الاستراتيجيات التي يوجهها الأقران لذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


يتيح إشراك أقران الطالب في التدخلات إمكانية كبيرة لتحسين السلوك أثناء المهمة والأداء الاجتماعي للطالب المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، حيث يوجد العديد من الإرشادات التي يقدمها الأقران لعملية التدخل في علاج الأفراد ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

الاستراتيجيات التي يوجهها الأقران لذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- تقديم التعليم من قبل الأقران

يتطلب التغلب على مواطن العجز في المهارات الدراسية إتاحة عدد أكبر من الفرص للطلبة ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، حتى يتمكنوا من التعلم والممارسة بحيث يفوق ذلك العدد كثيراً عدد الفرص المتاحة عادة داخل الحجرة الصفية، حيث إن معظم المدارس تفتقر إلى الموارد الكافية لتوظيف تربويين إضافيين أو معاوني مدرسين؛ من أجل إتاحة مزيد من فرص التعلم التي يحتاجها الطالب، فإن إحدى الوسائل ذات الفعالية والكفاءة الكامنة لرفد المدة الزمنية التعليمية تتمثل في تولي الأقران هذه المهمة.

وهذا وقد تم تطوير أشكال مختلفة من تعليم الأقران غير أن طريقة تعليم الأقران الشاملة للصف كله الأكثر شيوعاً في أدبيات هذا الميدان، وبمقتضى هذه الطريقة تتم المزاوجة بين طلبة الصف على نحو عشوائي وذلك من أجل العمل في موضوع دراسي، ويؤدي كل طالب من الاثنين دوراً يكون فيه معلم ومتعلماً، ويتم إرشاد المعلم إلى التقيد بنص يتضمن أسئلة وإجابات على سلسل من الفقرات، ويتم حساب الدرجات من قبل المعلم للمتعلم وفقاً للاستجابات الصحيحة على الفقرات الموجودة.

ثم يلي ذلك تسجيل الدرجات على نحو تراكم طوال الأسبوع، بطريقة عرض مرئية تعبر عن مستوى التقدم، ويمكن أيضاً تقديم جوائز عينية على أنها حوافز إضافية لقاء تحقيق الأهداف، هذا وقد تطبيق الطريقة الشاملة لتعليم الأقران بنجاح في ميادين القراءة والرياضيات والإملاء، علاوة على ذلك وجد أن هذه الطريقة تحسن من السلوك أثناء المهم بالنسبة للطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وتغني في بعض الحالات اكتسابهم للمهارات الأكاديمية.

2- تقديم الإرشاد من قبل الأقران

غالباً ما يعاني الطلبة المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة من مشكلات يومية في التخطيط والتنظيم، وقد يكون لقاء اختصاصي الصحة العقلية أسبوعياً مهم ومفيد، غير أن ذلك قد لا يعتبر كافياً لمعالجة الصعوبات التي يعانون منها بشكل يومياً، ومن هنا برزت إحدى الطرق لتلبية هذه الحاجة ألا وهي خدمة الإرشاد من قبل الأقران.

ومن يتولى الإرشاد للطالب المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة هو أحد الأقران وليس شخصاً راشداً، وبمقتضى هذه الطريقة، يتم تعيين زميل مرشداً للطالب المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ويكون هذا الزميل مرشد من مثل سن الطالب بحيث يستطيع فهم المشكلات التي يواجهها الطلاب المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وتكون لديه الرغبة في المساعدة أيضاً.

وقد تشمل الأدوار التي يتولاها المرشد تقديم الدعم الوجداني، ومساعدة الطالب المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على وضع اثنين أو ثلاثة من الأهداف اليومية المحددة، ويتضمن دورة أيضاً تطوير خطط لتحقيق كل هدف من هذه الأهداف، وتقييم مستوى الأداء لليوم السابق، وبالنسبة للطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فقد يكون من الضروري إضفاء الصفة الرسمية على إجراءات التدخل العلاجي وتطبيقها بانسجام يومياً.

وقد تدعو الحاجة في بعض الحالات إلى إحداث نتائج خارجية لتحقيق الأهداف المقررة، أما فيما يخص طلبة المدارس المتوسطة والعليا، فقد يتخذ إرشاد الأقران شكل لقاء صباحي يومي قبل بدء اليوم الدراسي، أما فيما يخص الراشدين، فقد ينطوي الإرشاد على إجراء محادثات هاتفية في آخر النهار، ويوجد العديد من الشروحات  لطريقة إرشاد الأقران في الأدبيات غير أن الأبحاث مازالت غير مؤيدة لهذه الطريقة لدى استخدامها مع الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

الاستراتيجيات ذاتية التوجيه للمصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- المراقبة الذاتية

تنطوي المراقبة الذاتية على جعل الطالب ذو اضطرب عجز الانتباه وفرط الحركة يراقب ذاته من أجل تقرير حدوث سلوك معين مثل الانتباه أو مستوى الأداء للسلوك مثل دقة أداء  الواجب الدراسي، ويطلب إلى الطلبة عموماً التدوين في استمارة فيما إذا تم السلوك أم لا، فعلى سبيل المثال من الممكن استخدام طريقة المراقبة الذاتية لمساعدة طالب عن الانتباه طوال مهمة كتابية مدتها (20) دقيقة، ويمكن الاستعانة بجهاز تسجيل صوتي لإصدار نغمة للطالب عبر سماعات أذن في فترات عشوائية، وقد تتفاوت الفترة الزمنية العادية بين النغمات.

من هنا يتوجب أن يحدد الاختصاصي أو الشخص المعني بهذا الموضوع الفترة التي تضاعف الوعي الذاتي إلى الحد الأقصى، وتقلل التشتت إلى الحد الأدنى وفي كل مرة تصدر فيها النغمة، ويطلب إلى الطالب ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة تقرير فيما إذا كان منتبها أم لا، بحيث يدون ذلك في استمارة خاصة.

وأما في الحالات التي يكون فيها الطالب يعاني من اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وخصوصاً ذلك الذي يتصفون بسلوك الاندفاعية، فيجدر بالمدرس التأكد مراراً من أن الطالب ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة ملتزم بإجراءات التدخل العلاجي اللازم، ويغلب أن تكون المراقبة الذاتية أكثر فعالية مع الطلبة في سن المرحلة المدرسية المتوسطة فما فوق بخلاف الأطفال الأصغر سناً.

2- التقييم الذاتي

ينطوي التقييم الذاتي على قيام الطلبة بتقييم مدى التزامهم بقانون موضوع محددة، وعلى سبيل المثال الإصغاء للتعليمات أو إنجاز مهمات مقررة، وفي نهاية فترة يطلب من الطلبة تدوين تقديراتهم على ورقة تسجيل، وتتضمن إجراءات التقييم الذاتي في المراحل الأولية في العادة عنصر تقييم خارجي لتعليم الطلبة كيفية استعمال التدخل العلاجي.

وللتأكد من قيام بعملية التقييم على نحو سليم، وما أن يثبت الطالب ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على وجود تحسن وعلى مقدرته على وضع تقديرات مماثلة لتلك التي وضعها المدرس، يتم حجب عنصر التقييم الخارجي.

خطوات إجراء التقييم الذاتي لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحر

1 – يشرع بالتدخل في أحد صفوف الطالب ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، حيث يلتقي كل من المدرس والطالب من أجل تحديد السلوكيات المستهدفة، ومقياس لتقدير كل سلوك وهدف يومي للأداء وقائمة المعززات،  فعلى سبيل المثال يتم تحديد سلوكين مستهدفين مثل اتباع القوانين الصفية وأداء العمل على نحو صحيح.

ويلي ذلك تقسيم الحصة الصفية إلى أربعة أقسام، وثم يطلب إلى الطالب تقييم ذاته في نهاية كل قسم باستخدام مقياس تقدير ذي ست درجات من (صفر إلى 5) بعد أن يقيم الطالب ذاته، يقدم المدرس تقييماً خارجياً، وفي نهاية الحصة يحدد الطالب مجموع الدرجات المستحقة، والذي يمثل مجموع تقديرات المدرس إضافة إلى مجموع الدرجات المتوافقة.

والدرجة المتوافقة هي الدرجة التي تسجل عندما يكون تقدير الطالب متوافقاً مع تقدير المدرس بفارق درجة واحدة على الأكثر، وإذا ما وصل مستوى الأداء اليومي للطالب ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة إلى الهدف المنشود فإنه يصبح مؤهلاً للحصول على معزز.

2- حينما يكون مستوى أداء الطالب ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة مقبولاً بشكل مستمر، يتم تخفيض عدد التقييمات الخارجية تدريجياً، مثل من أربع تقييمات إلى تقييم واحد في كل فترة حصة صفية، ويظل الطالب ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في هذه المرحلة مؤهلاً للحصول على معزز في حالة تحقيق الهدف.

3- إذا ما ظل أداء الطالب مقبولاً يستمر الطالب في تقييم ذاته كل يوم، ويقلل المدرس من عدد مرات عمليات التحقق العشوائية خلال الفترة الواحدة، مثلاً يكون التحقق بمعدل مرة واحدة كل يومين فينخفض إلى مرة واحدة كل ثلاثة أيام، ويتم تقديم التعزيز الخارجي في غضون هذه المرحلة في الأيام التي يتحقق فيها المدرس من وضع الطالب فقط.

4- على افتراض أن مستوى أداء الطالب ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة قد ظل ضمن المدى المقبول، فبالإمكان تطبيق عملية تجنب التدخل المشار إليها في الخطوات الثلاثة أعلاه في واحدة أو أكثر من الحصص الأخرى.

5-  إذا ما تبين الطالب في إظهار مشكلات في أية مرحلة، فينبغي أن يرجع المدرس إلى طريقة التدخل الأقل تقيداً، من أجل استعادة التأثير المرغوب.

وفي الختام تم توظيف إجراءات التقييم الذاتي بنجاح مع المراهقين الذين يعانون من مشكلات انتباه وسلوك، هذا، وقد أثبتت البحوث المبدئية على إمكانية فعاليتها مع المراهقين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وتم تطوير عدة استراتيجيات من أجل استخدامها من قبل الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة بأنفسهم.


شارك المقالة: