اقرأ في هذا المقال
- العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس
- دور النظرية التحفيزية في العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس
- دور نظرية المحتوى في العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس
تعبر العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس عن مجموعة من المفاهيم ذات العلاقة المترابطة والسببية فيما بينها، حيث تعبر العواطف عن جميع الدوافع التي تحفز الفرد للقيام ببعض السلوكيات والإشارات الجسدية في العديد من المواقف.
العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس
هناك نوعان من الاستراتيجيات الرئيسية للتقليد التحفيزي في علم النفس المعاصر للعواطف، حيث تفترض النسخة الظاهرية منها أن العواطف هي مشاعر الاستعداد للعمل، بينما تحدد النسخة غير الظاهرية أن العواطف كأسباب لحالات الاستعداد للعمل التي قد يتم الشعور بها أو لا، ويتفق كلاهما على أن الجانب الأساسي للعاطفة هو الطريقة التي تحفز بها المشاعر على التصرف.
يجادل علماء النفس بأن كلا من نظريات الحكم والنظريات الإدراكية للعاطفة ترتكب خطأ تحديد المشاعر من حيث المحتوى وليس من حيث الموقف أو الوضع الدافع لها، كما يشيرون أنها ممكن أن تتكون كل الحالات المقصودة من محتوى تمثيلي في وضع نفسي، على سبيل المثال الاعتقاد والرغبة هما أوضاع أو مواقف نفسية مختلفة، ولكل منهما محتوى على التوالي، ما يُعتقد أو يُرغب كما يتم التقاطه من خلال الاقتراح أو الخيار المناسب لها.
إذا كانت العواطف أنواعًا خاصة من الأحكام أو التصورات، فإنها ستختلف عن الأنواع الأخرى من الأحكام أو التصورات ليس من حيث الموقف ولكن من حيث المحتوى فقط، حيث ان ما يتم الحكم عليه أو إدراكه عندما نشعر به، علاوة على ذلك فإن المشاعر نفسها ستختلف عن بعضها البعض فقط من حيث المحتوى بدلاً من الموقف؛ لأنه لن يكون هناك موقف محدد على سبيل المثال مشاعر الغضب والعار والذنب وما إلى ذلك، بل سيكون هناك موقف مشترك أي موقف الحكم أو إدراك الموقف تجاه المحتويات المختلفة.
يعتقد علماء النفس أن هذا النهج القائم بكل من العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس، لا يفشل في التقاط ليس فقط ما يميز المشاعر عن بعضها البعض، ولكن أيضًا ما يجعلها مميزة كحالات تحفيزية، حيث يقترحون نظرية المواقف للعواطف، ومن وجهة النظر هذه فإن الخوف من النمر مثلاً ليس حكمًا ولا تصورًا لوجود شيء خطير في متناول اليد، بل هو موقف اتخاذ خطوة تجاه المحتوى الذي يوجد به نمر.
يعتبر ما يعطي المواقف العاطفية محتواها هو قواعدها المعرفية، وهي الطرق التي يتم من خلالها التعرف على المحتوى الذي يشير إلى وجود نمر على سبيل المثال من خلال الإدراك والخيال والاستدلال وما إلى ذلك.
ولكن ما هو نوع الموقف الذي يشكل عاطفة ولا يعتبر حكم أو تصور؟ من هنا تعتبر العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس أن المواقف العاطفية هي في الأساس تجارب للشعور بجسد المرء جاهزًا للعمل، على سبيل المثال يرقى الخوف من الكلب إلى تجربة الكلب مع وجود نفس الدرجة من الخطورة بقدر ما هو تجربة يتم تحضير جسد المرء للتجنب أو الهرب.
وبالمثل فإن الغضب على الشخص هو تجربة عدوانية بقدر ما تتكون من تجربة استعداد جسد المرء للانتقام، وبالتالي فإن العواطف هي مواقف محسوسة للاستعداد للعمل غير قابلة للاختزال للمواقف غير العاطفية ومخصصة لكل عاطفة، بالتالي تعتبر نقطة البداية للنظرية المعرفية التحفيزية للعواطف هي الاقتناع بأن المشاعر غير قابلة للاختزال ليس فقط للأحكام والتصورات، ولكن أيضًا للمشاعر ويجب فهمها بدلاً من ذلك على أنها أنواع خاصة من الحالات الدافعة المركزية أو البرامج السلوكية.
يتم تحديد حالات الدافع المركزي أو البرامج السلوكية للعواطف من خلال ما نفعله بدلاً من ما نشعر به، وما يتم فيها هو توفير اتجاه عام للسلوك الإنساني البشري عن طريق التعزيز الانتقائي لمجموعات متماسكة من الخيارات السلوكية، حيث يمكن أن ينتج عن هذا التقوية الانتقائية للمشاعر أو تسمية المشاعر والاختيار بين ما هو مناسب منها في الموقف الحالي، لكن التغييرات الهائلة ليست ضرورية للتقوية نفسها، والتي تتكون من تغييرات في احتمالات الخيارات السلوكية.
للتوضيح يتضمن الخوف التقوية الانتقائية للخيارات التي تشترك في الهدف المتمثل في تجنب هدف معين تم تقييمه على أنه خطير، ويتضمن الغضب التقوية الانتقائية للخيارات التي تشترك في الهدف المتمثل في مهاجمة هدف معين تم تقييمه على أنه هجوم، وينطوي الشعور بالذنب على التقوية الانتقائية للخيارات التي تشترك في الهدف المتمثل في إصلاح علاقة تم تقييمها على أنها تضررت بفعل أفعال لا تفي بالمعايير الأخلاقية للفرد وما إلى ذلك.
دور النظرية التحفيزية في العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس
النظرية التحفيزية في العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس مستوحاة من نظرية العواطف كميول فعلية، ولكن هناك بعض الاختلافات، حيث تميز النظرية التحفيزية بين عاطفة واحدة وحلقة من العاطفة، مع العاطفة المقابلة لما يسبب تغييرًا في الاستعداد للعمل وحلقة العاطفة المقابلة للتغيير الفعلي في الاستعداد للعمل، لكن النظرية التحفيزية تستعير عنصرًا رئيسيًا من النظرية المعرفية، وهو افتراض أن ميول الفعل يجب أن يكون لها أسبقية تحكم لتصبح عاطفية.
تتضمن أسبقية التحكم في النظرية التحفيزية للعواطف والمواقف والدوافع مقاطعة العمليات المتنافسة، واستباق الوصول في الذاكرة والاستدلال والإدراك وما إلى ذلك، إلى المعلومات التي لا تتعلق بهدف التجنب وإعداد الجسم للعمل، بالتالي يمكن دمج فكرة أن العواطف هي برامج سلوكية تجلب دوافع ذات أولوية للعمل مع قصة أساسية حول كيفية تطور بعض هذه البرامج للتعامل مع مهام الحياة الأساسية، مما أدى إلى ما أطلق عليه نظرية العاطفة الأساسية الجديدة.
وفقًا لذلك يمكن أن يؤثر التعلم على كل من ما ينشط البرنامج المتطور في المدخلات والاستجابات التي يجلبها البرنامج في المخرجات من خلال التفاعل بين اتجاه وتنظيم العمل ذي الأولوية، سيؤدي هذا إلى تنوع هائل في الاستجابات الفعلية التي لوحظت عند تنشيط أي عاطفة أساسية، مما يحمي الأسلوب الجديد من مشكلة عدم وجود التوقيعات الجسدية.
دور نظرية المحتوى في العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس
تؤيد نظرية المحتوى في العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس عن أبعاد متعددة للعواطف للتعامل مع مشكلة القصدية أو السببية، وتقترح أن المشاعر المختلفة تختلف عن بعضها البعض وعن الحالات غير العاطفية من حيث حالة ميل الفعل ذي الأولوية التي تسببها المواقف ومن حيث ما يمثلونه في المحتوى.
من وجهة النظر هذه يعتبر الخوف هو تحديد أولويات برنامج التحكم في الإجراءات والذي يمثل مخاطر لأنه يؤدي إلى التسبب في سلوكيات تجنب في وجود خطر، والغضب هو برنامج التحكم في الإجراءات لتحديد الأولويات والذي يمثل الإهانات لأن له وظيفة التسبب في سلوكيات عدوانية في وجود سلوكيات سلبية.
يتمثل التحدي المركزي لنظرية المحتوى في العواطف والمواقف والدوافع في علم النفس لكل من الأنواع الظاهرية وغير الظاهرية في تفسير حالات الاستعداد للعمل المميزة للعواطف المختلفة، ولا يبدو أن العديد من المشاعر تحفز على العمل على الإطلاق، حيث يبدو أن الحزن والاكتئاب على سبيل المثال ينطويان على تثبيط عام في الاستعداد للتصرف.
من غير الواضح أي ميول فعلية يمكن أن تثير المشاعر المتخلفة مثل الندم؛ لأنها تركز على ما حدث في الماضي والذي لا يمكن تغييره، بالتالي تشتمل المشاعر مثل الفرح على التقوية الانتقائية لمجموعة مفتوحة إلى حد ما من الخيارات السلوكية، لذلك من غير الواضح ما هو ميل الفعل الذي قد يرتبط بها، ويبدو أنه من الممكن أن يرتبط ميل الفعل نفسه بمشاعر مختلفة.