محمد العتوم

الآدابحكم وأقوال

لا تراهن على الصعبة.. ولا تنشد القريض

أبو مُلَيْكة جَرول بن أوس بن مالك العبسيّ؛ المشهور بـ” الحطيئة”. شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وأسلم في زمن أبي بكر الصّدّيق. وُلِد لدى بني عَبس من أَمَةٍ اسمها( الضَّرّاء) دعِيًاً لا يُعرفُ له نَسَب، فَشبَّ محروماً مظلوماً لا يَجِد مَدَداً من أهلهِ ولا سَنداً من قومه، فَاضطَرَّ إلى قَرضِ الشِّعر يَجلِبُ به القُوت، ويَدفع به العُدوان، ويَنقُمُ به لنفسه من بيئةٍ ظَلَمتهُ، ولعلَّ هذا هو السَّبب في أنّه اشتَدَّ في هجاء الناس، ولم يَكُن يَسلَم أحدٌ من لسانه؛ فقد هجا أمَّهُ وأبَاه، حتى إنّه هجا نفسه.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

لا مَاءَكِ أبقَيتِ، وَلا حِرَّكِ أَنقَيتِ

الضَّبّ بن أروى الكُلَاعيّ، وهو من قبيلة كُلاعة العربية التي كانت تسكن بادية الشّام؛ ولَمْ يَصِل عن هذا الرجل في تَراجم أمثال العرب شيئاً من حياته أو وقت وفاتهِ، غير إسمه ومَثَلهُ الذي قالهُ، فصارَ دارجاً على لسان الناس.

الآدابحكم وأقوال

لا غالب إلا الله

صاحب المقولة محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن خَميس بن نَصر بن قيس الخزرجي؛ مُؤسس دولة بني نَصر، وأول ملوك مملكة غرناطة ما بين عامي( 1238م و 1273م). ويُرجع المُؤرّخون نَسبهُ للصحابي” سعد بن عبادة” سيّد الخَزرج، وأحد أكابر الصحابة. يُكنَّى أبا عبدالله، ويُلقَّب ب( الغالب بالله)؛ ويُعرفُ أيضاً” بمحمد الأول” و ب” […]

الآدابحكم إسلاميةحكم وأقوال

ولا تكونوا كالتي نَقضتْ غَزلها

امرأة من مكة، تُسمَّى رَيطَة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تمِيم بن مُرَّة التَّميميّة؛ من بني تميم من قُريش. وسُمّيت جُعرَانَه لحماقتها، وكانت بها وَسْوَسَة، كانت وحيدة أبيها ووَرِثت عنه مال لا حَصرَ له ، مَرَّ الزَّمن ولمْ تتَزوَّج، وماتت والدتها وتركتها وحيدة.

الآدابحكم وأقوال

قارئ الحرف هو المُتعلّم، وقارئ الكُتب هو المُثقَّف

لمْ يُخطِئ الأديب الكبير“ نجيب محفوظ”، حين قال يوماً:" قارئ الحَرف هو المُتعلِّم، وقارئ الكُتب هو المٌثقَّف". فالكِتاب هو صديق لا يُفارِق صَاحبه رغمَ كلّ ما قد يحدث، وقد صَدقَ الشّاعر العربيّ؛ المُتنبّي، حينما قال في الأُوَل: أعزُّ مكانٍ في الدُّنا سرجُ سابح*** وخير جليسٍ في الزمان كِتاب.

الآدابحكم وأقوال

يا سارية الجبل

حَادِثةٌ تاريخية ضِمنَ التُّراث الإسلامي؛ وتَتحدّث عن القُدرة على التَّخاطُر. وقد حدثت هذه الحادثة للصَّحابي" سارية بن زنيم الدُّؤلي الكِنَانيّ"؛ في بلاد فارس، عند فتح مدينة نهاوند؛ في خلافة أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب. وهذه الحادثة، تُشكِّل مثالاً تاريخياً على القُدرة على التَّخاطُر. وهي مشهورة في كُتب التّاريخ الإسلامي، باسم "يا ساريةُ الجبل".

الآدابحكم وأقوال

يا قدس يا محراب يا مسجد

شخصيَّة فريدة تَجمع بين العلم والأدب؛ فهو مُرَبٍّ ومعلمٌ ومفكر وشاعر أصيل، أحدُ عمالقة الفِكر والأدب، وهو أديب ومُفكّر أردني؛ ويُعدُّ من الشعراء البارزين في الأردن، إذ يُعدُّ بِحقٍّ أحد أبرز الشعراء وأحد أعلام الشعر الإسلامي المعاصر

الآدابحكم وأقوال

كفى بالموت واعظاً يا عمر

تَخِرُّ له الأبدان وتَتقَعقَعُ القلوب، تخشاه الجبابرة؛ وتخافهُ المخلوقات، يقرع الباب دون استئذان، ليعلن عن القدر الإلهي المحتوم الذي قدَّره الله للإنسان على هذه الأرض، باختلاف أسبابه ومسبباته وباختلاف السنين والأعمار، فاصل زمني قصير بين الميلاد والموت مهما امتدَّ عمر الانسان؛ ومهما امتلك من المال والأولاد والجاه والسلطان، في لحظة يصبح الانسان الحي المفعم بالآمال والطموحات كورقة تذروها الرياح الى عالم المجهول، وكأنه لم يكن، ولايبقى إلا ذكره ومناقبه، عندها يأتي قوله تعالى:(كُلُّ شيءٍ هالكٌ إلّا وجهَهُ).

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ

عِندما يَقرأ النَّاس لأبي تَمَّام القَصيدة العَصمَاء الشَّهيرَة «السَّيفُ أصدَقُ إنْبَاءً مِن الكُتُبِ»؛ يَحمِلونَها مَحمَلاً يَتَعلَّق بِتَفوّقِ السيف على المعرفة، ولكنَّها في الحقيقة، أنَّ «أبا تمام» لم يَنتصر للسَّيفِ على حساب العلوم، وإنَّمَا انتَصرَ بِشِعرهِ وفِكرهِ ومَوقِفهُ مع الحَقِّ، على تَخَرُّصَاتِ وأباطِيلِ المُنَجِّمين، حيثُ كانت لهم كُتُب خُرافَات سَمّاها بقَصيدتهِ «سُودُ الصَّحائِفِ» يُوهِمُون بها الجُهَلاء وضِعَاف النُّفُوس.

الآدابحكم وأقوال

لا يحل أن يستناب مثلك

هو ابن الخليفة العباسيّ الشّهير هارون الرشيد، وأمّهُ جارية فارسية توفيت بعد ولادتهِ بأيّام بسبب مرضها بِحُمّى النِّفاس. وقد وُلِد المأمون في ليلة من ليالي شهر ربيع الأول، سُمّيت هذه الليلة بليلةِ الخُلفاء؛ ففيها توفّي عمّ المأمون موسى الهادي، وكان خليفة؛ وفيها تولّى والدهُ الخِلافة، وفيها وُلدَ المأمون الخليفة اللّاحق.

الآدابحكم وأقوال

الآن انظم الشعر يا أبا نواس

كان خلف الأحمر يحفظ الكثير من الشَّواهد النَّحويّة، حيث قالوا عنه أنّهُ كان يحفظ أربَعينَ ألف شاهد من الشواهد النَّحويّة، سِوى ما كان يَحفظ من القصائد وأبيات الغريب. وخَلف الأحمر هو أوّل من دَوّنَ عن الكِسائي ونقل آراءهُ؛ وتَتلمذَ على يديهِ عدد من الطّلاب منهم أبو نوّاس.

الآدابحكم وأقوال

ما رأيت مثل هذا الشيخ قط!

ويُذكَر أنَّ أبا جعفر المنصور هو المُؤسِّس الحقيقيّ للدَّولة العبّاسية؛ فهو الذي أرسى السياسة في الدَّولة، وسَنَّ السُّنَن فيها، وهو الذي جعل لبني العبّاس سَنداً في وراثة الحُكم، إضافة إلى أنّه سَنَّ السياسة الدينيّة للدَّولة العبّاسية، وجعلها أساس الحُكم، وبفضل مُعاشرته للناس، وتعرُّضه للتجارُب، والمِحَن، فقد استطاع المنصور النهوض بالدَّولة العبّاسية، حيث أصبحت مركزاً للحضارة الإسلاميّة؛ بفضل جُهوده، وحُسن تدبيره.

الآدابحكم وأقوال

الحمد لله الذي أبدلني الدرهم دينارا

هند بنت المُهلَّب بن أبي صُفرَة، والدها كان قائداً مغواراً معروف بشهامته وشجاعته. وهِند عُرِف عنها جمالها وذكاؤها، إذ يقال أنّها أدهى النساء في زمانها، واشتُهِرت هند أيضاً بالفِطنة ورَجاحة العقل واللّسان الفصيح، والرَّدِّ السريع البليغ، والحِكمة.

الآدابحكم وأقوال

إنما يكرم الكريم الكريم

الحُرَقة هند بنت النعمان ابن المنذر اللَّخمِي، ملك الحيرة. وهي امرأة عربيّة شريفة شاعرة، شريفة النَّسَب، وشاعرة فصيحة، ذات جمال باهر. وُلِدَت ونشأت في بَيت المُلْك والحُكْم بالحِيرة( مدينة تاريخية قديمة تقع في جنوب وسط العراق). والدها المَلِك النُّعمان بن المُنذِر، وكان نصرانيّاً، تسلَّمَ مقاليدَ الحُكم بعد أبيه، وهو مِن أشهر مُلوك المَناذرة قبل الإسلام.وقد فرق بينها وبين بنت أخرى للنعمان عرفت بهند( الصغرى).

الآدابحكم وأقوال

استندوا إلي؛ فإني لكم فند

الفند الزّمّاني هو شَهل بن شيبان بن ربيعة من بني زمان بن مالك من بكر بن وائل. لُقِّب بالفِنْد، وهو القطعة الكبيرة من الجبل، لأنّه قال لأصحابه في حرب البسوس:" استندوا إليّ فإنّي لكم فِنْد"، وهو أحد فرسان ربيعة المَعدودين ومن شعرائها في الجاهلية. أبلَى في حرب البسوس بلاءً حسناُ وكان عمره قرابة المائة وكان يُعَدٌّ بألف رجل.

الآدابحكم وأقوال

لم أر كاليوم قط... ولا يوم دارة جلجل

يقول الفرزدق: أصابنا بالبصرة مطرٌ جودٌ ليلاً، فلما أصبحت ركبت بغلةً لي حتى انتهيت إلى المَربد، وإذا آثار دوابٍ قد خَرجنَ، فظننت أنهم قد خرجوا يَتنزَّهون، وخَليقٌ أنْ يكون معهم طعامٌ وشرابٌ، فاتَّبعت آثارهم حتى أتيت إلى بِغالٍ عليها رِحالٌ جَنب الغدير؛ فأسرعتُ السَّير، فإذا في الغدير نِسوةٌ مُستَنقِعات، فقلت: لم أرَ كاليوم قَطْ.. ولا يوم دارة جُلجُل. قال: ثمَّ انصرفت فنَادَينَنِي: يا صاحب البَغلة إرجع نَسألُك. فأقبلتُ إليهنّ، فَقَعدنَ في الماء إلى حُلوقِهنّ، وقُلنَ: بالله إلّا ما حدَّثتَنا بيوم دَارةِ جُلجُل

الآدابحكم وأقوال

يسقط الرجال ويقومون، كأوراق الخريف، لكن تبقى أسماؤهم لا تموت أبداً

كان مملوكاً يُباعُ في أسواقِ بغداد والشّام، ثُمَّ انتهى به الأمر أنْ أصبح أحد أهمّ سلاطين الدّولة الإسلامية. فكان يَتَّصِف بالشجاعة والإقدَام والدَّهاء والقوّة والكرم، وحبِّ الخير والإحسان إلى الفقراء، وإكرام العلماء وسماع نصائحهم والسُّكوت على مُخَاشَنتهِم له في النصح – كما كان يفعل معه، العِزّ بن عبدالسلام، والإمام النَّوَوي. ووُصِف بأنّه كان يَتنقّل في مَمالِكهِ، فلا يكاد يَشعر به عَسكره، إلّا وهو بينهم. وقيل عنه أنّه ما كان يتوقّف عن شيء لبلوغ غايته، وكان نجاحه يعتمد على تَنظيمهِ وسُرعته، وشجاعتهِ اللّامُتَناهية.

الآدابحكم وأقوال

يا ليت أم عمر لم تلد عمر

إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ مِنْ خَلْقِهِ الْأَصْفِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ الْأَبْرِيَاءَ، الشَّعِثَةَ رُؤوسُهُمُ، الْمُغْبَرَّةَ وُجُوهُهُمُ، الْخَمِصَةَ بُطُونُهُمْ إِلَّا مِنْ كَسْبِ الْحَلَالِ، الَّذِينَ إِذَا اسْتَأْذَنُوا عَلَى الْأُمَرَاءِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ، وَإِنْ خَطَبُوا الْمُتَنَعِّمَاتِ لَمْ يُنْكَحُوا، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا، وَإِنْ طَلَعُوا لَمْ يُفْرَحْ بِطَلْعَتِهِمْ، وَإِنْ مَرِضُوا لَمْ يُعَادُوا، وَإِنْ مَاتُوا لَمْ يُشْهَدُوا، قَالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ لَنَا بِرَجُلٍ مِنْهُمْ؟ قَالَ: ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيّ.

الآدابحكم وأقوال

لو خضت بنا البحر لخضناه معك

لمَّا أسلَم سعد، وقف على قومه، فقال:« يا بني عبد الأشهَل، كيف تعلمون أمري فيكم؟»، قالوا:« سَيّدنا فضلاً، وأيمَننَا نَقِيبةً»، قال:« فإنَّ كَلامَكم عليَّ حرام، رِجالكم ونساؤكم، حتى تؤمنوا بالله ورسوله»، فما بقي في دُور بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا.

الآدابحكم وأقوال

قل للمليحة في الخمار الأسود

كان مسكين شاعراً مجيداً؛ وسيّداً شريفَ الأصلِ والنَّسب؛ وكان مشهوراً بظَرافَتهِ وغَزلهِ، وإلى جانب ذلك كان حريصاً على المال، سريع الجواب والبَديهة بين أقرانه. وكان مِسكين صاحب مكانة لدى الخلفاء، وكان ممن يؤخذ برأيه. وفتح عليه الخُلفاء أبواب الأعطِيَة والعَيش الرَّغيد ، وانعكف في أواخر حياته إلى العبادة والصلاة والزُّهد، وغَلَب عليه لقب مِسكين؛ لأنّه احتَاجَ وسألَ أهلَهُ وعشيرته، فأعطُوه وسمّوهُ مِسكيناً؛