العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يستجيب بعض علماء النفس للحالات التي تدعو إلى الرغبة بالتمييز بين الأبعاد الذاتية والموضوعية للعقل العملي، حيث أنهم يؤكدون أن رغباتنا المصححة ذات صلة بتحديد ما سيكون منطقيًا بالنسبة لنا للقيام به، أو ما لدينا سببًا موضوعيًا للقيام به، لكننا غالبًا لسنا في وضع يسمح لنا بإدراك أن معتقداتنا الواقعية خاطئة، عندما يكون هذا هو الحال لا يمكن أن نخطئ لفشلنا في القيام بما لدينا من أسباب موضوعية للقيام به.

العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي في علم النفس

إذا لم يكن تعظيم العقلانية شرطًا غير إشكالي للعقل العملي كما بدا في معرفة العقلانية الهيكلية الأدائية، فما البدائل له؟ هنا بدأ بعض علماء النفس بافتراض أن التقييم النقدي للنهايات الفردية للوكيل محظور، في حين شكك غيرهم من علماء النفس المقابلين في هذه الحقيقة البديهية، وأشاروا إلى أن العديد من أهدافنا الأساسية في الحياة غير مكتملة إلى حد ما.

يريد الناس على سبيل المثال أن يكونوا ناجحين في حياتهم المهنية، وأن يكونوا مخلصين لأصدقائهم، دون أن يكونوا واضحين بشأن ما تطلبه هذه الغايات منهم بالضبط، إلى الحد الذي تكون فيه غايات المرء غير محددة بهذه الطريقة، فإنها لن توفر نقاط انطلاق فعالة للتفكير الأدائي، أو التعظيم، أو حتى الإرضاء.

في العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي في علم النفس نحن نحتاج إلى تحديد هذه الغايات بدقة أكبر قبل أن نبدأ في التفكير في الوسائل التي تتطلب منا السعي وراءها، أو لتوليد ترتيب النتائج المحتملة منهم، فيما يلي مهمة محتملة لسبب عملي لا يتناسب بدقة مع فئات التفكير الأدائي أو المعظم، مهما كان تفسيره على نطاق واسع.

تتمثل العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي في علم النفس في المداولات العملية حول الغايات ليست نشاطًا سهلاً أو محددًا جيدًا، حيث لا توجد معايير واضحة للنجاح في هذا النوع من التفكير، وغالبًا ما يكون من غير الواضح متى يتم التوصل إلى نتيجة مرضية، حيث تشجع هذه الاعتبارات الافتراض للعالم ديفيد هيوم وخاصة المنتشر في علم النفس الاجتماعي بأنه لا يوجد أي تفكير حول الغايات النهائية.

من ناحية أخرى في كيفية أن يُفترض أن يوضح المرء الغايات الأكبر والأكثر أهمية، إن لم يكن من خلال التفكير فيها بطريقة ما، بدلاً من استبعاد مثل هذا التفكير لأنه لا يتوافق مع نموذج علمي ضيق للعقل، ربما ينبغي أن نوسع مفهومنا للعقل العملي لإفساح المجال للتفكير التوضيحي حول نهايات الفعل.

للقيام بذلك سيكون بمثابة الاعتراف بأن العقل العملي له بُعد إرشادي في الأساس، مرتبط بمشروع فهم الذات، وذلك من خلال تحديد معنى وتأثيرات مثل هذه الالتزامات السابقة مثل الولاء أو النجاح على سبيل المثال التي تُساعد أيضًا في توضيح القيم التي تحدد من نحن حقًا.

نموذج هيوم في العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي في علم النفس

تستند النماذج الهيومية أي النماذج التي وضعها العالم ديفيد هيوم للعقل العملي في العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي على حساب تبعي أساسي لعلاقة الفعل بالقيمة، وفقًا لهذا الحساب تكمن القيمة في نهاية المطاف في حالات الأمور، بقدر ما تكون هذه هي أهداف تصنيفات التفضيل الذاتي، ثم يتم الحكم على الإجراءات بأنها عقلانية إلى الحد الذي تؤدي إليه في ظهور حالات ذات قيمة بهذه الطريقة.

ومع ذلك فهي مسألة خلافية ما إذا كانت هذه هي الطريقة الأكثر منطقية للتفكير في عقلانية الفعل، حيث أن المدافعين عن النماذج المُرضية على سبيل المثال يعتقدون أن إجراءً معينًا يمكن أن يكون عقلانيًا حتى عندما يعترف الوكيل بأن الإجراء البديل من شأنه أن يؤدي إلى حالة أكثر قيمة.

بدلاً عن ذلك قد يتم التأكيد على أنه يمكننا الحكم على فعل عقلاني دون أن نكون قادرين على الوصول إلى أي ترتيب مستقل واضح للوضع الذي ينتج عنه، على أنه أفضل أو أسوأ من البدائل، بحيث ممكن أن تكون أحكامنا على قيمة الأفعال قليلة في نهاية المطاف على قناعاتنا حول ما يوجد سبب لفعله أو للإعجاب به، في هذه الحالة لن نتمكن من استخلاص استنتاجات حول الأسباب من المقدمات السابقة في نظرية القيمة.

في نماذج هيوم للعواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي في علم النفس أثيرت أسئلة ذات صلة حول الافتراض العواقبي الأساسي الذي تعلقه القيمة في المقام الأول على حالات الأمور، وبالتالي قد يبدو أنه يشوه فهمنا للصداقة على سبيل المثال من حيث الإصرار على أن ما يقدّره الأصدقاء أساسًا هو حالات الأمور التي تتضمن مثلًا أنشطة مشتركة مع الصديق، ما يقدره الناس كأصدقاء هو تفاصيل أو علاقات محددة مثل الأشخاص الذين يقيمون معهم أو علاقاتهم مع هؤلاء الأشخاص.

بناءً على هذه الفكرة في نماذج هيوم التابعة لنظرية القيمة في العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي في علم النفس، تم اقتراح أن الأفعال عقلانية بقدر ما تنجح في التعبير عن المواقف التي من المنطقي تبنيها تجاه حاملي القيمة الجوهرية الحقيقية.

تتمثل الميزة المفترضة لهذا النهج في قدرته على تفسير عقلانية السلوكيات التي تبدو معقولة بشكل حدسي، ولكن يصعب مواءمتها مع المخطط العواقبي مثل الالتزامات المستمدة من المشاركة السابقة للفرد في نشاط أو مشروع، والتي يمكن أن تبدو وكأنها الترجيح غير المنطقي للتكاليف الغارقة للعواقبية.

نظرية القيمة في العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي في علم النفس

سواء قبلنا إطارًا عواقبيًا أم لا فإن الأسئلة في نظرية القيمة تبدو أنها محور مهم للتفكير العملي الخاص بها، حيث ينجذب العديد من علماء النفس إلى فكرة أن أسباب الفعل تأتي في النهاية من القيم التي يمكن تحقيقها من خلال السلوك الإنساني، فإذا كان هذا صحيحًا وإذا افترضنا أيضًا مفهومًا واقعيًا أو على الأقل غير ذاتي للقيمة، عندها تظهر طريقة مختلفة للتفكير في مهمة العقل العملي.

في نظرية القيمة في العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي في علم النفس قد لا يُنظر إلى هذا في المقام الأول على أنه مسألة تعظيم إشباع الغايات المعطاة للوكيل، ولا تحديد نهايات لا تزال غير مكتملة، ولكن بالأحرى كمهمة رسم خريطة لطبيعة القيمة.

تسمح هذه المهمة بدورها بعدد من التفسيرات المختلفة، فقد نفهم الانعكاس التقييمي المرتبط بالتداول من حيث العواقبية، باعتباره انعكاسًا لخاصية غير طبيعية للخير يتم تمثيلها من قبل دول العالم، وهناك بديل مؤثر له مستوحى من العالم أرسطو الذي يرى أن التركيز الصحيح للتفكير العملي هو السؤال عما سيكون عليه التصرف بشكل جيد.

وفقًا لوجهة النظر هذه فإن القيم النظرية ذات الصلة بتحديد ما يجب أن يفعله الفاعل هي تلك التي ترتبط تحديدًا بالوكالة البشرية، مع تحديد ما سيكون جيدًا أو على الأقل غير صعب كعامل بشري لأولئك الذين ينجذبون إلى المفاهيم التعددية للخير  الذين يأخذون نظرة أكثر شمولية.

في النهاية نجد أن:

1- العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي في علم النفس تتعلق بتوضيح استراتيجيات العقل العملي التي قام العالم ديفيد هيوم بتوضيحها من خلال النماذج العقلانية.

2- في العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي في علم النفس نحن نحتاج إلى تحديد الغايات والأهداف النهائية بدقة أكبر قبل أن نبدأ في التفكير في الوسائل التي تتطلب منا السعي وراءها.

3- ترتبط العواقبية والقيمة والعقل الأخلاقي بنظرية القيمة التي ترجع للعالم ديفيد هيوم والعالم أرسطو والتي تنظر للعقل العملي أخلاقيًا.


شارك المقالة: