الأساليب والاستراتيجيات التربوية المستخدمة في علاج صعوبات التعلم

اقرأ في هذا المقال


إن مجالات صعوبات التعلم غنية بالبرامج والأساليب والطرق العلاجية، مثل منهج العلاج الكلاسيكي التقليدي  الذي يرتكز على مهام شبيهه بالمحتوى الدراسي الذي يواجه فيه  الطلبة صعوبة في تعلمه، وترتكز الاتجاهات على جانب العلاج المعرفي الذي يرتكز على نموذج المعالجة المعرفية المتسلسلة والمتزامنة لتكامل المعلومات بالمخ في علاج صعوبات التعلم أو التخفيف من حِدّتها.

الأساليب والاستراتيجيات التربوية المستخدمة في علاج صعوبات التعلم

1- استراتيجية التدريب على العمليات النفسية

يفترض مقدمو هذا الأسلوب أنه يمكن تحديد العمليات النفسية المتضمنة في موضوعات التعلم، وحينئذ يتم تدريب الأطفال لتحسين العمليات نفسها، على افتراض أن التدريب على هذه العمليات سيزيد من سعة اكتساب المهارات الأكاديمية، ويعتمد على تشخيص وعلاج صعوبات التعلم في هذه الحالة على تحديد وتحليل أوجه القدرة وأوجه القصور لدى المتعلم في مهارة التعلم.

2- استراتيجية تحليل المهمة

هي أداة هامة للقائمين على التربية الخاصة، ويقصد بها هو تقسيم المهارة إلى وحدات أو مهارات غير أساسية قابلة للتدريب، فبعض ينظر إلى المفهوم على أنه عبارة عن وصف الإجراءات التعليمية المستخدمة للتدريب على المهارة، وآخرون وصفوه على أنه تحليل المحتوى الذي سيدرس، وهناك اتجاهات حديثة للتعامل مع المتعلمين ذوي صعوبات التعلم وهي من خلال الدمج بين طرق التدريب على العمليات النفسية وتحليل المهمة.

3- استراتيجية التدريب على العمليات النفسية وتحليل المهمة معا

هنا يتم دمج المفاهيم الأساسية للأسلوبين السابقين، حيث تعمل على تقييم قدرات الطفل وصعوباته والقيام بتحليل المهمة ومعرفة المهارة الواجب تنميتها، وإن هذه الاستراتيجية لم يتم النظر من خلالها على العمليات النفسية على أنها قدرات عقلية منفصلة يمكن التدريب عليها بشكل منفصل.

وقد تم النظر إلى العمليات على أنها سلسلة من العمليات العقلية المتعلمة والسلوكيات أو الاستجابات الشرطية فيما يتعلق بالمهمة، كما أن معرفة سلسلة من العمليات العقلية أو السلوكيات المطلوبة لأداء مهمة ما تعتبر محددة، وهي بذلك قابلة للقياس والتعديل من خلال عملية التدريب.

4- استراتيجية تعديل السلوك

يتركز تعديل السلوك حول تعديل السلوك الظاهر للفرد كما يستخدم هذا الأسلوب بنجاح في حالات تشتت الانتباه والنشاط المفرط، كما يستخدم كذلك مع حالات صعوبات التعلم، حيث تستخدم هذه الاستراتيجية لتحسين أداء المتعلمين في الحساب واللغة.

5- تفريد التعليم

تفريد التعليم لتلميذ أو تلميذين في فصل مدرسي يضم (30) تلميـذاً يمكن أن يتحقق بنجاح كبير إذا كان المعلم مستعداً لتخصيص الوقت والطاقة لتطوير مدخل متفرد للتدريس، ويجب أن يكون المعلم على وعي بصعوبة التعلم عند المتعلم وكيف وأين تظهر هذه الصعوبة، وعند تطوير الوحدة التدريسية يجب في البداية أن يكون المعلم متأكداً من أن جميع المهارات المطلوبة مسبقاً قد تم تدريسها وإتقانها، وأن المواد اللازمة للدرس مناسبة، وأن المعينات الإضافية المطلوبة لمساندة الدرس متوافرة.

وإن نشاطات المتابعة تقع في نطاق قدرات المتعلم واهتماماته، وأن الوقت متوافر لتقييم خبرة التدريس والتعلم، ولعل أسهل أشكال تفريد التعليم يتمثل في توفير بضع دقائق في نهاية التدريس الجماعي؛ للتأكد من أن الطفل المراد قد فهم ما تم تقديمه في الدرس وهذه الطريقة قد تمنع تفاقم الصعوبات، ويمكن تحقيقها في الوقت الذي يواصل فيه بقية أفراد المجموعة الأنشطة التطبيقية للدرس.

6- التدريس الدقيق

هي طريقة مفيدة في تفريد التدريس، وهي لا تعتبر أسلوب منهجي بقدر ما هي مجموعة من الأساليب التي يمكن استخدامها مع أي طريقة للتدريس، فهو يوجه إلى تحسين شكل معين من السلوك في الوقت الواحد، وينصب على تنمية الإتقان وتوفير التعليم الزائد، وينطوي أسلوب التدريس الدقيق على أربع مكونات رئيسية هي، تعيين السلوك المطلوب تصويبه، ووضع أهداف أو محكّات واستخدام المعدل كوحدة قياس وتوضيح بيان للتقدم اليومي.

7- التدريس التشخيصي

الغاية هنا من هذا النظام  هو تصحيح مشكلة التعلم عند المتعلم من خلال تصميم طرق ومواد من شأنها تجنب القصور أو التعويض عنه، وهذا النموذج من التدريس يتطلب معرفة بأفضل نظام للتعلم عند المتعلم، ونمط التعلم عند المتعلم.

وتوجد ثلاثة مكونات للتدريس التشخيصي، هي وضع أهداف تدريسية واضحة ومعرفة الخطوط الضرورية لتحقيق هذه الأهداف، وقدرة المعلم على التقييم المفصل والعميق للفروق الفردية التي تؤثر بوضوح على قدرات التعلم عند المتعلم، ويجب على المعلم أن ينسق وينظم المنهج طبقاً للخصائص والحاجات والاهتمامات والميول لكل تلميذ.

8- تحليل الواجب

تُعَدّ أحد عناصر التدريس التشخيصي، حيث لا يكون التركيز على العمليات بقدر التركيز على الواجب ذاته، في حين أن المدخل التشخيصي يهتم بكل من جوانب الضعف الظاهر في المهارات وضعف العمليات، حيث أنه يركز مباشرة على المهارات المطلوبة لإكمال الواجب، ويمكن أن يكتسب من قبل أي معلم، ويطبق على أية مشكلة تعليمية بغض النظر عن الطريقة المنهجية.

بالإضافة إلى ذلك لا يحتاج إلى أدوات تشخيص محددة ولا يتطلب تفسيرات للتقارير التي تتصف بالتعقيد، فهو يتطلب معرفة بما يتضمنه الواجب الذي يواجه المتعلم، وللقيام بذلك يجب أن يكون المعلم واعياً لمطالب المدخلات، وأن يكون ملاحظ للطريقة التي يتناول بها المتعلم مطالب الواجب.

9- استراتيجية التدريب المباشر للمخ

تعد من أساليب العلاج المعرفي القائم على معالجة المعلومات المستخدمة في علاج صعوبات التعلم، ولقد قامت العديد من الدراسات والبحوث باستخدام هذا الأسلوب، والذي يعتمد على تقديم مثيرات لتنشيط نصف المخ غير المسيطر لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم كل حسب نصف المخ المسيطر لديه، وأن هناك بعض الأمثلة التي توضح كيف أن المعرفة بالمخ ووظائفه تسهل ابتكار وتصميم.

وتُعَدّ خطة علاجية للاستفادة بالجانب الصحي للمخ  عند الطفل، ومنها إن بعض الأطفال ذوي الصعوبات الحادة في تعلم حروف الهجاء قد يتعلمونها بشكل سهل من خلال الغناء أولاً ثم يتعلمون كيف يكتبونها ثانياً، وأن الهدف النهائي لتطوير البرامج العلاجية التي تقوم على أساس نفس عصبي للأفراد ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة، هو أولاً فهم العلاقة بين أنماط معالجة المعلومات، والتعلم المدرسي وبعدها نستطيع من خلال معرفة العلاقة بينهما أن نطور برامج علاجية لهؤلاء الأطفال ذوي صعوبات التعلم.

مما تقدم يمكن ملاحظة أن معرفة العلاقة بين أنماط معالجة المعلومات والسلوك، قد ساعدت العديد من الباحثين على تطبيق هذه المعرفة في محاولة للتغلب على بعض صعوبات التعلم لدى الأفراد ذوي صعوبات التعلم.

وفي الختام هناك اتجاه العلاج المعرفي القائم على معالجة المعلومات الذي يركز على علاج العمليات المعرفية الداخلة في اكتساب المعلومات وتخزينها واستعادتها عند الضرورة، كما يهتم هذا الاتجاه المعرفي بدراسة الأشكال التي يستعملها المعلم في علاج وتجهيز المعلومات وفي عملية التعلم والتفكير.


شارك المقالة: