العلاج النفسي النسوي

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر العلاج النفسي النسوي منهج تكاملي في العلاج النفسي يستهدف النوع الاجتماعي، ويتضمن الصعوبات والضغوطات التي تتعرض لها المرأة؛ بسبب التحيز والقالب النمطي والكبت وغيرها من العوامل التي تهدد الصحة النفسية لهن.

العلاج النفسي النسوي

يساهم التحالف العلاجي القائم على التفاعل الصادق وعدم التمييز بين المعالج والمُصاب على دعم فهم المرضى للعوامل الاجتماعية التي يكون لها دور في تكوين مشكلاتهم، واكتشاف الشخص لهويته المميزة والمطالبة بها، ودعم نقاط القوة الشخصية لتطوير حياتهم وحياة من حولهم.

ظهر هذا النوع من العلاج في أول السبعينات بصفته عملية، تهدف إلى دعم النساء، لكنه تطور ليتضمن الأزواج والعائلات والأفراد بمختلف الفئات العمرية والجندرية، ليتجسد بهذا دافع المُراجع ورغبته في استكشاف دور الجندر في حياته الوجدانية وعلاقاته وعلاقات أحبائه.

يتمكن أي فرد أو مجموعة مهمشة الاستفادة من هذا النوع من العلاج، يتضمن هذا الأفراد غير البيض والفقراء والمهاجرين واللاجئين وذوي الإعاقة.

يتناول هذا النوع من العلاج مشكلات عديدة مثل اضطرابات الأكل، واضطرابات صورة الجسد، ويتم ممارسته في جلسات خاصة أو في مجموعات مثل عيادات النسائية الصحية، والمراكز الخاصة بضحايا العنف المنزلي.

يكتشف المراجع هويته الفردية، في مجال هذا النوع من العلاج النفسي، ويجد نقاط قوته ويستعملها ليشعر بقوة أكبر في المجتمع.

يستعمل المعالج أساليب التحليل ولعب الأدوار والتدريب على توكيد الذات والاعتداد بالنفس لمساعدة المرضى على بناء هويتهم واحترام أنفسهم.

يتسم هذا النوع من العلاج، بخلاف أنماط العلاج النفسي الأخرى، بلجوء المعالجين عادةً إلى مشاركة قصصهم الشخصية والصعوبات التي مرّوا بها لدعم إحساس الراحة لدى المصاب وتشجيعه على مشاركة قصصه الخاصة.

وتم إيجاد هذا النوع من العلاج لتمكين الأشخاص الذين يشعرون بالكبت أو الاضطهاد من جهة ثقافات الأغلبية المجتمعية، من خلال احترام آرائهم ورفع أصواتهم، وهذا ما يتجلى في تعين مهارات المُراجع ونقاط القوة التي يتمتع بها، ومن ثم انطلاقه نحو إدراكها وتبنيها.

يركز هذا النوع من العلاج حول إدراك فكرة تأثر الفرد بالمعيار الاجتماعي ومعاناته بسببها، وأهمية إرشاده لرؤية نفسه بمثابة أفضل خبير في فهم هويته الفريدة، وهذا ما يتحقق من خلال إعادة صياغة مشاكل المريض في سياق وجهات النظر المجتمعية، بدلًا صفات المعالج النسوي من رؤيتها نتيجة لسلوكياتهم الشخصية.

واختصاصي هذا النوع من العلاج هو معالج نفسي مُختص في الصحة النفسية قام بالتركيز على قانون النسوية والعدالة الاجتماعية، وهو يراعي التخمينات والأعراف الثقافية والمتغيرات الاجتماعية الأخرى، التي تعترض طريق الأشخاص، وبالتحديد النساء، في عالم يضع فيه الآخرون المعايير التي تحكمهم.


شارك المقالة: