الإرشاد الزواجي لذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


تسهم عدة عوامل في إحداث مشكلات في العلاقة الزوجية في حالة معاناة أحد الزوجين من اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فقد لا يكون الراشدون سواء المصابين أو غير المصابين على دراية كافية باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وحتى في حالة معرفتهم بهذا الاضطراب، فقد لا يدركون تأثيراته المحددة على السلوكيات المختلفة، وحتى في حالة وعيهم لكل هذه الجوانب.

الأمور المتعلقة بالزواج لذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

توجد العديد من العوامل التي تؤثر في زواج المراهقين ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فقد تكون إدارة الشؤون الحياتية اليومية المعقدة للمنزل والأسرة والعمل محبطة إذا ما أضيفت إليها مشكلة اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وقد تكون الأمور مختلفة إلى حد ما بالنسبة للوالدين وللأزواج الذي ليس لديهم أولاد، فعندما يدخل تشخيص وجود الاضطراب لدى طفل في حسابات الوالد، فقد يحس الوالدان بالعبء الثقيل جراء مهمة رعاية طفلهم دون أن يتوفر الوقت أو الجهد أو الموارد المالية الكافية لإيلاء الاهتمام المطلوب بعلاقتهم الخاصة.

وإذ يعبر العديد من الوالدين عن هذه المشاعر الخاصة، حيث إن مواطن القصور التنظيمية الأساسية المتصلة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على وجه التحديد تعسر على الراشدين المصابين بهذا الاضطراب أداء
أدوار ومسؤوليات متعددة، وقد تنتابهم مشاعر الذنب أو اللوم أو الإنكار لدرجة تتعطل معها مقدرتهم على تلبية احتياجات طفلهم ويتعطل أداؤهم الوظيفي كزوجين أيضاً.

ومن ناحية أخرى ومع تزايد الوعي العام المتعلق باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة وجذوره الوراثية القوية، تزداد أعداد الراشدين الذين يصبحون أزواجاً بعد الكشف عن أن أحدهم مصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ويدرك البعض عرضتهم لإنجاب طفل مصاب بالاضطراب ذاته، مما يدفعهم إلى طلب إرشاد أو معلومات مسبقة عن ذلك من قبل المختصين أو من لهم علاقة.

وقد تكون معرفة هؤلاء الأفراد وخبرتهم قليلة في البداية، غير أنه يحتمل أن تتاح لهم الفرصة لتعلم كيفية إدارة اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة من خلال كونهم زوجين، وذلك قبل ازدياد مهمتهم صعوبة مع إنجاب الأطفال.

وتبرز الحالات التي يكون الأزواج بها مصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، أهمية عنصر التثقيف المتصل باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة كجزء أولي أساسي من العلاج، وتتوافر هناك لحسن الحظ عدة مصادر جيدة للراشدين الذين يرغبون بمعرفة تأثير اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على علاقتهم مع شركائهم في الحياة الزوجية، وفي حالة عدم كفاية أو تعذر المناقشة المشتركة أو التثقيف المشترك بين الزوجين؛ بسبب وجود نزاعات كبيرة سابقة في علاقتهم، فيوصى باللجوء إلى مرشد له دراية باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى الراشدين.

وذلك لتلقي النصح والمشورة في هذا المجال، وإضافة إلى ذلك يتحلى بعض المعالجين الأسريين بخبرة كافية في اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، تمكنهم من مساعدة الأسر من خلال تقديم الإرشاد المتعلق بالجوانب الزوجية وبجوانب رعاية الطفل، من مثل تدريب الوالدين على استراتيجيات إدارة السلوك، والتدريب على المهارات الاجتماعية والتشاور مع موظفي المدرسة، وغير أنه ينبغي التذكير بأن ذلك لا يحدث في أغلب الأحيان.

وتحدث العديد من العلماء عن وجود حالة غموض في العلاقات الشخصية، لدى العديد من الراشدين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وقد تشير هذه الحالة إلى سوء تفسير الشواهد الاجتماعية، وهو ما يميز الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.

إذ يمكن بسهولة تفسير مثل هذا السلوك على أنه قصور في الرعاية أو الاهتمام أو الاحترام من قبل زوج لا يعرف مسببات هذا السلوك، ومن هنا فقد تفاقم التغذية الراجعة السلبية الناتجة أعراض الكآبة أو الاندفاعية لدى الزوج المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة والذي لا يدرك دواعي هذه الاتهامات.

المواضيع الشائعة لعملية الإرشاد الزوجي من ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- تنمية فهم تأثيرات اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على كل من الزوج والزوجة.

2- إدارة الوقت والضغط والشؤون الحياتية لدى الزوج والزوجة.

3- تطوير خطة للمشاركة المسؤوليات اليومية، بحيث تأخذ هذه الخطة بالحسبان احتياجات كل من الزوج والزوجة، وبالإضافة إلى ومواطن قوتهما ومواطن عجزهما.

4- تعلم كيفية التواصل بين كل من الزوج والزوجة وعلى نحو متواصل وفعال وداعم.

جوانب الرعاية الأبوية لذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

تتطلب الرعاية الأبوية المثلى لطفل مصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة سمات ومهارات معينة، ومن هذه السمات المفيدة التحلي بالصبر والمرونة والثبات وارتفاع عتبة التحمل للإزعاجات البسيطة، وأما المهارات المفيدة فتتضمن المقدرة على الإصغاء للطفل واللعب معه، ومعالجة المشكلات الصغيرة قبل أن تصبح كبيرة، والاستمرار في أداء النشاطات الاعتيادية والمهارات التنظيمية الملائمة، وإضافة إلى مهارات حسن التدبير والدعم.

وتزداد الحاجة اليومية للطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة للإشراف والثبات والدعم والمساعدة المباشرة، وقد يؤثر ذلك على القدرات التنظيمية للوالد المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، علاوة على ذلك قد تتخلل البيئة المنزلية حالات ضوضاء ونشاط وعدم الاستجابة للمتطلبات، وبالإضافة إلى تشوش عام متكرر، وغير أن ذلك قد يكون صعباً بالنسبة لوالد لا يتحمل الضغط والإحباط، فلا يستطيع التعامل مع الوضع بهدوء.

وفي المقابل فقد يعتبر الوالد المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة المهمات التي يصعب على الطفل المصاب بذات الاضطراب إتقانها على أنها غير مهمة كثيراً بنسبه لهم، وبذلك يقلل من بعض ميادين النزاع المحتملة، وقد يكون هناك ارتباط متين بين الوالد والطفل والذي إذا ما تم توجيهه بطرق إيجابية، وقد يصبح مصدر قوة للطفل من أجل تنمية الشعور بالذات وتنمية القدرات لديه.

وقد يكون تطبيق مهارات إدارة السلوك والمهارات الأبوية الفعالة الأخرى، وفقاً لأسس ثابتة أمراً أكثر صعوبة بالنسبة لوالد مصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، إذ تبرز الإصابة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة حاجة الوالدين العمل معاً ودعم وتدريب أحدهما الآخر، وتحديد مواطن القوة و مواطن العجز لدى كل منهما، والتناوب في أخذ فترات استراحة من الرعاية المستمرة والمكثفة جداً التي يتطلبها الطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

وفي الختام قد يحتاج الوالد المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة مزيد من المساعدة المباشرة المتصلة بتطوير وتطبيق استراتيجيات إدارة السلوك، مما يؤدي زيادة الحاجة لخدمات الإرشاد وتدني في الخدمات غير المباشرة، إذ قد يساعد الإرشاد المباشر للوالد المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في تحسين مقدرته على كيفية تحديد الأعراض الذاتية، والتي قد تؤثر في مهاراته الأبوية وكيفية توجيه هذه المعرفة بحيث تزداد فعالية هذه المهارات لديهم.


شارك المقالة: