لا يمكن أن يقوم المرشد النفسي بالتعامل مع جميع المسترشد ضمن أطر نفسية وفكرية وسلوكية واحدة، فالقدرات العقلية والنفسية تختلف من شخص لآخر ولا يمكن أن يتمّ معرفة وتقييم هذا الأمر بصورة دقيقة من خلال أول مقابلة، وهنا لا بدّ وأن ينتبه المرشد النفسي إلى عدّة أمور أثناء تعامله مع المسترشد النفسي لعلّ أبرزها القدرات العقلية والمسلكيات والتأثيرات النفسية، ومن خلال هذا الأمر يمكن للمرشد أن يقوم بالإسراع من عملية الإرشاد النفسي وحلّ المشكلات.
ما هي الأمور التي يراعيها المرشد النفسي في تعامله مع المراهقين
1. القدرات العقلية
لا يمكن أن يتمّ قياس القدرات العقلية لدى جميع المسترشدين بصورة متساوية، وليس من المنصف أن يتمّ التعامل مع جميع المسترشدين على أسس تثبت غباءهم مثلاً أو فشلهم أو عدم قدرتهم على الإنتاج، فلكل مسترشد مراهق قدرات عقلية واضحة أو كامنة ونسبة من الذكاء يتمتع بها تختلف عن الآخرين، مما يجعل من تعميم المعلومات على المراهقين من قبل المرشدين وإصدار الأحكام أمر مغلوط لا يصل إلى نتائج إيجابية، وبالتالي فإنّ المرشد النفسي الجيّد يراعي القدرات العقلية لدى المسترشدين ويبدأ العملية الإرشادية ضمن خطّة إرشادية تتناسب مع طريقة التفكير والثقافة والنشأة وغيرها من العوامل المؤثرة بالشخصية.
2. عدم تكليف المسترشد المراهق فوق طاقته
لا يمكن أن يقوم المرشد النفسي بتقديم متطلبات تفوق قدرة المسترشد الطبيعية، حيث أنّه يقوم بالتدرّج في المطالب وصولاً إلى تحقيق الهدف وتغيير منتظم سلس في طريقة التفكير لا تعمل على إحباط المسترشد المراهق أو تغيير نمط حياته بصورة سريعة، فالمتطلبات التي تفوق قدرة المسترشد المراهق ربّما تؤثر بصورة عكسية على سير العملية الإرشادية، حيث ينتكس البعض ويتنصّل من كثر المتطلبات التي تقع على عاتقه والتي لا يستطيع مجاراتها أثناء سير العملية الإرشادية، وهذا من الأمور التي يقوم المرشد الجيّد بمراعاتها.
3. مراعاة مبدأ الفروق الفردية بين المراهقين في العملية الإرشادية
كما هو معروف تختلف نسب الذكاء لدى المسترشدين المراهقين كما وتختلف طرق التفكير والوسائل التي يقومون من خلالها بالتطوّر، وهذا الأمر يعتمد أساساً على طبيعة المشكلة والطريقة التي نشأ عليها المسترشد ومقدار الثقافة التي يملكها.