القيود في منظمات العمل وأثرها على سلوك الموظفين والعلاقات الإنسانية

اقرأ في هذا المقال


ما هي القيود في منظمات الأعمال؟

يقصد بالقيود أو الحدود بأنها القواعد المفروضة على سلوك الموظفين خاصة في المنظمات الضخمة؛ بحيث لا يتمكن هؤلاء الموظفون أن يتصرفوا بالطريقة التي يرغبون بها هم، ولكن بناءً على قواعد وسياسات وخطط موضوعة مقدمًا ولا يملكون أن يخضعوا أنفسهم لها ولا يقومون بأي تصرف إلا في حدودها، حتى علاقات الموظفين تكون خاضعة لهذه القيود والحدود.

فلم يُعد الموظف في المنظمات الضخمة ممنوح الحرية التي كان يملكها الحرفي صاحب الحانوت الصغير في الماضي، فمثلاً كان الموظف في حدود النظام الحرفي يمتلك حرية تصرف كبيرة في حانوته، فكان يستطيع من أن يقرر ماذا سوف ينتج وما هي كمية الإنتاج، وكان يستطيع أن يُقرر متى يعمل وما هي المواعيد الملائمة لهذا العمل، وكان هذا الموظف يُقرر نوعية ومستوى الإنتاج الذي يخرج من بين يديه، وكان لدى هذا الموظف الحرية في الاستئجار.

دوافع القيود والحدود المفروضة على سلوك وتصرفات الموظفين في المنظمات الضخمة:

إن القيود والحدود التي تفرض على تصرفات وأعمال وسلوك الموظفين في العمل متعددة، وهدفها تنظيم العمل وتعرف كل واحد من الموظفين إطار الدور الذي يقوم به في العمل والتنسيق بين الأدوار التي يقوم بها الموظفين الآخرين، وتهدف أيضًا القيود والحدود المفروضة على تصرفات الموظفين إلى حماية الموظفين ذاتهم من التعسف واستغلال السلطة واستخدامها بشكل سيء.

كما هو الوضع عندما تحرم الدولة تشغيل عمال تحت سن محدد، أو عندما تدخل الدولة لتقوم بحماية العمال من الفصل التعسفي، أو عندما تقرر الدولة الحدود الأدنى لأجور الموظفين، أو عندما تقوم الدولة بفرض تفتيش على السلع التي تقوم المنظمات بإنتاجها؛ لكي تتأكد من الجودة ومطابقتها للمواصفات القياسية العلمية وعدم إضرارها بمصلحة المستهلكين لها.

وقد تكون بعض القيود التي تفرض على تصرفات الموظفين في المنظمات تهدف لحماية أصول وأموال المنظمة التي يعملون فيها من التبديد أو إساءة الاستغلال، ويمكن القول أن القصد من القيود والحدود المفروضة على سلوك وتصرفات الموظفين في المنظمات هو تحقيق مصلحة جميع الأطراف، مصلحة الدولة ومصلحة الموظفين ومصلحة المنظمة ومصلحة الجمهور المتعامل مع المنظمة.

إلا أن الغلو في القيود والحدود التي تفرض على تصرفات الموظفين وأفعالهم وعلى نشاط المنظمات في العادة ما تكون له آثار غير جيدة، مثل: رفع مستوى الجهد المبذول، تعطيل العمل، قتل روح الابتكار بين صفوف الموظفين، كما أن القيود والحدود الكثيرة التي تفرض على تصرفات الموظفين، وأنشطتهم في العمل يجعلهم لا يشعرون بقيمة لذاتهم ولا يشجعهم على استغلال الطاقات والخبرات والمواهب التي منحها إياهم الخالق سبحانه وتعالى إلى أبعد حدود ممكنة؛ ممّا ينعكس هذا بشكل سلبي على إنتاجية الموظفين والعلاقات الإنسانية داخل المنظمات التي يعملون فيها.

المصدر: السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات التعليمية، أ.د  فاروق فيله، د.محمد عبد المجيد، عمان، 2005محمد عبد العليم صابر، نظم المعلومات الإدارية، مصر ، 2007محسن أحمد الخضري، إدارة التغيير ، 2003طيطي، خضر مصباح، إدارة التغيير التحديات والاستراتيجيات للمدراء المعاصرين، الأردن، 2010 اتجاهات حديثة في إدارة التغيير، الدكتور سيد سالم عرفة، 2012


شارك المقالة: