يمكن للشخص المتخصص في صعوبات التعلم تحديد بعض الفروق بين هذه المفاهيم بالرغم تواجد التداخل فيما بينها، ويتم ذلك عن طريق تحديد الأسباب والأعراض وطرق التشخيص المناسبة لكل شخص من ذوي صعوبات التعلم، والتعريفات الخاصة بكل مفهوم من هذه المفاهيم.
التمييز الفارق لمفهوم صعوبات التعلم
1- صعوبات التعلم ومشكلات التعلم
يوجد فرق بين مصطلح صعوبات التعلم ومصطلح مشكلات التعلم، أن مصطلح صعوبات التعلم يستخدم مع الأطفال الذين لديهم صعوبات في استيعاب المعلومات، وفي استعمال اللغة وهذه الصعوبات لا تعود إلى إعاقة سمعية أو بصرية أو إعاقة عقلية، أما الأفراد ذوي المشكلات فهم لديهم انخفاض بالتحصيل نتيجة قصور في السمع أو الرؤية أو اضطراب الانتباه أو إلى التخلف العقلي.
وإن الأفراد الذين لديهم مشكلات في التعلم هم لديهم فشل دراسي الناتج عن الاضطرابات السلوكية، هم فئة تبعد عن الأنشطة التربوية التي تقام في المدرسة، وعلى ذلك فإن صعوبات التعلم تستعمل في وصف فئة معينة من الأفراد، وليست عامة لكل الأفراد الذين لديهم مشكلات تعلم.
2- صعوبات التعلم وعدم القدرة على التعلم أو العجز عن التعلم
صعوبات التعلم هم الأطفال الذين يواجهون مشكلات في تعلم في القراءة أو الكتابة أو التهجئة وبالإضافة إلى العمليات الحسابية أو العلوم، أما مفهوم العجز عن التعلم يطلق على الأطفال الذين لديهم اضطراب وظيفي في أحد نصفي المخ، كما يعد مصطلح صعوبات التعلم من المصطلحات الأكثر تشابهن مع مفهوم عدم القدرة على التعلم أو العجز عن التعلم، أن البعض يعتبر مصطلح صعوبات التعلم وعدم القدرة على التعلم أو العجز عن التعلم مترادفين.
3- صعوبات التعلم والتأخر الدراسي
هناك فرق بين مصطلح صعوبات التعلم عن مصطلح التأخر الدراسي، فالمصطلح الأول يدل على الذين لديهم معدل ذكاء عادي أي يكون لديهم ذكاء فوق المتوسط أو متوسط، أما المصطلح الثاني فهي إعاقة تعود لغايات غير عقلية، كما ارتبط المفهومين مع بعضهما من حيث المشكلات الدراسية وانخفاض التحصيل الدراسي، وهما يعدان مظهران خارجيان للفئتان.
كما أن هناك أسباب عديدة أخرى محتملة للتأخر الدراسي صحية وعقلية واجتماعية ومدرسية، ومن ثم يمكن أن نجد تلميذاً يعاني من التأخر الدراسي، لسبب نقص ذكائهم عن المتوسط وإنما لأي سبب آخر، أما صعوبة التعلم، فإنها ترجع إلى أسباب أكاديمية أو نمائية محددة، كما يختلف مفهوم صعوبات التعلم عن التأخر الدراسي الذي يتمثل بالعمومية والشمولية.
4- صعوبات التعلم وبطء التعلم
ليس كل متعلم يعاني من بطء في التعلم بالضرورة هو من ذوي الإعاقة، وبطيء التعلم هو ذلك الفرد الذي يكون معدل التعليم لديه أقل من معدل تعلم أقرأنه، أي يكون بطيئاً في اكتساب المهارات الدراسية والمهارات المعرفية، ويوضح الخصائص التي تميز الأطفال بطيئي التعلم بأنهم كثيراً ما يبدون أقل نضجاً من زملائهم في العمر.
ويمكن فهم سلوكهم إذ تم تصورهم مكافئين لأطفال أصغر منهم سناً وضعوا في صف دراسي مع أطفال أكبر وأكثر خبرة، كما تضم خصائصهم العقلية ميلهم إلى التبسيط الزائد للمفاهيم والعجز عن التعميم وقصر الذاكرة وقصور الانتباه.
مقارنة التحصيل الدراسي في القراءة لدى المتعلمين ذوي صعوبات التعلم والمتعلمين بطيء التعلم، أكدت نتائج الدراسات على أنه ليس كل تلميذ بطيء التعلم يعد صاحب صعوبة في التعلم، فيما عدا ذوي نسبة الذكاء المتوسطة الذين يظهرون بطناً مستمراً في التعلم، فهؤلاء هم أصحاب صعوبات التعلم، وحالات بطء التعلم غير السوية من الجانب النمائي هم غير القادرين على التعلم.
5- صعوبات التعلم والتخلف العقلي
مفهوم صعوبات التعلم يستعمل للدلالة على مجموعة الأفراد الذين لا يتمكنون من النفع من الخبرات، والمهارات التعليمية المتوفرة داخل وخارج الفصل الدراسي، ويستثنى الأفراد ذوي الإعاقة العقلية والإعاقة الجسمية أو الإعاقة الحسية، الفرد إن التخلف العقلي يرجع إلى عدم اكتمال النمو العقلي الذي يظهر بشكل واضح في نسبة الذكاء وفي الأداء العقلي.
6- صعوبات التعلم والتفريط التحصيلي
التفريط التحصيلي هو الفشل في استخدام الفرد المستوى التحصيلي الملائم لمستوى ذكائه أو لمستوى مقدرته، بما يعكس تدني واضح في الأداء الأكاديمي الحقيقي عن الأداء الأكاديمي المتوقع، نتيجة لأسباب دافعية ودون وجود اضطرابات نوعية محددة سواء كانت نمائية أم أكاديمية.
وفي النهاية مفهوم اضطرابات التعلم يستعمل لجميع مشكلات التعلم عند الأطفال على مختلف أنواعها، بينما يقتصر البعض على استعمال هذا المفهوم للدلالة على الأطفال الذين لديهم من إصابات مخيّة، الشيء الوحيد الذي يمكن استخلاصه هو التداخل الملاحظ بين هذا المفاهيم، والمفاهيم الأخرى مثل الإعاقة العقلية وغيرها.