تستخدم السيرة المرضية التطورية للكشف عن حالات التأخر التطوري المبكر، وللوقوف على مدى حدة مشكلات الوالدين وثباتها ودقتها، ففي حين يرجح أن يكون من الصعب على الوالدين تذكر المراحل التطورية المبكرة بدقة في الوقت الذي يكون فيه الطفل قد دخل المدرسة، فقد يكون من المفيد الخروج بسيرة مرضية تكشف مشكلات تطور اللغة والمهارات الحركية الدقيقة أو المهارات الحركية الكبيرة أو المهارات الاستقلالية.
السيرة المرضية التطورية والتربوية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
تشيع حالات العجز في المهارات الحركية الدقيقة بين الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، مما قد يسهم في صعوبات الكتابة، فعندما تتم ملاحظتها عند الفحص العيادي، قد يكون تشخيص اضطراب التأثر التطوري مناسباً، وقد تدعو الحاجة للجوء إلى العلاج الوظيفي في حالة وجود إعاقة وظيفية، ومن جانب آخر ، قد تكون قدرات الإحساس الحركي أيضاً ضعيفة لدى بعض الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، مما قد يسهم في صعوبات التخطيط الحركي.
قد يشير تأكد وجود تأخر في تطور اللغة إلى وجود اضطراب تطور اللغة أو اضطراب تطوري عام، ففي حالة وجود اضطراب تطوري عام سيكون هناك بالتالي دليل آخر يثبت ذلك في السيرة المرضية للطفل وتقييمه، ويتضمن هذا الدليل بطبيعته بياناً بالسلوكيات النمطية أو الاهتمامات الحصرية، وبالأنماط غير الطبيعية لاستخدام اللغة وتعطل في التفاعل الاجتماعي، وفي المقابل قد يبدو أن اضطراب تطور اللغة قد اختفى مع حلول سن المدرسة.
في حين أن هذا الاضطراب سيظهر لاحقاً على شكل صعوبات في القراءة أو الاستيعاب القرائي أو التهجئة أو الاستماع أو الحفظ، ومن هنا قد تدعو الحاجة إلى تقييم أكثر شمولاً للمهارات، ويوصي بإجراء تقييم وفي حالة وجود مواطن عجز نفس تربوي رسمي لتحديد الأهلية للتدخلات التربوية المتخصصة ونوعيتها، قد يدل التأخر التطوري الكلي على وجود تخلف عقلي أو في حالات نادرة اضطراب تحلل عصبي، مما يتطلب أيضاً تقييماً رسمياً وبرنامجاً تربوياً خاصاً.
وإلى جانب الكشف عن المشكلات التطورية، ينبغي على الاختصاصي أن يستعلم من الوالدين عن تأثيرات النقص في مراحل تطورية مكتسبة سابقاً، فقد تكون الأعراض الأكاديمية والسلوكية مؤشرات أولية على اضطرابات التحلل العصبي، وذلك على الرغم من أنها ليست الأعراض الوحيدة على ذلك، وغالباً ما يقر الوالدان لاحقاً بوجود نقص في المراحل التطورية؛ وذلك لأن مقدرة الطفل على التكيف الاجتماعي وعلى الانتباه أصبحت أكثر ضعفاً من السابق.
وقد يكون مرد ذلك أن زيادة التأخر عما هو متوقع ممن هم في مثل سنه تجعل الطفل يبدو أسوأ، مما كان في السابق لكن ذلك في واقع الحال لا يشكل نقصا في المهارة، ومن هنا فإن اللجوء إلى مزيد من الاستقصاء فيما يتصل بفقدان الكلمات ونقص مهارات الرعاية الذاتية وضعف الذاكرة و المهارات الحركية الدقيقة سيطمئن الاختصاصي، وفي أغلب الأحيان من أن الطفل لم يفقد في الواقع أي مهارات.
ومن الاضطرابات للطفل اضطرابات التحلل العصبي والاضطرابات العصبية الأخرى الممكنة لدى الأطفال في سن المدرسة، والتي تدل بطبيعتها على حدوث تراجع دراسي وسلوكي في بداية مراحلها وعدم الإشباع الكظري للكريات البيضاء والعجز الكظري والتشنج، ورقاص هنتنغتون الرقاص والاختلالات النفسية، والتيبس والجزع والصرع.
والسكر العدادي المخاطي تشوهات وجهية وعظمية وتقلصات في المفاصل، وتورم الألياف العصبية بقع ذات لون بني فاتح وتورم الموثق العصبي البصري، والتضخم النصفي والأورام العصبية ومتلازمة سانفيليبو وتشوهات عظمية، وقصر القامة وتضخم الكبد والطحال، والتهاب الدماغ التصلبي العام شبه الحاد الصرع، والتقلصات اللإرادية والارتعاش العضلي وكف البصر وكف السمع.
والتصلب الدرني الصرع وتورم الغدد الدهنية والوحمات منزوعة الخضب والبثور المتيبسة، وداء ولسون تليف الكبد واليرقان وحلقات كايزر فلايشر والصرع المزمن، وإن فهمنا لتطور الأعراض وحدتها في البيئة المنزلية والتربوية سيفيد في استبعاد وجود اضطراب تحلل عصبي، وفي إعطاء مؤشرات فيما يتعلق بمسببات المشكلات الدراسية المصاحبة.
بالنسبة للإعاقة التعليمية أو لضعف التوافق التعليمي، وعلى نحو مماثل لو كانت المشكلة الأولية تتمثل في ضعف تطور مهارات القراءة، أو لو ظهرت هذه في السنة الأولى من دخول المدرسة مصحوبة بمشكلات تتصل بمدة الانتباه، فيتوجب على العيادي أن يتوقع وجود إعاقة تعليمية مع أو بدون اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ولا يبدو أن مشكلات الانتباه تؤثر في اكتساب المهارة على نحو انتقائي.
وفي الختام لا تعزى المشكلات عادة إلى حالات تأخر دراسي في مرحلة مبكرة كالروضة أو السنة الأولى من المدرسة عند الأطفال ذوي الذكاء المتوسط أو فوق المتوسط، وفي حين قد يعطل عدم التوافق التعليمي الانتباه، فليس من الشائع أن تكون الإعاقة في القراءة مسبباً لمشكلات السلوك في الصف الدراسي.