أهمية التلوين لذوي الاحتياجات الخاصة

التلوين مهم للأطفال من أجل تنمية القدرات، والفراغ يُعبّر عن تأثير الطفل، فيستخدمه ليختار من خلاله تمييز الأشياء، ويَصقله طبقاً لخياله وعاطفته واتصاله الدائم بالألوان القوية المُركزة، وعملية التلوين مرتبطة بالرسم، فيمكن للطفل أن يرسم ويُلوّن.

أهمية التلوين لذوي الاحتياجات الخاصة

يُفضَّل أن نضع بين يدي الطفل صوره قريبة تحمل رسومات كرتونية، وندعوه إلى تمييز أجزائها بواسطة تزيينها بالألوان، والطفل في هذه المرحلة يستطيع أن يكشف الألوان ونتائج خلط بعضها، ويُغريه استعمالها ولذلك نستثمر هذه الإمكانيات لديه من أجل إنجاز الأنشطة، ومساعدته على إبرازها في عملية التلوين، وإن استعمال الورقة والفرشاة والألوان والتلوين، يعتبر من النشاطات الفنية التي يميل كل طفل لممارستها.

والطفل المعوق عقلياً لا يختلف في هذا المجال عن الأطفال الآخرين، ويُعدّ اللون أحد المفاهيم الرياضية؛ نظراً لأنه يساعد الأطفال في أن يتعلموا التمييز بين الأشياء، ويستطيع الأطفال باستخدام اللون أن يُصنّفوا أو يُقلدوا ويُسلسِلوا، وكذلك فإن تعيين الألوان يبدو أنه يساعد في تطوير اللغة، إذ أنه يتطلب المهارة لاستذكار اسم وربطِه بصورة بصرية.

عندما تنمو مهارات اللغة لدى الأطفال فإن مهاراتهم في تسمية الألوان تتحسن، ووفقاً للدراسات يتعلم الأطفال تعيين الألوان قبل الأشكال، وتبدأ أول خطوة في التلوين لدى الأطفال بنثر نقاط ملونة على الورقة، ثمَّ تَليها محاولته وضع بُقع مختلفة الألوان على الورقة، يحصل عليها من خلال ضربات متتالية للفرشاة على الورقة، منها أشكال جميلة تُسعده وفي كثير من الأحيان يُنتِج الطفل رسوم جميلة.

نشاطات لتعليم مفاهيم الألوان للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

1- أمسك قُصاصة من الورق المقوى ذات لون أخضر، واعرضها على الأطفال، واطلب إلى الأطفال الذين يرتدون ملابس خضراء أن يقفوا، وكرر ذلك باستخدام ألوان متنوعة في كل مرة.

2- ضع كل أقلام تلوين الشمع في سلّة، ثمَّ حضّر العديد من السِلال، سلّة واحدة لكل لون من ألوان تلوين الشمع، وشجع الأطفال على فرز أقلام تلوين الشمع تبعاً للون.

3- اعرض أشكالاً متعددة ذات ألوان مُتماثلة على اللوحة، ثم أضف واحداً له الشكل نفسه ولكن لونه مختلف، واسأل الأطفال أي هذه الأشكال لا ينتمي إلى المجموعة، ويمكن عمل هذا النشاط باستخدام أشكال متنوعة أيضاً.

4- العب لعبة (أنا ألمح) مع مجموعة أطفال، أولاً لاحظ شيئاً في الغرفة ذو لون لامع، ثمَّ قل إني ألمح شيئاً أصفر اللون، وشجّع الأطفال أن يأخذوا أدوارهم في تخمين الموضوع أو الشيء الذي تفكر فيه، فإذا لم يستطيعوا ذلك أعطهم المزيد من التلميحات التي قد تساعدهم في ذلك، أما بداية اللعبة الثانية فيبدأها الطفل الذي كان تخمينه صحيحاً.

طرق للتلوين تساعد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

1- التلوين بواسطة النفخ

في هذه الطريقة من التلوين يستعمل الطفل القصبة لينفخ من خلالها الصبغ وينثرها على الورقة، وهذه الطريقة تساعد على التنفس المنتظم.

2- التلوين عن طريق الفراشة

يمكن وضع كمية كثيفة من الألوان على جهة من الورقة، ثمَّ يطوي الورقة ويضغطها، وبذلك يحصل على شكل مُكرر جميل كالفراشة مثلاً.

3- التلوين باستعمال المشط

تُغطى الورقة بكمية من الأصباغ الملونة المختلفة، ويمكن استعمال أسنان المشط، أو آلة ذات ثلاث عجلات، لرسم خطوط على الورقة الملونة بالصبغ، ويحصل بعدها على أشكال جميلة.

4-التلوين بالنثر أي بالتنقيط والرذاذ

هذه الطريقة ناجحة جداً مع المعوقين عقلياً؛ وذلك لسهولة استعمالها، وتستخدم فيها اللوحات على نوعين من المقاسات اللوحات ذات المقاسات الكبيرة، تُوضَع ورقة كبيرة على الأرض، ثمّ يسكب المعلم ألواناً متعددة من الأصباغ على الورقة، وبعد ذلك يأخذ كل طفل جانباً من الورقة لينقط أو ينثر الألوان عليها، واللوحات الصغيرة توضع ورقة صغيرة على الطاولة، وتُسكَب الألوان على الورقة، وتنشر بعدها على أن يتم ذلك دون تلوث الطاولة.

5- التلوين بالأصابع

يمارس المعلم هذا التلوين مع مجموعة كبيرة من الأطفال المعاقين عقلياً، وتوضع الصبغة على أطراف أصابع اليد لجميع الأطفال في آن واحد، ثمَّ يلعب الأطفال من خلال التلوين بالأصابع على الورقة، حيث أن هذا النوع من التلوين ينتج أشكالاً جميلة وجذابة، وتساعده على استكشاف مادة الصبغ ومكوناتها.

والطبع بالأصابع يرسم المعلم شكلاً دائرياً ويلونه الأطفال بلون برَّاق، ثمّ يترك للطفل حرية رسم أي شكل داخل الدائرة، ثم يأتي المدرس بورقة يضعها على الشكل الدائري، ويطلب من الطفل الضغط عليها، وهكذا يتكرر الشكل المُراد طبعه على الورقة الثانية.

6- التلوين بالنثر

يضع الطفل فرشاة الأسنان أو فرشاة الأظافر في أحد الأصباغ، ومن ثم يبدأ بنثر الصبغ على الورقة مُستعملاً المسطرة لمنع تناثر اللون، وقد يستعمل أصابع يديه لمنع تناثر الصبغ عند النثر، يفضل وضع الورقة في علبة، وينثر الصبغ عليها يقص المعلم نجمة أو دجاجة أو أي شكل يختاره ويضعه على الورقة، ويطلب من الطفل أن ينثر الألوان حولها، ومن ثمَّ يسحب الشكل فيحصل على الشكل داخل الورقة الأساسية، والألوان الجذابة المختلفة حوله ويمكن أن يعمل منها بطاقات.

7- الطباعة

يختار الطفل أي جسم ويَغمسه في اللون الذي يختاره، ثمَّ يُدحرجه فوق الورقة أو قطعة خشبية مستوية، ليحصل على خطوط دائرية، ويمكن استخدام  قطعة من الإسفنج ليغمسها في اللون المُختار، ويرسم بها  يمكن أن يلون المعلم راحة يد الطفل أو قدمه، ثمَّ يطبعها على الورقة بشكل جذاب، ويمكن أن يستغل المعلم أوراق الأشجار المختلفة ويلونها ثم يطبعها بالضغط على الورقة.

ويمكن أن يرسم المعلم أشكالاً من الزخارف الملونة على إحدى البكرات الفارغة، ثم تُدحرَج على الورقة لطبع الزخارف، وأما المواد المستعملة لهذه الطريقة والتي يجب أن تحضر فهي المسطرة وعلب كبريت وبكرة (ورق الحمام) الفارغة وبكرة أشرطة المسجل الفارغة، وبالإضافة إلى بكرة الخيطان الفارغة وقطع الإسفنج.

واستخدام ألوان الصبغ المختلفة، وأية أجسام يمكن تلوينها ودحرجتها أو ضغطها لغرض الطباعة، ويطلب من الأطفال تلوين بعض الأشياء بألوانها الطبيعية مثل الفواكه والخضار، ثمَّ القيام بتسمية هذه الألوان، وذكر ألوان بعض الأشياء المألوفة لهم مثل لون الملابس التي يرتدونها ولون سبورة الفصل ولون الحليب وهكذا.

ولصنع تاج الزهور فالمواد المطلوبة هي شريحة من الورق المقوى الأبيض كرتون شرائح ورق لماع ملون، وأفلام تلوين ومقص وسائل لاصق أو غراء، ويمكن عمله من خلال رسم دائرة على الورق المقوى، وقص الكرتون وقص الخطوط وبعد قص الزوايا تطوى المثلثات إلى الأعلى ولونها باللون الذي يعجبه، والتأكد من جفاف الألوان قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.

ثم يرسم الآن مجموعة من الزهور على الأوراق الملونة وقصها، ويمكن أن ترسم شكل الزهور كما يحـب، ويترك لمخيلته المجال؛ كي يبتكر أشكالاً مختلفة، ولصق الزهور الورقية الملونة على رؤوس المثلثات، وثم الإضافة إلى أحد الجوانب مجموعة من الشرائط الملونة، كما يمكن تغيير الشكل ووضع قلوب أو دوائر ملونة.