التعاطف والذكاء الوجداني

اقرأ في هذا المقال


“هناك الكثير من الأدلة على أنّ الشخص المكتفي عاطفياً (الذي يعرف حقيقة مشاعره ويتحكّم فيها، ويدرك حقيقة مشاعر الآخرين ويتعامل معها بفعالية) يتفوّق على غيره بميّزة في أي مجال من مجالات الحياة، فالتعاطف هو المهارة البشرية الأساسية” “دانيال جولمان”.

الذكاء الوجداني أكثر أهمية من الذكاء العقلي:

كثيراً ما نقرأ كتاباً بين الحين والآخر يغيّر من أسلوب تفكيرنا، حيث أثبتت الدراسات التي تم إجراؤها على أهمية الذكاء الوجداني والذكاء العقلي، أنّ الذكاء الوجداني أكثر أهمية من الذكاء العقلي، حيث أشار عالم النفس “هاوارد جاردنر” الذي قام بوضع نضرية مستويات الذكاء المتعدّدة “يمكن أن تجد كثير من الناس الذين لا تبلغ درجة ذكائهم مئة وستون يعملون لدى أناس لا تتعدّى درجة ذكائهم مئة درجة، وذلك إذا كان الطرف الأول ضعيفي الذكاء الاجتماعي والطرف الثاني متفوقين فيه”.

الذكاء الوجداني لا يتعلّق بمقدار المعلومات التي نمتلكها، بقدر تعلّقه بما نمكله من قدرة على الارتباط مع غيرنا وإنشاء علاقات اجتماعية وجدانية مبنيّة على الحبّ والتعاطف وحسن الاستماع، فنحن قد نكون أكثر ذكاء في مجال الفيزياء أو الرياضيات أو الهندسة أو الطب، ولكننا نفتقر إلى الأسلوب الذي يجعلنا نتعامل مع غيرنا في ذكاء وجداني مبنّي على أساس التعاطف بعيد عن الفوقية والتعالي.

التعاطف من صفات من يتصفون بالذكاء الوجداني:

إنّ التعاطف صفة ضرورية لدى من يتصفون بالذكاء الوجداني، ففي اختبار أجري على أكثر من سبعة آلاف شخص من مختلف أرجاء العالم، تبيّن أن المتعاطفين منهم يتصفون بأنهم من ذوي الاتساق الوجداني، وأنهم محبوبون، ومنطلقون باتجاه الواقع والنجاح، ومن الطبيعي أن يكونوا حساسين أكثر من غيرهم، كما تشير الدراسات أيضاً إلى أنّ امتلاك القدرة على فهم مشاعر الغير تساعدنا في مجالات حياتنا، ومنها الصداقة والحب، والتدريب وحسن الإدارة، والاستشارة والقيادة، وأبرز ما يمثله الذكاء الوجداني هو الشخصية.

النجاح يتطلّب ذكاء عقلي فاعلاً، ولكن لوحده لا يكفي أن نصل إلى القمّة فالذكاء الوجداني المبنّي على التعاطف وحسن الظن بالآخرين من أبز ميزات الناجحين، فهم يمزجون بين العقل والعاطفة ضمن نطاق عقلي معقول، فنحن اليوم بأمسّ الحاجة ﻷن نمتاز بالذكاء العاطفي الممزوج بالعاطفة الحقيقية.


شارك المقالة: