لقد أثبت وجود ترابط قوي بين الإقلاع عن التدخين والإصابة بالاكتئاب، حيث قام الباحثون بملاحظة أنَّ المريض الذي أقلع عن التدخين، كانت لديه علامات الإصابة بنوبة الاكتئاب الشديد التي تكون أعلى من المتوسط.
الاكتئاب وعلاقته بالإقلاع عن التدخين
يوجد للمدخنين تاريخ من الاكتئاب الحاد عندما يتركون التدخين، حيث يصبحوا معرضين لخطر الإصابة به بشكل كبير، ذلك من أجل تطوير الاكتئاب بعد ترك التدخين مرَّة أخرى، مع المقارنة بالأفراد الذين يدخنون بشكل مستمر، اقترح الباحثون أنَّ للنيكوتين تأثير حصانة الاكتئاب.
أشارت الدراسات الماضية أنَّ النيكوتين الذي يوضع على الجلد على شكل ، يمكن أن يكون من العلاجات الفعالة ضد الاكتئاب، فالأشخاص الذين لم يكن لديهم نوبات تتكرر من الاكتئاب لسنوات متعددة، كانوا معرضين للعودة إلى التدخين من أولئك الذين لم يصابوا بالاكتئاب أبداً.
في بعض التجارب السريرية تمّ إيجاد علاقة بين التدخين والاكتئاب الحاد، كذلك بين الاكتئاب وعدم القدرة على التوقف عن التدخين، تضمنت هذه الدراسة 100 من المدخنين الذين يدخنون أكثر من 20 سيجارة باليوم، كذلك الذين كان لديهم تاريخ من الاكتئاب الحاد، إضافة للمشاركين الذين لم يأخذوا الأدوية المضادة للاكتئاب لمدّة ستة أشهر على الأقل، استمرت الدراسة شهرين بعد ترك التدخين، ففحص الباحثون فيما إذا عاد الاكتئاب الشديد، تمّ فحص حالة التدخين عن طريق اختبار مستويات النيكوتين في الدّم.
من المئة مدخن وجد الباحثون اثنتان وأربعون حالة نجاح في ترك التدخين، كذلك أربعة وثلاثون مدخن قد رجعوا للتدخين خلال الدراسة، كما وجد أنّ ثلاثة عشر مشاركاً من الذين تركوا التدخين واثنين من المدخنين عانوا من عودة الاكتئاب الحاد بعد ترك التدخين، كان خطر عودة الاكتئاب الحاد متساوٍ في الأشهر الثلاثة الأولى، فخطر عودة الاكتئاب لم يرتفع بشكل فجائي بعد توقف المشاركين عن التدخين، إنّما كان متساوٍ طوال مدَّة الدراسة.
كان خطر الإصابة أكبر في أول أسابيع ترك التدخين، ثمّ انخفض إلى المستوى العادي، حيث تمّ اعتبار الاكتئاب عَرَض ثاني لترك التدخين، مثل الغضب والانفعالات، فبعض الأشخاص المدخنين الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب يعرفون بالفعل أنّّ ترك التدخين يمكن أن يؤدي إلى العودة للاكتئاب، لذلك فهم يخافون ترك التدخين.