دور الزراعة المائية في توفير الغذاء

الكثير من الدول بدأت باتباع الزراعة المائية والاستغناء عن الطرق التقليدية لما لها من فوائد كثيرة منها المساعدة في تحسين الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم. حيث توفر الزراعة المائية إنتاجية أعلى واستهلاكًا أقل للمياه عند مقارنتها بالتربة، وهذا يجعلها الحل الأمثل لتحسين الأمن الغذائي.

الإنتاجية العالية للزراعة المائية

عندما تزرع النباتات في التربة، فهي تستهلك الكثير من الطاقة في نمو الجذور للوصول إلى للكثير من مصادر المياه والمغذيات. ولكن لا تستخدم النباتات المزروعة باستخدام أنظمة الزراعة المائية طاقتها في تنمية الجذور وأن المياه والمغذيات موجودة بالفعل. حيث تستهلك الطاقة الموفرة بدلاً من ذلك لإنتاج محاصيل أكثر لذة وعلاوة على ذلك، تشهد النباتات المائية منحنى نمو أعلى ونباتات أكثر كثافة مقارنة بالتربة.

معظم أنظمة الزراعة المائية داخلية مما يجعل عملية النمو في الأماكن المغلقة أقل عرضة للإصابة بالآفات، والذي لا يزال هناك احتمالية حدوثه، لكن فرصة الإصابة قليلة جداً. ومن الميزات الأخرى للنمو الداخلي هي أنه يمكن للمزارعين التحكم والتعديل على معظم عوامل النمو إلى الحد الأمثل. حتى يمكن للمزارعين ضبط مصادر الإضاءة على طيف الضوء الأمثل المطلوب في كل مرحلة من مراحل نمو النبات كل حسب حاجته. ولا يتوقف فقط التحكم في مصادر الإضاءة، وإنما يمكن أيضًا تنظيم عوامل أخرى مثل نسبة ثاني أكسيد الكربون ودرجة الحرارة. ومن خلال تحسين عوامل النمو السابقة، يمكن أن تكون النباتات في أقصى معدل نمو لها طوال الوقت تقريبا.

يمكن مضاعفة المزايا التي يتم الحصول عليها من الزراعة المائية من خلال دمج الزراعة المائية والزراعة العمودية معًا. باستخدام الزراعة العمودية يمكن للمزارعين الاستمتاع بعائد مضاعف باستخدام نفس المساحة المزروعة. تزيد الزراعة العمودية من متوسط ​​العائد لكل متر مربع، وهي طريقة أكثر كفاءة من الزراعة المائية العادية. يمكن أن تكون طريقة رائعة قابلة للتطبيق لمزارعي المنازل الذين لديهم مساحة محدودة للنمو. علاوة على ذلك فإن رؤية أشياء مثل مزرعة تجارية ضخمة في وسط مدينة يمكن أن يكون شيئًا طبيعيًا في المستقبل.

ستجعل أنظمة الزراعة المائية المحاصيل موجودة على مدار السنة من خلال النمو في بيئة خاضعة للرقابة يمكن للمزارعين إنتاج المحاصيل بغض النظر عن موسم السنة. نتيجة لذلك لن يكون هناك مزيد من تقلبات الأسعار في أسعار المحاصيل.

الزراعة المائية والدول النامية

يمكن أن يؤدي استخدام الزراعة المائية في الدول النامية مثل إفريقيا إلى تعزيز وضعها الاقتصادي بشكل كبير وتحسين أمنها الغذائي. انتشرت المجاعة في إفريقيا إلى أكثر من 70٪ من سكانها. لهذا فإن كثير من المنظمات منها الأمم المتحدة قد استثمرت بشكل كبير جهودها في محاولة لتحسين الأمن الغذائي لإفريقيا، لكن هذه الجهود لم تعطي النتائج المرجوة.

تم إنشاء المنظمات المحلية لمحاولة المساعدة في قضية الأمن الغذائي. Hydroponics Africa هي منظمة بدأت في عام 2013 بهدف مساعدة المزارعين الأفارقة على إنتاج محاصيل عالية الإنتاجية يمكن استخدامها لإطعام حيواناتهم. وقد ساعدهم هذا المحصول على تقليل تكاليف طعام حيواناتهم بشكل كبير. حتى الآن، قامت بتركيب 3700 نظامًا للزراعة المائية ودربت أكثر من 5000 مزارع على كيفية استخدام أنظمتهم.

من خلال استخدام الزراعة المائية البسيطة وعدم وجود تصاميم معقدة وسهلة التنفيذ، يمكن أن يكون من الأسهل اعتمادها من قبل المزارعين العاديين في الدول النامية. حيث أن هذه الأنظمة ليست فعالة مثل أنظمة الزراعة المائية المتقدمة، لكنها لا تزال تنتج غلات عالية مع استهلاك أقل للمياه. ويبدو أن العامل الحاسم في انتشار هذه التصميمات البسيطة هو المواد المستخدمة  فيجب أن تكون المواد المستخدمة مواد بسيطة يمكن العثور عليها محليًا في معظم المدن.

وإن لم تكن متوفرة محلياً يمكن إعادة تدوير منتجات النفايات. باستخدام النفايات البلاستيكية مثل الأنابيب البلاستيكية وزجاجات المياه، يمكنك حماية البيئة، وفي الوقت نفسه، بناء نظام للزراعة المائية يتسم بالكفاءة من حيث التكلفة ويمكن أن يحسن الأمن الغذائي لأسرة المزارع.

كيف ستحل الأتمتة قلة الغذاء في العالم؟

إن الأتمتة ستحدث ثورة في طريقة عمل الأشياء. ستعمل الأتمتة على تقليل كمية العمالة اللازمة لإكمال دورة حياة المحصول؛ وسيؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في تكاليف التشغيل ومنه سيؤدي إلى زيادة كبيرة في هامش الربح لمنشآت الزراعة المائية. ومع تطور الطاقة الشمسية، ستنخفض أيضاً فواتير الكهرباء بشكل كبير وبسبب ذلك سيقلل بشكل كبير من النفقات التشغيلية الشهرية.

ويعتقد أنه مع الانتشار الهائل للزراعة المائية سيتم تخفيض أسعار معدات الزراعة المائية بسبب الإنتاج الضخم. بالتالي سيتم بيع أنظمة الزراعة المائية بتكاليف بسيطة مما سيشجع الكثير من أصحاب المشاريع الصغير على دخول السوق. ومنه فإن عدد المزارع المائية الجديدة التي يتم إنشاؤها كل عام سوف يرتفع بشكل كبير. ومن خلال زيادة مزارع الزراعة المائية، سيتحسن إنتاج الغذاء العالمي بشكل كبير.