لعلّ أهمّ ما يميّز الإنسان عن غيره من الكائنات الحيّة هو شعوره الدائم بالحرية الفكرية والاستقلالية، ولكن لا يستطيع بعض الأفراد أن يحصل على هذه الاستقلالية لتشكّل لديه اضطراب نفسي فكري تجعل منه شخص يبحث عن النجاح ولكن لا يستطيع إيجاده، وبالتالي فإنّ الكثير من المشكلات النفسية التي يعمل علم الإرشاد النفسي على معالجتها تتعلّق بقدرة المسترشد في الحصول على الاستقلالية الفكرية، ولهذا يتمّ معالجة المشكلة من خلال الإرشاد النفسي.
كيفية تطبيق أسلوب تحقيق الاستقلالية من خلال العملية الإرشادية
1. إثبات الاستقلالية الفكرية والسلوكية للمسترشد
ما دام المسترشد مقتنعاً بأنه لا يملك القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة وحتّى العادية فلن يتمكن من تحقيق الاستقلالية الشخصية، وهنا يكمن دور المرشد النفسي من استخدام أسلوب إثبات الشخصية والقدرة على تقدير الذات والاعتماد على قدراتها دون الحاجة في اللجوء إلى أي شخص، وأن يكون لدى المسترشد القدرة على إدراك القدرات الفردية التي يمتلكها الجميع، وأنّ الجرأة هي ما يحتاجه الفرد ليصبح مستقلاً في ذاته.
2. تقدير الذات والابتعاد عن التبعية
لا يستطيع العديد من الأشخاص الذين يعانون مشاكل نفسية من التخلّص من مشكلة سوء تقدير الذات، فهم يعتقدون بأنهم غير قادرين على التفكير المطلق أو إيجاد الحلول الحقيقية لأي مشكلة كانت، وأنّ السبب في ذلك هو فشل قديم لا يزال يتابعهم وعمل على تحطيم شخصيتهم بصورة كاملة، لذلك يعمل المرشد النفسي على محاولة بناء الذات لدى المسترشد وإقناعه بالابتعاد عن التبعية الفكرية قدر المستطاع، وأنّ المسترشد ذو شخصية مستقلة لا تختلف كثيراً عن أولئك الذين نجحوا وأصبحوا أكثر شهرة.
3. التفكير دون قيود أو خوف من الماضي
لعلّ الخوف من الفشل هو السمة العامة التي تسيطر على شخصية الذين يعانون من اختلالات نفسية، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من التحفّظات الفكرية والتقليل من فرص الأحلام المشروعة وطرق التفكير المسموح بها، لذلك يعمل المرشد النفسي من خلال أسلوب الاستقلال الشخصي على زيادة الدافعية الفكرية لدى المسترشد، وزيادة فرص التفكير خارج الصندوق والابتعاد عن الدعم الكاذب الذي كان يحصل عليه من قبل الآخرين، وفي هذه الحالة يمكن للمسترشد أن يتخلّص من المشكلة النفسية بصورة سريعة.