اقرأ في هذا المقال
- التحليل الكمي في السلوك الإنساني الفردي في علم النفس
- التحليل النوعي في في السلوك الإنساني الفردي في علم النفس
صحيح أنه على مدى العقود الماضية تحرك علم النفس نحو أن يصبح علمًا كميًا يحاول إدخال قياسات بدقة مقارنة بالقياسات في العلوم الدقيقة مثل الفيزياء والكيمياء وما إلى ذلك، حيث ساهم علم النفس في قياس السلوك الإنساني الفردي وذلك باعتماد أدوات وتقنيات كمية ونوعية لأبحاثهم ودراساتهم، ومع ذلك فإن المشكلة الخاصة في تحديد وقياس السلوك الإنساني الفردي لا تزال لها خصائصها الخاصة.
التحليل الكمي في السلوك الإنساني الفردي في علم النفس
يستخدم القياس في علم النفس نوعين من البيانات أو الاستجابات البيانات اللفظية والبيانات السلوكية، حيث تشير البيانات اللفظية إلى ما يقوله الشخص أو يكتبه باستخدام اللغة، على سبيل المثال عندما يحاول طبيب نفساني دراسة شخص مصاب بالاكتئاب فقد يطلب من الشخص أن يروي ما يحدث له بالضبط أو يكتب بالتفصيل عما يمر به، من ناحية أخرى تشير البيانات السلوكية إلى أشكال أخرى من الاستجابات الجسدية مثل العضلات والغدة والحسية والعصبية والإدراكية وما إلى ذلك.
في التحليل الكمي في السلوك الإنساني الفردي في علم النفس لا يقتصر استخدام المواد اللفظية وغير اللفظية على اختبار الذكاء فحسب، بل يمتد أيضًا إلى جوانب أخرى من السلوك الإنساني، على سبيل المثال يمكن قياس سمات الشخصية مثل التواصل الاجتماعي والتأكيد والتسامح وحب الخصوصية وما إلى ذلك، من خلال استبيانات شخصية وقوائم جرد مختلفة، ويمكن أيضًا قياس هذه السمات من خلال التغييرات السلوكية مثل التغيرات الجسدية، والإثارة القشرية، ومراقبة سلوك التعلم في كثير من الحالات يتم استخدام كل من القياسات اللفظية وغير اللفظية.
قد نفحص المؤشرات المختلفة المستخدمة لقياس السلوك اللفظي وغير اللفظي، حيث يوجد مؤشرات مهمة في التحليل الكمي في السلوك الإنساني الفردي في علم النفس تتمثل في وقت الاستجابة أو الكمون حيث أن أحد العوامل التي تستخدم عادة لقياس السلوك الفردي هو الوقت الذي يستغرقه الفرد لإنتاج استجابة، مثال كلاسيكي على ذلك هو تجربة زمن رد الفعل، ومؤشر مدة الاستجابة عامل آخر يؤخذ في الاعتبار لقياس السلوك الإنساني الفردي وهو المدة الزمنية التي يحدث فيها سلوك معين للاستجابة، حيث تخضع قياسات الصور اللاحقة والتجارب الحسية الأخرى لهذا النوع من المؤشرات.
الوقت المستغرق لإكمال الرد حيث يستخدم هذا المقياس على نطاق واسع في قياس التعلم والذكاء والقدرات الأخرى في التحليل الكمي في السلوك الإنساني الفردي في علم النفس، على سبيل المثال في تجربة التعلم لسكينر أو تجربة ثورندايك للتعلم عن طريق التجربة والخطأ، فإن أحد المعايير المستخدمة لقياس ما إذا كان الجرذ أو القط قد تعلم المسار الصحيح هو من حيث الوقت الذي يستغرقه الحيوان للوصول إلى هدفه.
يمثل تواتر الاستجابة في التحليل الكمي في السلوك الإنساني الفردي في علم النفس عدد المرات التي تحدث فيها استجابة معينة خلال وقت معين أو في مناسبة معينة هو مؤشر آخر، حيث يمكن رؤية مثال من هذا النوع في قياس تذبذب الانتباه، فالتجارب على تذبذب الانتباه تستخدم كمؤشر عدد المرات التي يتحول فيها الانتباه من جانب واحد من حافز معين إلى آخر في غضون مهلة زمنية محددة.
في قياس السلوك الإنساني الفردي العاطفي يتم استخدام مقدار أو شدة الاستجابات الغدية والعضلية كمؤشر، إذا كان لا بد من قياس عدوانية الشخص فقد يحاول المجرب قياس ضغط دم الشخص ومعدل التنفس ومعدل ضربات القلب والإيماءات والنغمة وتعبيرات الوجه وغيرها من التعبيرات المصحوبة بتغيرات نفسية معينة، فقط بعد تحليل مجموعة متنوعة من هذه البيانات ودمجها، يمكن للمرء أن يصل إلى المقياس الذي يشير إلى رد الفعل العام للعدوان أو إجمالي كمية التفاعل العدواني.
هناك مؤشر آخر مستخدم في التحليل الكمي في السلوك الإنساني الفردي في علم النفس وهو عدد التجارب أو محاولات الممارسة أو العروض التقديمية لحافز معين، حيث يستخدم هذا بشكل شائع في تجارب التعلم، ففي معظم تجارب التعلم يتم استخدام عدد المحاولات التي يطلبها الكائن الحي لتعلم مهمة وفقًا لمعيار أو معيار كمؤشر، وبالمثل فإن التجارب على التذكر والتعلم تستخدم أيضًا عددًا من العروض التقديمية أو التجارب المطلوبة للشخص لتعلم المواد اللفظية إلى حد الاسترجاع المثالي.
التحليل النوعي في في السلوك الإنساني الفردي في علم النفس
من الواضح أنه على مر السنين تمكن علماء النفس من تطوير تقنيات وأدوات قياس عالية الدقة في قياس السلوك الإنساني الفردي في علم النفس، في الواقع ظهر علم النفس بين العلوم الاجتماعية والسلوكية باعتباره أكثر التخصصات تعقيدًا من وجهة نظر القياس، ومع ذلك فإن النهج الكمي له حدوده حتى اليوم ربما لم يصل إلى المرحلة التي يمكن فيها قياس جميع جوانب السلوك كميًا، نتيجة لذلك غالبًا ما يصبح التحليل النوعي ضروريًا على سبيل المثال في مجالات مثل تشخيص المشكلات السلوكية وعلاجها يلعب التحليل النوعي دورًا مهمًا.
لا يزال الطبيب النفسي أو المعالج الخبير أثناء استخدام المؤشرات الكمية بناءً على الاختبارات النفسية لا يعتمد كليًا على هذه المؤشرات في تقييمه وتشخيصه، وبالمثل في السلوك الإنساني الفردي في علم النفس فقد وجد في كامل مجال دراسة الشخصية أن التحليل والوصف الكميين ليسا مناسبين دائمًا، فقد يكون هناك شخصان يحصلان على درجات متطابقة في اختبار نفسي متشابهين لكنهما ليسا متطابقين، حيث تفرض حقيقة وجود خصائص فريدة بعض القيود على صحة وفائدة التحليل الكمي.
مع ذلك هناك معضلة أخرى تتعلق بالاختيار بين النهج الكلي والنهج التحليلي في السلوك الإنساني الفردي في علم النفس، حيث يؤكد عدد من علماء النفس على الرأي القائل بأن الشخصية كلية ويجب فهمها ككل، هذا النهج إلى حد كبير على عكس نهج القياس النفسي أو نهج القياس، فنهج القياس هو في الأساس التحليلي على سبيل المثال ذكاء الشخص هو مجموع الدرجات لجميع المكونات.
هذا هو الحال مع قياس الشخصية تعارض النظريات الكلية مثل هذا الرأي وفقًا لهم يتمتع ذكاء أو شخصية الفرد بخاصية شاملة أو كلية يتم إغفالها عند إجراء القياس من حيث الوحدات أو المكونات، ويعتقد علماء النفس هؤلاء أنه في حين أن هذه الدرجات قد تكون مفيدة إلى حد ما في فهم السلوك الإنساني الفردي والتنبؤ به، إلا أنه يجب علينا أيضًا أن نضع في اعتبارنا العناصر الفريدة والفردية التي لا يمكن قياسها عادةً، وبالتالي يمكن للمرء أن يرى الخلاف بين النهج الإكلينيكي الشامل من ناحية والنهج السيكومتري من ناحية أخرى.