إن وجود جوانب في الشخصية تحتاج إلى العلاج لا يعني أن الشخص مؤهل بأن لديه مشكلة شخصية، فمن المهم التمييز بين أنواع الشخصية الصعبة واضطرابات الشخصية، فاضطراب الشخصية هو مصطلح سريري يصف نمط دائم من السمات الإشكالية المنتشرة بحيث تتداخل مع مجالات مهمة من حياة الشخص مثل المدرسة والعلاقات والعمل.
أنواع الشخصيات الصعبة وكيفية التعامل معها
الشخصية الدرامية
على عكس ما يفكر فيه الشخص عادة عن نوع شخصية صعبة، فإن هذا الشخص محبوب جدًا، حيث إنه يترك انطباع لا يمحى على الآخرين، ولا يمكن لمن يتعامل معه إلا أن ينجذب إلى الطريقة الدرامية التي يتعامل بها جيدًا مع كل شيء.
المشكلة الوحيدة هي أنها ليست عميقة جدًا، أي أنهم يميلون إلى أن تكون لديهم علاقات سطحية وعواطف عابرة، لذلك بينما كان الشخص يصدقهم عندما قالوا إنهم سوف يحاولون مساعدته في مشروع ما، أو أن حياتهم تنهار تمامًا، فإنهم يواجهون صعوبة في الحفاظ على كلمتهم أو التصرف بطرق متزنة مع مشاعرهم.
ويبدو الأمر كما لو أنهم يفقدون الانتباه والتركيز بسرعة، التبعية هي إحدى المشكلات الرئيسية مع هذا النوع من الأشخاص، إنهم يعتمدون على الاهتمام والإثارة، ويواجهون صعوبة في الشعور بالرضا إذا لم يؤدوا أدائهم، لذا فإن إحدى الطرق لحماية الشخص نفسه من سيل الدراما هي ببساطة قطع الاتصال وأن يكون ذلك بأكثر الطرق صحة، بمعنى أخذ ما يقولونه بحذر، وعدم التفاعل مع كل مشكلة يتعرضوا لها.
الشخصية النرجسية
على الرغم من أن هذا قد يكون أحد أكثر أنواع الشخصيات شهرة على نطاق واسع، إلا أنه غالبًا ما يُساء فهمها، فالأشخاص النرجسيين يعتقدون أنهم أفضل من أي شخص آخر، وعلى الرغم من أن هذه الارتباطات ليست بالضرورة خاطئة، إلا أنها محدودة إلى حد ما، ولا تعبر عن الجوهر الكامل للنوع النرجسي.
فإن لا يمتلك الكثيرون تصور جيد عن أنفسهم، وهذا ما يجعلهم يرون أنفسهم مميزين أو مختلفين، ويشعرون بأنهم يستحقون ما يعتقدون أنهم فقدوه، ويواجهون صعوبة في التعاطف، لذلك إذا بدأ شخص ما ما ببذل قصارى جهده لتلبية احتياجاته على حساب احتياجات صديقة وقد تسبب ذلك في بعض المشاكل ، فقد يكون يعاني من بعض السمات النرجسية.
يمكن للشخص التعامل مع هذه التصرفات السلبية بالإشارة إلى كيف أثرت قرارات هذه الشخصية على من يتعامل معها، غالبًا ما ينغمس الأشخاص ذوو السمات النرجسية في محاولة تلبية الاحتياجات غير المُلباة، بحيث لا يكون لديهم سوى القليل من الوعي في تأثير أفعالهم، وإذا لم ينفع ذلك، فقد يضطر الشخص بأن يكون واضحًا بشأن ما سوف يتحمله أو لن يتحمله.
الشخصية القهرية
إذا كان الأشخاص ذوو أنواع الشخصية الصعبة يميلون إلى أن يكونوا صارمين في كيفية تفاعلهم، فإن أولئك الذين لديهم أسلوب قهري هم مثل الأكثر الصلابة، سيخبرون من يتعامل معهم أنه لا يوجد أحد مثالي، لكن فكرة فعل أي شيء لا يرقى إلى مستوى توقعاتهم العالية جدًا سواء بالنسبة لهم أو لمن يتعامل معهم، وهذه فكرة مزعجة، وهؤلاء الأشخاص جيدون جدًا في التخطيط والحفاظ على ترتيب الأمور، لكن المشكلة في عالمهم المثالي، لا مجال للخطأ أو خلط الأشياء.
ويمكن للشخص إدارة المشاعر السلبية من خلال التركيز على فعل أفضل ما لديه، وليس من خلال حكم هذه الشخصية القهرية، وأن يكون الشخص واضح بشأن التوقعات المتفق عليها.
الشخصية التابعة
الشخصية التابعة تعتمد على الإحساس بالأمان والقرب الذي يمنحه لها من يتعامل معها، لكن الافتقار إلى الحزم والاستقلالية يدفع من يتعامل معه إلى الجنون ويجعله يشعر أنه يتعين عليه رعاية مشاعرهم.
قد يمثلون واجهة من الاستقلال، لكن يبدو دائمًا أنهم عالقون في مأزق يتطلب مساعدة من يتعامل معهم في كثير من الأحيان، تتطور هذه السمات في سياق خسارة كبيرة أو رفض، ويعتقد الأشخاص التابعون حتى لو لم يكونوا مدركين لها، أن عليهم القيام بدور أكثر خضوع من أجل إيجاد الإحساس بالاتصال الذي يبحثون عنه.
إذا وجد الشخص أنه ينجذب إلى احتياجات التبعية، فمن المهم الحفاظ على حدود صارمة لإظهار أنه لن يستخدم لتلبية احتياجات شخص ما غير الملباة، قد يعمل هذا في الواقع لصالحهم، مما يجبرهم على أن يكونوا أكثر استقلالية، أو قد تنهي العلاقة.
الشخصية الاكتئابية
قد يكون لدى هذه الشخصية طريقة سيئة للنظر إلى الأشياء والتي يمكن أن تصبح في النهاية اضطراب مزاجي إذا لم يتم إصلاحها. أي أنهم يرون العالم من خلال سحابة مظلمة، وغالبًا ما يعانون من تدني احترام الذات، ويميلون إلى الشعور بالذنب تجاه الأشياء، ويشعرون بعدم الفعالية في العمل أو المدرسة، وهذا أن حسب اعتقادهم السلبية هي الطريقة الأكثر أمانًا لحماية أنفسهم من خيبة الأمل، أو ربما شعروا أن كونهم سلبيين هو السبيل لجذب الانتباه.
في النهاية يمكن القول بأن على الشخص أن يضع في اعتباره أن الأشخاص الذين يعانون من أنواع شخصية صعبة ليسوا بالضرورة سيئين، فهم صعبين في الطريقة التي يتفاعلون بها، مما يجعل من الصعب على الشخص التواجد حولهم، لذا إذا كان على الشخص قضاء بعض الوقت مع أي شخص يناسب هذا الوصف، على الشخص اكتشاف الأنواع المعروفة جيدًا، والنصائح ذات الصلة التي قد تجعل من الأسهل أن يكون الشخص حولهم ويبقى محافظ على مشاعره الجيدة.