السيطرة والوعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تنفيذ أو تغيير إجراءات معالجة المعلومات المعروفة باسم التحكم المعرفي أو السيطرة، حيث يُعتقد تقليديًا أنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالوعي، ويبدو أننا نتحكم في سلوكنا إذا عرفنا أسباب وعواقب ذلك، يشير البحث النفسي الحديث مع ذلك إلى أن العديد من الظواهر السلوكية التي تم تفسيرها على أنها حالات من السيطرة المعرفية يمكن أن تكون مدفوعة بأحداث لا يدركها الفاعلين.

السيطرة والوعي في علم النفس

من المعروف منذ فترة طويلة أن المنبهات اللاواعية يمكن أن تؤثر على سلوكنا من خلال علاقة السيطرة والوعي في علم النفس، حيث تتعلق المظاهرات الكلاسيكية لهذه الظاهرة بالحالات العصبية للرؤية العمياء أو الإهمال أو الانقراض، حيث يقوم المرضى على الرغم من عدم إدراكهم لأجزاء من مجالهم البصري، بتحديد وتحديد المحفزات فوق مستوى الصدفة، وقد تم إثبات ظواهر مماثلة في المشاركين الأصحاء عن طريق التهيئة اللاشعورية.

في تجارب التمهيدي اللاوعي يستجيب المشاركين لهدف يسبقه آخر، يُسمى بالمحفز الأساسي للسيطرة والوعي، على الرغم من أن ذو السلوك القيادي مقنع بشدة وبالتالي غير مدرك بشكل كبير، إلا أنه يترك أثرًا في السلوك الإنساني لمن يتبعه، عادةً ما تكون الردود أسرع وأكثر دقة عندما يتم تعيين الهدف الرئيسي والهدف إلى نفس الاستجابة الحركية أو تنتمي إلى نفس الفئة الدلالية، مما يعني أنه تتم معالجة المعلومات إلى حد ما.

تفترض تفسيرات الرؤية دون إدراك أنه حتى المحفزات اللاواعية تتم معالجتها من خلال السيطرة والوعي في علم النفس، بشرط أن يكون النظام المعرفي مُعدًا مسبقًا للقيام بذلك، وبالتالي فإن فعالية المحفزات اللاشعورية تعتمد على العمليات التحضيرية التي تحدث مسبقًا، وتمهد الطريق لمثل هذه المنبهات اللاشعورية، وهناك العديد من الإصدارات المختلفة لهذا الافتراض الأساسي وتختلف على سبيل المثال حول ما إذا كانت الممارسة الفعلية مع محفزات معينة ضرورية للإعداد الفعال أو ما إذا كانت النية المجردة للاستجابة لهذه المحفزات كافية، أو ما إذا كان الإعداد المناسب يمكّن المعالجة الدلالية للمحفزات اللاواعية اللاحقة أو يظل محصورًا في تحليل السمات الإدراكية.

على الرغم من هذه الاختلافات فإن جميع هذه النماذج تشترك في أرضية مشتركة الوعي التحفيزي ليس ضروريًا للمعالجة، بالنظر إلى أن المراقب أو الفاعل مستعد لمواجهة هذه المحفزات في السيطرة والوعي في علم النفس.

عمليات المعالجة في السيطرة والوعي في علم النفس

في السيطرة والوعي في علم النفس تعتبر معالجة المنبهات اللاشعورية معترف بها على نطاق واسع، ففي الواقع يُفترض أحيانًا أن تكون القدرة على المعالجة اللاواعية أكبر من القدرة على المعالجة الواعية، لذلك قد يتساءل المرء عما إذا كان هناك أي شيء على الإطلاق لا يستطيع اللاوعي فعله، وبالعكس هل هناك عمليات يمكن أن تعمل فقط في الأحداث التي ندركها؟ الإجابة على هذا السؤال مهمة لأن معرفة العمليات التي تتطلب وعيًا وأيها لا تلقي الضوء على الدور الوظيفي للوعي في معالجة المعلومات البشرية.

في الواقع يدعي بعض الباحثين في علم النفس أن عمليات التحكم المعرفي تتطلب وعيًا إلزاميًا، حيث يستخدم مصطلح السيطرة المعرفية على نطاق واسع في علم النفس الحديث ويصف الظواهر التي تم النظر فيها في فصول عن الإرادة في الكتب المدرسية التاريخية لعلم النفس، على الرغم من عدم تعريفه جيدًا يبدو من الإنصاف القول إن السيطرة المعرفية تشير إلى تلك العمليات التي تكوّن النظام المعرفي لمعالجة المنبهات بطريقة معينة، وإعادة تكوين النظام المعرفي عندما تخبر أحداث معينة المراقب أو الممثل بمعالجة المنبهات في طريق مختلف.

هناك العديد من المواقف أو التأثيرات التجريبية المختلفة التي من المفترض أن تشمل عمليات السيطرة المعرفية هذه، على سبيل المثال في الدراسات التي أجريت على تبديل المهام يتعين على المشاركين الاستجابة لنفس المحفزات بطريقة مختلفة اعتمادًا على سياق المهمة التي يتم توجيهها حاليًا، وبالتالي يُعتقد أن السيطرة المعرفية تشارك بشكل كبير في تبديل المهام.

وبالمثل في مهام إشارة التوقف في علم النفس يخبر المنبه المفاجئ الممثل بتثبيط الاستجابة للحافز، والافتراض هنا هو أن النقض المعرفي لعدم تنفيذ الاستجابة التي كانت ستحدث لولا ذلك هو مثال على السيطرة المعرفية، ومثال آخر مقترح للتحكم المعرفي أو السيطرة المعرفية هو التكيف مع اتجاهات الاستجابة المتضاربة التي تستند إلى المعالجة التلقائية للمعلومات غير ذات الصلة.

هذه الميول المتضاربة هي السمة المميزة لما يسمى بمهام التدخل، ففي هذه المهام تشير ميزة التحفيز أو التوجيه التي لا صلة لها بالمهمة اسميًا إلى استجابة مختلفة عما هو مطلوب بالفعل، والملاحظة الحاسمة هي أنه عندما يكون تعارض الاستجابة متكررًا بشكل عام على سبيل المثال في مجموعة من المحاكمات، أو قد تم تجربته للتو على سبيل المثال في التجربة السابقة، يتم تغيير معالجة المعلومات في التجارب اللاحقة، على سبيل المثال يتم تكريس مزيد من الاهتمام للجوانب التحفيزية ذات الصلة بالمهام بدلاً من الجوانب غير ذات الصلة بالمهام، نتيجة لتأثير التحكم هذا يتم تقليل تأثير المعلومات غير ذات الصلة مع تعارض الاستجابة المتكرر أو الأخير.

التفاعل بين الوعي السيطرة المعرفية في علم النفس

فيما يتعلق بالتفاعل بين الوعي والسيطرة المعرفية من المهم ملاحظة أننا عادة ما ندرك الأحداث التي تتطلب تعديلًا في أفعالنا الروتينية، فقد تكون هذه أحداثًا خارجية مثل التغييرات في البيئة أو إشارات التحذير أو حدوث أخطاء أو أحداث داخلية مثل الجهد المتمرس في اختيار السلوك الإنساني المناسب أو نوع من التعليم الذاتي، حدسيًا هناك صلة قوية بين الوعي وتوظيف السيطرة المعرفية.

في التنظير النفسي ترتبط عمليات السيطرة المعرفية ارتباطًا وثيقًا بالوعي، بمعنى أن هذه العمليات تعتمد على اتخاذ القرار الواعي، على سبيل المثال يؤكد علماء النفس على أن العمليات الأساسية التي ينخرط فيها الفعل الواعي تختلف عن تلك التي ينخرط فيها الفعل التلقائي، وبالمثل يقترح علماء النفس في نموذج مساحة العمل الخاصة بهما أن الإجراءات الروتينية ممكنة بدون وعي.

بينما الوعي مطلوب للسيطرة المعرفية، ويذكرون أنه يجب أن يكون من المستحيل على حافز غير واعي تعديل المعالجة على أساس تجربة تلو الأخرى من خلال السيطرة من أعلى إلى أسفل وأنه لا يمكن استخدام رئيس غير مرئي باعتباره مصدر تحكم لتعديل اختيار خطوات المعالجة.

على الرغم من أن هذا الرابط بين الوعي والسيطرة يبدو مقنعًا، إلا أنها مسألة بحث تجريبي لتحديد ما إذا كانت صحيحة أم لا، بادئ ذي بدء من المهم فحص المشكلة قيد التحقيق، حيث لا تتعلق الأسئلة بما إذا كان المراقبين أو الممثلين يدركون أن الأحداث تمارس سيطرة معرفية وكيف يحدث ذلك، ومن المحتمل أن تكون الإجابات على هذه الأسئلة سلبية.

عادة بالكاد نلاحظ أننا نفعل شيئًا مثل تركيز الانتباه أو تنشيط مجموعة المهام، نحن نخمّن أن السيطرة المعرفية لا تتطلب معرفة فوقية بموعد وكيفية تطبيقه، بدلاً من ذلك نعتقد أن السؤال المهم والقابل للاختبار التجريبي هو ما إذا كانت التغييرات في السلوك من خلال السيطرة المعرفية تحدث عندما يظل الحدث الذي يستدعي السيطرة دون أن يلاحظه أحد.


شارك المقالة: