بالرغم من أن صعوبات القراءة والكتابة لاقت على قدر أكبر من الاهتمام في ميدان صعوبات التعلم، إلا أن صعوبات الرياضيات بدأت تتلقى اهتمام متزايد من الباحثين في صعوبات التعلم، وتتركز اضطرابات الطلاب الذين يعانون من صعوبات في الرياضيات في إجراء العمليات الحسابية، وكذلك حل المسائل اللفظية.
الرياضيات وصعوبات التعلم
ويعتقد بعض العلماء أن فشل التلاميذ ذوي صعوبات التعلم في حل التمارين اللفظية، يكون نتيجة لعدم قدرتهم في تطبيق استراتيجيات حل المشكلات، وتتمثل صعوبة الرياضيات في إجراء العمليات الحسابية وفي صعوبة حل المسائل الرياضية، ويمكن أن تحدث هذه الصعوبة بشكل فردي أو تكون مصاحبة لصعوبات تعلم أخرى.
ويقصد بصعوبة إجراء العمليات الحسابية عدم القدرة إتقان الرموز الرياضية وإجراء العمليات الحسابية، ويعزو بعض الباحثين هذه الصعوبة بسيطرة داخلية غير فعالة على توظيف المعلومات، بالإضافة إلى ضعف الذاكرة، وفي العديد من الدراسات يكون الكثير من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم فيها قدرة على أداء مهارات حسابية، لكنهم لا يوجد لديهم القدرة على استعمال هذه المهارات الحسابية في مواقف حل المسائل.
يوضح العلماء أيضاً أنه يجب على الطالب معرفة كيفية تطبيق المهارات الحسابية، على المواقف المالية التي تنشأ في الحياة اليومية، ويتميز الطلاب ذوي صعوبات الرياضيات اضطرابات أو قصور في عمليات المعالجة المعرفية واستعمال مهارات التفكير وصعوبات الانتباه.
والاحتفاظ به أثناء إجراء العمليات الحسابية أو تجاهل بعض الخطوات الحسابية أو صعوبة في فهم الرموز الحسابية أو صعوبة في الكتابة الأفقية أو صعوبة في إدراك العلاقات والاتجاهات عند حل المسائل الرياضية، يجد من يعانون صعوبات التعلم في الرياضيات صعوبة في تعلم المراحل المتتالية، التي يحتاجها لحل المسائل الرياضية، وقد لا يجد أسلوب آخر لحل المشكلة.
تظهر البحوث إلى أن الطلاب ذوي صعوبات التعلم يعانون من مشكلات في الإدراك البصري والسمعي، قد يجد طفل الذي يعاني من مشكلات في الإدراك البصري، صعوبة في رؤية الأشكال المرئية وتذكرها، وقد يعكس الأحرف أو الأرقام، بينما قد يجد الطفل الذي يعاني من مشكلات في الإدراك السمعي صعوبة في تمييز الكلمات التي تبدو متشابهة في صوتها.
ويعاني هؤلاء التلاميذ أيضاً من صعوبات في الجانب الحركي، عندما يبدأ الطفل برسم الأحرف أو الأشكال التي يراها بالطريقة الملائمة أمامه، ولكنه بقوم بتفسيرها بطريقة معاكسه، فإن ذلك سوف يؤدي إلى كتابة خاطئة مثل كلمات معكوسة أو كتابة من اليسار لليمين.