوى المجتمع المحلي، والقيام بتوفير مصادر وتوفير موارد مادية وموارد مالية وعينية؛ بهدف دعم تلك البرامج، مثل حسابات الصناديق الدوارة، وذلك بهدف توفير قروض أو توفير منح، بالاضافة الى توفير مواصلات ملائمة للقيام بزيارات محددة إلى المجتمعات المحلية، والقيام بتوفير وترتيب دورات التدريب لرفع الكفاءة.

2- في جانب التدريب بهدف توفير المصادر المجتمعية والتي تعني الدعم الفني

أما فيما يرتبط بالجانب الضروري الآخر في هذه العملية، هي تواجد الموارد وتواجد المصادر المجتمعية لمنح الخدمات التأهيلية للأفراد المعوقين وتدريب أفراد داخل المجتمع في جوانب متنوعة من الإعاقة حتى يتمكنوا من استيعاب وفهم المعرفة الرئيسية، المهارات المطلوبة للعمل مع الأفراد المعوقين ومساعدتهم في إعطاء خدمات تأهيلية متنوعة لهم.

وأيضاً أن يتم دعم أي مؤسسة أو دعم أي برنامج على طلب المساهمة الفنية لتطوير الأفراد المعوقين من أخصائي التأهيل داخل مؤسسات الدعم ومؤسسات المساندة الخاصة بالأفراد المعوقين.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة.2- تيسير صبحي. الموهبة والإبداع. دار التنوير العلمي للنشر والتوزيع. الأردن. 3- تيسير كوافحة وعمر فواز. مقدمة في التربية الخاصة. دار المسيرة. 4- يوسف الزعمط. التأهيل المهني للمعوقين. دار الفكر.


شارك المقالة: