أضرار الفراغ العاطفي على الصحة النفسية

اقرأ في هذا المقال


من آثار الفراغ الوجداني على الحالة النفسية، وضع الشخص في دائرة من الأحاسيس السلبية التي ليس لها حدود، والشعور بالعزلة والحزن التي قد ترافق الشخص من فترة الطفولة، نتيجة فقدان الدعم الأسري لشخصية الطفل والاهتمام بتلبية الاحتياجات المادية له فقط.

ما هي أنواع الفراغ العاطفي

1- الحاجة إلى التعاطف، ينجم هذا النوع من شعور الشخص بأنه لا يوجد من ينصت له بانتباه، وليس هناك من يحاول أن يتفهم مشاعره.

2- الافتقاد إلى التواصل، يشعر الشخص بالحرمان من التواصل عندما يحتاج الفرد إلى وجود شخص يدعمه ويمنحه المودة التي تُشعره بأنه سعيد وأن يوجد من يهتم لشأنه.

3- الحاجة إلى الحماية، ينجم هذا النمط من إحساس الشخص بعدم وجود من يوجهه ويحميه.

أسباب الفراغ العاطفي

1- إن من أشهر الأسباب التي يعاني منها الشخص هي فقدان عاطفة الأهل، فإن الرعاية من الأسرة، عادةً ما تظهر على توفير احتياجات الحياة الرئيسية، ويغيب عنهم إظهار مشاعر الحنان والحب لأبنائهم التي تُشبعهم عاطفيًا.

2- تُعَد علاقة الفرد بصديقه الصدوق من العلاقات الإنسانية المهمة التي تؤثر على وجدان الشخص وحياته، فإذا ما وجد نفسه بلا أصدقاء تظهر لديه هذه المشكلة.

3- عندما تغيب ثقة الشخص بنفسه ويفتقر إلى الإحساس بالفخر بالنفس، يبدأ في البحث عن مصادر أخرى حتى يستمد منها الثقة بالذات، أهمها العلاقات المقربة منه في محيط العائلة والأصدقاء، فإذا عجز عن الحصول على شخص ما يمنحه بمشاعر تعزز لديه الإحساس بالثقة بالذات، فإنه بالتأكيد سوف يعيش داخل دوامة هذه المشكلة.

4- يتسبب الإفراط في تتبع الأحداث المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في جعل الفرد يشعر بالعزلة عن العالم، وينحاز إلى الاكتفاء بالذات من خلال التعبير عن رأيه من خلال حساباته على مواقع التواصل، بالتالي فإنه يتهرب من عيش الواقع، ويسعى إلى الاكتفاء بعالم افتراضي معلن عن حب وعلاقات صداقة وهمية.

أضرار الفراغ العاطفي على الصحة النفسية

يشعر المصابين في هذه المشكلة بالعزلة والكآبة من غير أن يكون على وعي بأن السبب الكامن لهذا الإحساس، وعادةً ما يتفاقم الإحساس بالوحدة من فترة الطفولة إلى فترة البلوغ والشباب، فإنهم محرومين من وجود أشخاص داعمين ومقدرين لطبيعة شخصياتهم، مما يتسبب إلى إحساسهم بالعجز عن التعبير عن المشاعر الصادقة.

يصبح أولئك الأشخاص أكثر استعداد للاكتئاب والإحساس بالاحتياج المستمر للعطف والمودة، وعلى المدى البعيد تتحول مشاعرهم إلى حبس وهمي يحبسوا بداخله وينفصلوا عن واقعهم، بسبب إحساسهم بعدم رعاية الآخرين بهم وكأنهم أصبحوا غير مهمين للمحيطين.

علامات الفراغ العاطفي

1- الاتكال على الآخرين.

2- الحاجة المستمرة إلى وجود من يلبي الحاجات الوجدانية.

3- كبت المشاعر الحقيقية طوال فترة الطفولة.

4- شعور الشخص بفقدانه إلى الإحساس بالوجود في هذه الحياة.

5- افتقاد الفرد لوجود أشخاص مميزين محيطين به.

6- صعوبة تفهم الشخص مشاعره ومتطلباته.

كيفية تجاوز الشعور بالفراغ العاطفي

1- لا بد أن يصارح الشخص نفسه بأنه يعاني من هذه المشكلة، وينبغي أن يفهم حقيقة احتياجاته حتى يحمي ذاته من السلوكيات الخاطئة المترتبة على العزلة وانعدام الأهمية أو الإحساس بالذات.

2- يجب أن يدرك الشخص أن لكل شخصية نقاط قوة تمثل عوامل دفاع خاصة به، فإذا اهتم بمعرفة نقاط قوته وعمل على تنميتها تمكن من تعزيز إحساسه بالثقة بالنفس.

3-  إذا كانت هذه المشكلة مرافقه للشخص منذ فترة الطفولة، إذن عليه أن يتحدث مع أفراد عائلته بصراحة حتى يتمكن من تجاوز أهم عقبة من عقبات هذه المشكلة.

4- كثيرًا ما يعاني الشخص من هذه المشكلة بسبب عدم قدرته على التعبير عن مشاعره، إذ يدفعه الخوف أو الخجل من التعبير عن مشاعره الصادقة نحو الأهل والأصدقاء.

5- إذا توغلت مشاعر هذا المشكلة داخل الشخص ووصلت إلى مرحلة الاكتئاب والألم النفسي، فلا حرج من طلب المساعدة بطبيب نفسي، للمساعدة في علاج المشكلة بصورة صحيحة وسليمة.

في النهاية يمكن القول بأن الأبحاث التي أجريت على عدد من الأشخاص المكتئبين، أكدت بأن إحساسهم بالدونية وعدم الأهمية نابع من غياب مشاعر الألفة والمحبة، واحتياجهم المستمر لسماع كلمات المدح والتشجيع من الأهل والأصدقاء والأقارب، ولمقاومة هذه المشاعر ينبغي تعلم كيفية تخطي الإحساس بهذا الفراغ، أو اللجوء إلى مختص في العلاج النفسي إذا عجز الشخص عن مداواة نفسه.


شارك المقالة: