نعيش حياتنا بأكملها ونموت ونحن نتعلّم القيم والعادات التي نعتقد أنها أفضل، فنحن في كلّ يوم نتعلّم شيئاً جديداً، ولا يوجد في هذا العالم من يستطيع أن يجمع العلم كلّه، النجاح في حقيقة الأمر يبدأ من الذات، فعندما نقوم على تنمية ذاتنا بشكل حقيقي فنحن قطعنا بذلك نصف الطريق تجاه النجاح.
كيف نقوم على تنمية ذاتنا وصقل شخصياتنا؟
إذا أردنا أن نقوم على تنمية ذاتنا وصقل شخصياتنا بشكل حقيقي، فعلينا أن نتعلّم متى نقول “نعم” ومتى نقول “لا” ولكلّ منها موضع حقيقي بعيداً عن المجاملات والخوف، وعلينا أن نبتعد عن التدخّل في حياة الآخرين بحجّة أننا نقوم بنصيحتهم، فهذا ليس من القيم الإيجابية التي يمكن تعلّمها، وهذا أمر يتعلّق بالخيانة وعدم الثقة.
تنمية الذات من خلال الابتعادعن مصادقة الفاشلين الذين يجعلون من العالم بؤرة للفشل، ومحالة تضليل الآخرين للانضمام إلى صفّهم، وعلينا أن نبتعد عن تقليد الآخرين، ونحن لا نقصد هنا القدوات، فلكلّ واحد منا قدوة وشخص يثق به.
تنمية الذات من خلال الابتعاد عن الكذب على أنفسنا، وتجاهل السلبيات في شخصيتنا، وهذا أمر في غاية الخطورة، فمن يعتاد على مبدأ الكذب سيتم كشف أمره في أقرب وقت ممكن، وسيتعايش مع الكذب ليصبح الصدق لديه أمر مستغرب، كما وأنّ في تجاهل السلبيات تحايل على الذات وخداعها، فنحن نتغاضى عن عيوبنا ولا نقف عندها، ونقنع أنفسنا أن ما يحدث لنا هو أمر عادي لا يؤثر على مسير حياتنا، وبالتالي تصبح السلبيات المكتسبة عادة لا يمكن الفرار منها.
السعادة لا تأتي بالمال:
تنمية الذات من خلال الابتعاد عن شراء السعادة بالمال، فما يأتي بالظاهر وبدون وقائع وحقائق، يتلاشى سريعاً، فالسعادة المصطنعة والنجاح غير المستحق لا يدوم، ﻷن النجاح والتفوّق والسعادة الحقيقية أمور تنبع من الذات، وتنكشف إذا تم تجميلها أو اكستابها بغير ذلك.
تنمية الذات من خلال الابتعاد في البحث عن السعادة لدى الآخرين، وهذا أمر يتعلّق بالحسد والغيرة والضعف، فنحن نتمنّى أن نصبح مثل فلان، ولكن لا نبحث عن سعادتنا في كيفية الأخذ منه أو في حسده ومحاولة تشويه صورته ومحاربته بأبشع الصور الممكنة.