الظواهر الأخلاقية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


في بعض الأحيان يُستخدم مصطلح الظواهر الأخلاقية في علم النفس للإشارة إلى الطابع الذاتي لتجارب المرء أو ما يشبهها، يستخدم المصطلح أيضًا كتسمية لمجال دراسي له موضوع معين ومنهجية وهدف توجيهي، فإن الظواهر الأخلاقية في علم النفس هي مجال بحث يكون موضوعه هو الخبرة الأخلاقية بكل تنوعها، والتي تهدف إلى تقديم أوصاف دقيقة لهذه التجربة، مسترشدة بأساليب الاستقصاء من منظور فردي.

الظواهر الأخلاقية في علم النفس

هناك مفهوم ضيق جدًا لأنواع الحالات والأحداث العقلية التي يمكن أن تكون موضوعًا للبحث في الظواهر الأخلاقية في علم النفس، أي الشعور بالحالات والأحداث العقلية، بما في ذلك كحالات نموذجية وأنواع الألم الجسدي والنفسي؛ لأن هذه ليست كيفية فهم الموضوع من قبل أولئك الذين يعملون على الظواهر الأخلاقية.

تركز الظواهر الأخلاقية في علم النفس كمجال للبحث النفسي على الجوانب التجريبية لجميع أنواع الخبرة التي يمكن الوصول إليها من خلال التحقيق من منظور الشخص، بما في ذلك على سبيل المثال جميع أشكال التجربة الحسية والتجربة العاطفية، وفقًا للتقاليد المرتبطة بالفلسفة التحليلية للعقل فإن نوع استقصاء الشخص المعني هو الاستبطان.

تركز الظواهر الأخلاقية التي تتم في هذا التقليد على الجوانب التجريبية لأنواع مختلفة من الأخلاق وتجربة يمكن الوصول إليها من خلال الاستبطان، كمجال للتحقيق فإن هدفه المركزي هو الوصف الدقيق لجوانب التجربة الأخلاقية التي يمكن التحقيق فيها باستخدام الاستبطان، على هذا النحو فهو إلى حد كبير تحقيق قائم على أسس تجريبية في الجوانب التجريبية لأنواع الخبرة الأخلاقية.

تركز الظواهر الأخلاقية في علم النفس على الهياكل الأساسية للقصدية أي التوجيه إلى شيء ما المناسبة لأنواع مختلفة من الخبرة، حيث تركز الظواهر الأخلاقية المفهومة بهذا المعنى على ما هو ضروري للتوجيه الشخصي الأول المتعمد للخبرات الأخلاقية، وتهدف إلى توضيح جوهر أنواع الخبرة الأخلاقية، وتستخدم عنصرًا مميزًا في المنهجية المسبقة.

أصناف من الظواهر الأخلاقية في علم النفس

تتمثل أصناف الظواهر الأخلاقية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الإدراك الأخلاقي

الإدراك الأخلاقي يتضمن التجارب الأخلاقية التي تنطوي بشكل حاسم على استخدام كليات الفرد الإدراكية في الظواهر الأخلاقية في علم النفس، والعين والسمعي هما الأكثر وضوحًا، مثال على الإدراك الأخلاقي البصري هو رؤية شخص ما يقوم بسلوك خطئ ببهجة ويختبر هذا الفعل على أنه خطأ أخلاقيًا، إن سماع شخص ما ينطق بملاحظة سيئة عمدًا والاعتراف بها على هذا النحو هو مثال على تجربة أخلاقية ترتكز على الإدراك السمعي.

يُفهم الإدراك الأخلاقي بشكل أضيق وحرفيًا تمامًا، كما يفهمه المدافعين عنه من علماء النفس، حيث أنه يتضمن ما يبدو للمرء على أنه خاصية أخلاقية تم إنشاؤها أي مثال على خاصية أخلاقية يمتلكها موضوع تقييم أخلاقي، ويتم تقديمها في التجربة الإدراكية، كما هو الحال عندما تعرض التجربة الإدراكية البصرية للفرد الظلم الناتج عن فعل متصور.

يجب التمييز بين الإدراك الأخلاقي وبين الاعتقاد الأخلاقي العفوي القائم على الإدراك الحسي في الظواهر الأخلاقية في علم النفس، خاصة عندما يرى المرء شخصًا يضرب طفلًا صغيرًا مما يثير الاعتقاد بأن الضرب كان خطأ أخلاقيا، يمكن القول أن محتوى التجربة المرئية للفرد لا يجب أن يتضمن عرضًا لخطأ الملكية.

2- المشاعر الأخلاقية

المشاعر الأخلاقية سواء الإيجابية على سبيل المثال الامتنان والاحترام والإعجاب أو السلبية على سبيل المثال الخزي والذنب والسخط هي حالات ذهنية ذات أهمية أخلاقية في الظواهر الأخلاقية، والتي غالبًا ما يكون لها عند حدوثها شخصية قوية ومعقدة وظاهرية، في الأدبيات التجريبية على سبيل المثال يجد المرء دراسات تجريبية للاختلافات في تجارب الناس مع الحسد مقارنة بالغيرة، والشعور بالذنب مقارنة بالعار.

لاحظ أنه كما يفترض العديد من منظري العواطف من علماء النفس، الأحكام الأخلاقية مضمنة في هذه المشاعر، فإن الظواهر الأخلاقية في العاطفة الأخلاقية ستتداخل مع الظواهر الأخلاقية والحكم الأخلاقي، بالنسبة للمنظرين الذين شبهوا العواطف بالإدراك، فإن ظواهر العاطفة الأخلاقية ستتداخل مع ظواهر الإدراك الأخلاقي، فإن ظواهر العاطفة الأخلاقية سوف تتقاطع مع كل من الإدراك الأخلاقي والحكم الأخلاقي.

3- الحكم الأخلاقي

الحكم الأخلاقي يُفهم على أنه تجارب حادثة للتفكير في اقتراح أخلاقي، سواء كان يتعلق بالذات بما في ذلك أفعال المرء في الماضي أو الحاضر أو في المستقبل، أو حول شخصية المرء، أو ما إذا كان يتعلق بالأفعال أو الشخصية للآخرين، أو ما إذا كان يتعلق بهياكل وسلوكيات المؤسسات، ضمن هذه الفئة هناك العديد من التقسيمات الأخرى ذات الأهمية الظاهرية مطلوبة.

على أسس ظاهرية ميز بعض علماء النفس ما أشاروا إليه بالأحكام الأخلاقية المباشرة من الأحكام الأخلاقية المستبعدة التي تهدف إلى التقاط الاختلاف في ظواهر المنظور بين الحكم الأخلاقي من منظور الشخص، كما وجد سببًا على أسس ظاهرية للتمييز بين أحكام الالتزام والأحكام الواجبة عمومًا من أحكام القيمة في الظواهر الأخلاقية.

4- المداولات الأخلاقية

تتضمن المداولات الأخلاقية من الظواهر الأخلاقية في علم النفس صياغة الافتراضات الأخلاقية والنظر في مدى معقوليتها، على سبيل المثال التفكير فيها والتفكير في الأسباب المؤيدة والمعارضة، والتي تهدف عادةً إلى الوصول إلى حكم أخلاقي حول بعض القضايا، تركز هذه الفئة من الظواهر الأخلاقية على العملية الواعية التي تؤدي غالبًا إلى تشكيل حكم أخلاقي أو تؤدي إلى اتخاذ قرار بالتصرف بناءً على مداولات الفرد وكلاهما نتاج نموذجي لهذه العملية.

5- الفاعلية الأخلاقية

تتضمن الفاعلية الأخلاقية ممارسة قدرة الفرد على التصرف في الظاهرة الأخلاقية، بما في ذلك تجربة اتخاذ القرارات الأخلاقية أي ممارسة للإرادة، فضلاً عن تجارب التخطيط والمحاولة والسعي والتصرف بطرق لها أهمية أخلاقية، حيث يناقش علماء النفس تجارب الوكيل الفاضل التي تصفها من حيث نوع تجربة التدفق التي تم استكشافها على نطاق واسع في ما يعرف بالسلوك الأخلاقي.

وهي قدرة متطورة تشبه المهارة حيث يمكن للعامل الذي وصل إلى المستوى المطلوب من الخبرة الأخلاقية أن يرى بشكل بديهي ما يجب فعله دون تطبيق القواعد وإصدار الأحكام على الإطلاق، هذه الفئات من الخبرة الأخلاقية مسامية كما هو موضح في ما لاحظناه حول المشاركة المحتملة للحكم الأخلاقي في اختبار المشاعر الأخلاقية.

غالبًا ما تتضمن المداولات الأخلاقية الأحكام الأخلاقية التي قد يتبادر إلى الذهن أو لا يتبادر إلى الذهن عند التفكير في بعض القضايا الأخلاقية للوصول إلى حكم حول هذه القضية، كما هو موضح في الملاحظات حول الحكم الأخلاقي هناك المزيد من الفروق الدقيقة التي يمكن للمرء أن يرسمها داخل وعبر الأنواع الأساسية للتجربة الأخلاقية، على سبيل المثال الأحكام الأخلاقية المباشرة مقابل الأحكام الأخلاقية التي تم إزالتها.

وفي النهاية نستنتج أن:

1- الظواهر الأخلاقية في علم النفس تتمثل بأنها مجال بحث يكون موضوعه هو الخبرة الأخلاقية بكل تنوعها، والتي تهدف إلى تقديم أوصاف دقيقة لهذه التجربة.

3- إن هذه الظواهر ذات أصناف وأشكال متنوعة ومنها المشاعر الأخلاقية والإدراك الأخلاقي والمداولات الأخلاقية والفاعلية الأخلاقية والحكم الأخلاقي.


شارك المقالة: