الخط النبطي: حلقة الوصل بين الحضارات
تمثل اللهجة النبطيّة الآرامية التي استخدمها الأنباط العرب والذين استقروا في مناطق بلاد الشام وسيناء وشمال بلاد العرب، حيث أن الأنباط هم قبائل عربية، نزحت من الجزيرة العربية وسكنوا في المناطق الآرامية في فلسطين وجنوب بلاد الشام والأردن.
ومن أشهر مدن الأنباط (البتراء) في الأردن والحجر (مدائن صالح) في السعودية وبصرى في بلاد الشام، كما سيطر الأنباط خلال القرن الرابع قبل الميلاد على الطرق التجارية التي تربط الجزيرة العربية حتى البحر الأبيض المتوسط وبين الشام ومصر.
كما تشهد مدن الأنباط على تقدمهم في فن العمارة وفي البتراء، حيث نحتوا قصورهم في الصخر، وبقيت دولة الانباط مزدهرة إلى أن هاجمها الرومان، غير أن حضارتهم بقيت وخاصة الخط الآرامي الذي كان واسع الانتشار، إلى جانب استخدامه في المعاملات التجارية.
ومن الخط الآرامي ولد الخط النبطي الذي نما بسرعة وابتعد عن الخط الآرامي وعن الخط النبطي، حيث ظهر ذلك بوضوح من خلال النقوش التي عُثر عليها في وادي حوران ومنها: نقش أم الجمال الأول والذي يؤرخ ما بين السنوات (250_270م) ونقش النمّارة المؤرخ 328م، ومنذ القرن الخامس الميلادي اضمحلّت الكتابة النبطية وقامت بدلاً عنها الكتابات العربية.
أقسام الخط النبطي
- خط نبطي قديم.
- خط نبطي متأخر: إذ يعتبر الخط النبطي المتأخر هو الأقرب للخط العربي، كما أن الحروف النبطية قريبة إلى حد ما للحروف العربية.
خصائص الخط النبطي
- أداة التعريف في الخط النبطي هي الألف الممدودة بنهاية الاسم.
- الضمائر المنفصلة والمتصلة واستعمال الضمير المنفصل للمؤنث (هي ) وللمذكر(هو)، والهاء للغائب و(نا) لجمع المتكلمين.
- أوزان الأفعال النبطية تشبه أوزان الأفعال العربية.
- استعمل الأنباط كلمة (آل) و(بنو) بالنسبة للقبيلة.
- عدد الحروف بالخط النبطي إثنان وعشرون حرف.
- إن الكتابة في النبطية تبدأ من اليمين إلى اليسار مثل الأقلام السامية.
- خلو الخط النبطي من التنقيط.
- إسقاط حرف الألف من بعض الأسماء مثل (حرث) بدلاً من (حارث).
وقد ترك لنا الأنباط العديد من النقوش والنصوص في بادية الشام وشمال الجزيرة العربية، حيث اهتم عدد من العلماء بتلك النقوش ودرسوه.
أهم النقوش النبطية التي اهتم بها العلماء
نقش وادي المكتب الذي اُكتشف في شبه جزيرة طور سيناء، إذ يتكون من سطرين، كما أنه يحتوي على بعض الكلمات القريبة للغة العربية.
- نقش طور سيناء: ويتكون هذا النقش من ثلاثة أسطر.
- نقش مدائن صالح: عُثر على هذه النقوش مثل مدائن صالح شمال الجزيرة العربية، حيث يتكون هذا النقش من تسعة سطور.
- نقش أم الجمال: عُثر على هذا النقش في جنوب حوران بالأردن، وهو يعود لقبر فهر بن سالي ملك تتوخ، ويتكون النص من ثلاثة سطور
- نقش النمارة: وهو شاهد لقبر إمرؤ القيس وهي إحدى المماليك الأربعة.
وهناك أيضاً العديد من النقوش مثل نقش زيد، نقش أسيس، نقش حرّان، حيث أنه ومن خلال هذه النقوش والآراء نرى أن الخط توفيق من الله، حيث أخذته العرب عن مدينة الحيرة والتي أخذته عن الأنبار، حيث أخذته عن اليمن.
ويرى الجميع أن الخط العربي قريب نوعاً ما من الخط النبطي، لكن العرب طوروه حتى أصبح بالهيئة التي نراه عليها، خاصةً في صدر الإسلام، حيث كانت كل مدينة تسمي الخط باسمها مثل الخط المكي والخط المدني.
