مبادىء الخدمة الاجتماعية الأسرية

اقرأ في هذا المقال


تشابك وتكامل الخدمة الاجتماعية

إنَّ مبادىء الخدمة الاجتماعية متشابكة ومتكاملة، يلتزم بها العاملون كوحدة واحدة، وإنْ كان الموقف يتحكم في التركيز على إحداها دون الآخر، مع عدم إهمال المبادىء الأُخرى.

إنَّ أهم مبادىء الخدمة الاجتماعية:

  • مبدأ التقبُّل (أن يتقبَّل الأخصائي الاجتماعي العميل كما هو).
  • مبدأ حقّ تقرير المصير.
  • مبدأ المساعدة الذاتية.
  • مبدأ سرّية المعلومات.
  • مبدأ الدراسة العلمية.
  • مبدأ الرجوع إلى الخبراء.

وتقتضي مهنة الخدمة الاجتماعية أن يتقبّل الأخصائيون الناس الذين يتعاملون معهم كما هُمّ، لا كما ينبغي أن يكونوا. وذلك من منطلق احترام كرامة الإنسان وإدراك حاجاته ورغباته، كما تقوم مهنة الخدمة الاجتماعية على قِيَمٍ مُعتَرف بها من أهمها: الاعتراف بقيمة الإنسان وتقدير طاقاته وإمكانياته واحترام ذاته. ولذلك تنظر الخدمة الاجتماعية إلى الإنسان نظرة تكاملية، وتعده عنصراً فاعلاً أساسيّاً في عملية التغيير، ولا بُدَّ من أن يشارك مُشاركة إيجابية تتفق مع قدراته واستعداداته.

ولا تُعطي مهنة الخدمة الاجتماعية للأخصائي الحقّ بالتصرف بالمعلومات التي يحصل عليها عند دراسته أحوال الناس، ولا أن ينشرها أو يُخبر بها الآخرين. ممّا يجعل المُتعاملين معه أكثر اطمئناناً وثقةً به.

جهود الأخصائي الاجتماعي في دراسة الحالة

تقوم جهود الأخصائي الاجتماعي في دراسة الحالة وتشخيصها والتخطيط لعلاجها على أُسُسٍ علمية تُوَضّح لهُ أبعاد الموقف وعوامل تكوينة ، وتُمَكِنه من ترتيب أولويات الحاجات والأهداف، وتقدير الأبعاد وحساب الاحتمالات وضمان النتائج.

وإنَّ الوقوف على حقيقة وتحليل حياة الإنسان أمر شديد التعقيد؛ لأنَّ حياة الإنسان ودوافعها مُتَشعبة ومتعدّدة، قدّ لا يَقوى الأخصائي الاجتماعي على إدراكه بمفرده، ويستعين عند ذلك بالخبراء المُختصين بجوانب معيّنة منها، ليتمكّن بالتالي من الإحاطة بها حتى يرسم معالم التشخيص ويضع خطة للعلاج، ممّا يستدعي الرجوع إلى خبراء في الاقتصاد والتعليم والطب والطب النفسي ورجال الدين والقانون، وسِواهم من المُتصلين بحياة الإنسان من مُختلف جوانبها.

المجال الأسري للخدمة الاجتماعية

أمّا في المجال الأسري خاصةً فإن الأخصائي الاجتماعي الذي يُعنى بالعمل مع القضايا الأسرية ينبغي عليه إدراك ما يأتي:

1- التركيز على فكرة المسؤولية الاجتماعية، فالعلاج لا ينبغي أن يكون علاجاً للمشكلة المنظورة فقط بل لا بُدَّ أن يتعرف أعضاء الأسرة أدوارهم الاجتماعية المتوقّعة والمطلوبة تِجاه بعضهم وتِجاه الآخرين والمجتمع.

2- ضرورة بلوغ الأسرة أقصى ما تمكّنها ظروفها من إشباع حاجات أفرادها؛ لتحقيق توازن أُسري تحكمه علاقات إيجابية بين أعضائها ولا تعاني فيه الأسرة من الجمود أو فقدان المسؤولية الاجتماعية داخلها.

3- إعطاء القدوة الحسنة لتحفيز صاحب المشكلة؛ لاختيار النموذج الحياتي يجب أن يُحتذى في العلاقات داخل الأسرة.

4- إشعار الأبناء بقيمتهم الاجتماعية داخل الأسرة من حيث أهمية دورهم ومكانتهم.

5- الدراية بالتشريعات المتعلقة بالأسرة كقوانين الأحوال الشخصية.

6- توخّي العمل بروح الفريق بالرُّجوع إلى المختصين ذوي العلاقة بشؤون الأسرة الصحية والقانونية والإدارية والتعليمية والتربوية، على أن يبقى دور الأخصائي الاجتماعي دوراً مُحرّكاً ومُنَسِقاً ومُتابِعاً للسَّير بالحالة نحو العلاج المطلوب.

دور الخدمة الاجتماعية في المجتمع

  1. تعزيز الرفاهية الاجتماعية:
    • تسعى الخدمة الاجتماعية إلى تحسين رفاهية الأفراد والمجتمعات من خلال تقديم الدعم الذي يلبي احتياجاتهم الاجتماعية والنفسية. يتم تحقيق ذلك من خلال تقييم الحالة الاجتماعية وتقديم الخدمات الملائمة.
  2. المساهمة في التنمية المجتمعية:
    • تلعب الخدمة الاجتماعية دورًا فعّالًا في تعزيز التنمية المجتمعية. يعمل الخبراء الاجتماعيون على فحص احتياجات المجتمع وتصميم برامج وخدمات تستند إلى التحليل الشامل للوضع.
  3. تعزيز العدالة الاجتماعية:
    • تعتبر العدالة الاجتماعية هدفًا رئيسيًا لمهنة الخدمة الاجتماعية. يعمل المختصون على تحديد ومعالجة الظلم والتمييز في المجتمع، وتعزيز الفرص المتساوية وتحقيق العدالة في توزيع الموارد والفرص.
  4. التحفيز للتغيير الإيجابي:
    • يلعب الأخصائيون الاجتماعيون دورًا فعّالًا في تحفيز الأفراد والمجتمعات لتحقيق التغيير الإيجابي. يتم ذلك من خلال توفير الدعم النفسي والاجتماعي وتعزيز مهارات التكيف والتحسين الذاتي.
  5. مواجهة التحديات الاجتماعية:
    • تواجه المجتمعات تحديات متنوعة مثل الفقر، والإدمان، والعنف. يعمل الخبراء الاجتماعيون على مساعدة الأفراد والأسر في التغلب على هذه التحديات من خلال توفير الخدمات الملائمة والدعم.
  6. تعزيز التواصل والعلاقات:
    • يعتبر التواصل الفعّال وبناء العلاقات أحد الجوانب المهمة للخدمة الاجتماعية. يعمل الأخصائيون الاجتماعيون على تعزيز التواصل الصحيح وبناء علاقات قوية لتعزيز فهم أفضل لاحتياجات الأفراد.

أهمية الخدمة الاجتماعية:

  • تحسين الجودة الحياتية: تساهم الخدمة الاجتماعية في تحسين جودة الحياة للأفراد والأسر من خلال توفير الدعم والإرشاد في مواجهة التحديات الحياتية.
  • التأثير الإيجابي على الصحة النفسية: يلعب الأخصائيون الاجتماعيون دورًا حاسمًا في تحسين الصحة النفسية وتقديم الدعم العاطفي للأفراد الذين يواجهون صعوبات.
  • تعزيز العلاقات الاجتماعية: تعمل الخدمة الاجتماعية على تحسين العلاقات الاجتماعية وتقوية الروابط الاجتماعية داخل المجتمع.
  • مساهمة في تحقيق التغيير الاجتماعي: تلعب الخدمة الاجتماعية دورًا مهمًا في تحفيز التغيير الاجتماعي ومحاربة الظلم والتمييز.

في الختام، تظهر الخدمة الاجتماعية كركيزة أساسية في بناء مجتمعات أقوى وأكثر تلاحمًا، حيث يسهم الأخصائيون الاجتماعيون في تحسين الحياة للأفراد والمجتمعات بشكل شامل.


شارك المقالة: